أنشا عدد من المثقفين التونسيين "الائتلاف التونسي للتنوع الثقافي"
من اجل العمل على احترام هوية وخصوصية الانتاج الثقافي فى ظل العولمة
ومناهضة الهيمنة الثقافية الاميركية على العالم.
واعتبر المؤسسون وهم فنانون ومستثمرون ثقافيون فى مجالات المسرح
والسينما والادب والفنون التشكيلية ان "الثقافة اليوم محور صراع دولي
لا هوادة فيه بين استراتيجيتين متعارضتين" معربين عن قلقهم من "الانعكاسات
الممكنة لهذه المعركة العالمية على المستوى الوطني".
ونبه البيان الى "ان الرهانات الاقتصادية لهذا الصراع هائلة بعد ان
لجأ الاميركيون الى عقد اكثر عدد ممكن من الاتفاقيات الثنائية للتبادل
الحر التى تدرج المنتجات والخدمات الثقافية كقيمة تجارية وتهدف الى منع
البلدان الموقعة عليها من اقرار وتطبيق سياسات وطنية تشجع الانتاج
الثقافي وتدعم توزيعه".
وطالب الائتلاف المسؤولين التونسيين "بالاعتراض على ادراج المنتجات
والخدمات الثقافية فى المفاوضات التجارية الثنائية مع البلدان ذات
الاهداف المهيمنة فى المجال الثقافي" في الوقت الذي تتفاوض فيه تونس
حاليا مع واشنطن حول اتفاق للتبادل الحر.
كما دعاهم الى "الاسراع فى المصادقة على الاتفاقية الدولية حول
حماية وتشجيع تنوع التعابير الثقافية" وحثهم على "توخي الصرامة فى
الدفاع عن حقوق المؤلفين ومقاومة القرصنة على المصنفات الفنية ..
والعمل على ترسيخ قيم التنوع والتسامح كشرط اساسي لتفعيل الحوار
المنشود بين الثقافات والحضارات".
وقد اعتمدت هيئة اليونسكو بغالبية ساحقة فى باريس فى منتصف تشرين
الاول/اكتوبر الماضي معاهدة حول التنوع الثقافي من شانها ان تحرر
الثقافة من قيود التجارة الدولية.
وتحاول الولايات المتحدة الاميركية وهي الممول الاول للمنظمة منع
المصادقة على هذه المعاهدة.
ومن بين مؤسسي الائتلاف التونسي المنتجين السينمائيين احمد بهاء
الدين عطية ونجيب عياد وعبد اللطيف بن عمار والمخرجين المسرحيين
نورالدين الورغي وعزالدين قنون وعبد العزيز المحرزي والمخرج السينمائي
ابراهيم اللطيف والممثل رؤوف بن عمر ورئيس الجامعة التونسية لنوادي
السينما صالح بوكاف والشاعر محمد الصغير اولاد احمد.
ووصف محمد صغير اولاد احمد المبادرة "بالخطوة الهامة بالرغم من انها
جاءت متاخرة" منوها الى انها "المرة الاولى فى تونس التي يتفق فيها
المبدعون من كل الاختصاصات الفنية للدفاع على شىء هام يجمعهم متجاوزين
خصوصية كل فن". |