
قال مسؤول كردي بارز يوم الثلاثاء ان رئيس الوزراء العراقي ابراهيم
الجعفري سيسعى جاهدا للبقاء في موقعه رئيسا لوزراء العراق على الرغم من
الزيارة التي أجراها على مدى يومين للمنطقة الكردية بهدف حشد الدعم.
وقال المسؤول ان زيارة الجعفري التي اختتمت يوم الاثنين أخفقت في
تحسين علاقاته المتوترة مع الاكراد الذين يتهمونه باحتكار السلطة وعدم
احترام الاتفاقات التي ابرمها كي يحصل على الدعم الكردي حينما تولى
منصبه لاول مرة.
واضاف المسؤول الذي ينتمي للتحالف الكردي ثاني أكبر تحالف في
البرلمان العراقي الحالي "كان الهدف من الزيارة تذويب الجليد بيننا."
وتابع المسؤول الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه "ولكن سيكون من الصعب
كثيرا على الجعفري ان يحصل على التأييد الكردي.. لدينا تحفظات قوية
عليه وعلى الطريقة التي أدار بها الحكومة.. ولدينا أيضا تحفظات على
طريقة تعامله مع المطالب الكردية."
ويرأس الجعفري واحدا من الحزبين الشيعيين الرئيسيين في الائتلاف
الشيعي الذي هيمن على انتخابات 15 ديسمبر كانون الاول. وسيكون ذلك
التكتل الاكبر في البرلمان الجديد.
ومن الناحية الرسمية فان التكتل يملك الحق الدستوري في تسمية رئيس
الوزراء. وقالت مصادر في الائتلاف انه سيرشح اما الجعفري أو عادل عبد
المهدي الذي يشغل حاليا منصب نائب الرئيس.
وأيا كان الشخص الذي سيرشحه الائتلاف فان من المتعين عرض الاقتراح
بتسميته على البرلمان لاصدار الموافقة أو الرفض. ولا يتمتع الائتلاف
الشيعي بالاغلبية في البرلمان ويتعين عليه الحصول على الاغلبية
بالتنسيق مع الاحزاب الاخرى.
ومن دون الدعم الكردي سيكون الجعفري متحسبا لوجود دعم متنام داخل
الائتلاف لعادل عبد المهدي.
وفي نهاية الامر سيكون اختيار رئيس الوزراء في اطار اتفاق متكامل
تصوغه التكتلات الكبرى التي تخوض الان مفاوضات اولية لاقامة تحالف
كبير.
وتابع المسؤول ان القيادات الكردية غير راضية عن أداء الجعفري في
الحكم على مدى الشهور الثمانية الماضية.
وعلى نحو خاص لا يصدق هؤلاء ان الجعفري بذل ما يكفي من الجهد لدعم
مطالبتهم بمدينة كركوك التي يريدها الاكراد عاصمة لاقليم كردي يتمتع
بحكم ذاتي.
واختتم الجعفري زيارة كردستان يوم الاثنين بالاجتماع الى الرئيس
جلال الطالباني.
وفي مؤتمر صحفي أعقب اللقاء قال الطالباني انه دفن والجعفري
خلافاتهما وانه لا يمانع رئاسة الجعفري لحكومة جديدة.
ووصف حازم النعيمي المحلل السياسي بجامعة المستنصرية في بغداد زيارة
الجعفري بانها "رحلة شخصية" هدفها استقطاب ود الاكراد.
وتعبر هذا الزيارة عن اتساع حدة الخلافات داخل «الائتلاف الشيعي»
الفائز حسب النتائج الأولية للانتخابات العراقية وانقسامه لتيارين
الاول يضم «حزب الدعوة بزعامة الجعفري» و«التيار الصدري» و«حزب
الفضيلة» في مقابل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بزعامة عبدالعزيز
الحكيم وتنافسهم الشديد على كرسي رئاسة الحكومة التي يصر الاول على
منحه لرئيس الحكومة المنصرفة الجعفري فيما يرشح الآخر أحد قيادييه
الاكثر قبولا في اوساط الادارة الامريكية والداخل السياسي العراقي عادل
عبدالمهدي، ادى الى توصلهما حسب مصادر مقربة من الجعفري في حديث خاص لـ
«الوطن» الى اتفاق مشترك يسوي المشكلة بتشكيل «مرجعية سياسية» يترأسها
الحكيم تقوم بالاشراف على الحكومة الجديدة وادائها ولمواجهة فشل جديد
محتمل اذا ما تواصلت السياسة ذاتها التي جعلت العراقيين يفقدون الثقة
بالنخبة الحاكمة التي عادت مجددا للسلطة مستفيدة من الرموز الدينية
واحكامها الغائرة في دواخل المجتمع وأفراده.
وتواصل قوى «الائتلاف الشيعي» اجتماعات مكثفة لاقرار آليات
«المرجعية» ووضع رؤيا بعيدة المدى لادارة الدولة خلال السنوات المقبلة.
وحسب المصادر نفسها فان ممثلي التيار الصدري في «الائتلاف الشيعي
الموحد» اعربوا عن امتعاضهم وسخطهم من المحادثات التي يجريها الحكيم في
الاقليم الكردي مسجلين معارضتهم القاطعة لاي مشاركة لقائمة علاوي في
الحكومة المقبلة واصفين ما يتوصل اليه الحكيم في مفاوضاته مع الاكراد
بأنها «اجتهادات شخصية» غير ملزمة لهم.
وكانت الكتلة الصدرية رفضت المشاركة في اجتماعات دوكان لان الدعوة
وجهت الى «الائتلافية» ولم تشمل القوى الاخرى، وقال بها الاعرجي «ان
ثلاث شخصيات من التيار الصدري كانت ضمن الوفد لكنها انسحبت بعد ان عرفت
ان الدعوة لم توجه الى القائمة العراقية وجبهة التوافق السنية».
بدوره اعلن حزب الفضيلة الاسلامي احد الاحزاب المكونة للائتلاف
العراقي الموحد اليوم رسميا ترشيح امينه العام الدكتور نديم الجابري
لمنصب رئيس الوزراء فيما قال الرئيس العراقي جلال الطالباني انه
لااعتراض على ترشيح ابراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء مجددا.
وقال المتحدث الرسمي للحزب حسن الشمري في مؤتمر صحافي اليوم ان
الحزب يؤكد تمسكه بترشيح الامين العام نديم الجابري لتولي منصب رئيس
الوزراء مشيرا الى ان هناك بالاضافة الى مرشح الحزب ثلاثة مرشحين في
قائمة الائتلاف هم حسين الشهرستاني وعادل عبدالمهدي وابراهيم الجعفري.
وقال الشمري ان حزب الفضيلة سيعمل على ان يكون الترشيح منسجما وفي
اطار الاليات التي سيجري الاتفاق عليها بين مكونات الائتلاف العراقي
الموحد موضحا ان المجال في الائتلاف سيكون "مفتوحا امام اي مكون لترشيح
من يراه مناسبا لمنصب رئيس الوزراء".
واعرب عن اعتقاده بان ترشيح الجابري الى جانب الجعفري وعبدالمهدي لن
يسبب خلافات داخل الائتلاف بخاصة وان الامر سيخضع للتصويت وفق الية
سيتفق عليها الائتلاف.
واكد الشمري بان حزبه "سيرحب باي شخصية لتولى منصب رئيس الوزراء اذا
كانت ستؤدي الدور المطلوب في خدمة الشعب العراقي".
من جهته اعلن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عن عدم توصل
قائمة الائتلاف الى اختيار مرشح القائمة لتولي منصب رئيس الوزراء في
الحكومة المقبلة.
وقال مسؤول مكتب الثقافة والاعلام في المجلس حميد المعلة في تصريح
صحفي "ان المناقشات جارية في الوقت الحالي لاختيار المرشح وقد وضع
الائتلاف محددات معينة للاختيار".
واضاف معلة "ان الايام المقبلة ستشهد إعلان ترشيح قائمة الائتلاف
اسم مرشحها لتولي منصب رئيس الوزراء".
ويدفع المجلس الاعلى باتجاه ترشيح نائب رئيس الجمهورية الحالي
الدكتور عادل عبدالمهدي لتولي منصب رئيس الوزراء.
وكان الرئيس العراقي ورئيس لائحة التحالف الكردستاني جلال الطالباني
قد قال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الحالي ابراهيم الجعفري
انه " ليس لنا اي اعتراض ضد ترشيح الجعفري لمنصب رئيس الوزراء".
وقال الطالباني خلال مؤتمر صحفي مشترك في كردستان العراق "ان اختيار
المرشح لرئاسة الوزراء هو شان الائتلاف العراقي الموحد وليس لنا اي
اعتراض ضد ترشيح الجعفري لهذا المنصب".
واشار الى ان المباحثات مع الجعفري اكدت على اهمية تشكيل حكومة وحدة
وطنية تعكس جميع اطياف الشعب العراقي وافضل السبل لمكافحة الجماعات
المسلحة وخلق الاجواء الامنة في البلاد. |