مؤشرات جديدة تدعم التشدد الرسمي في ايران

أمرت الحكومة الإيرانية بإغلاق صحيفة يومية لأول مرة منذ تولى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد رئاسة البلاد، والذي يتهم باتخاذ إجراءات متشددة منذ وصوله إلى السلطة.

وقال رئيس تحرير الصحيفة، إيراز جمشيدي إن صحيفة"آسيا" حظرت لأنها نشرت صورا اعتبرت مخالفة للقيم الإسلامية.

يذكر أن أكثر من 100 مطبوعة أغلقت خلال الأعوام الخمسة الماضية، وإن سمح بإعادة فتح العديد منها بعد ذلك.

وكانت صحيفة آسيا قد حظرت في عام 2003 بعد أن نشرت صورة لزعيم متمرد.

وجاء أمر الإغلاق الحالي من وزارة الثقافة وليس من السلطة القضائية، حيث كانت السلطات القضائية هي التي تصدر أوامر الحظر عادة في الماضي.

ونُقل عن الصحفي الإصلاحي عيسى سهركيز قوله"يشكل الحظر الذي أصدره مجلس وزارة الثقافة جولة جديدة من الضغوط على الصحافة".

ويذكر ان الحكومة الايرانية منعت صدور مجلة نسائية في أول حملة ضد وسائل الاعلام منذ تولي الرئيس محمود أحمدي نجاد السلطة في أغسطس اب الماضي.

وقالت وزارة الثقافة في بيان عن الحظر" اتفق مجلس الاشراف على الصحافة على اغلاق صحيفة اسيا و(مجلة) نور البنوان وأمر باحالة ملفاتهما الى المحكمة."

ولم يقدم المجلس سببا للاغلاق والحظر لكن صحفيا في صحيفة اسيا الاقتصادية قال انها تلقت تحذيرات في الاشهر الاخيرة بسبب نشر صور لنساء اعتبرت غير لائقة.

ولم تكن مجلة نور البنوان التي تستهدف النساء قد صدرت بعد.

وقال الصحفي الاصلاحي عيسى سحر خيز انه من النادر أن تصدر الحكومة أمر الحظر لان القضاء هو يتولى عادة هذه المسألة، واضاف" نادرا ما أمر مجلس الاشراف على الصحافة باغلاق صحيفة في الماضي" مضيفا أن الحظر يشير الى أن الضغوط على الصحافة وصلت الى مدى جديد.

وفي السياق ذاته تلقت صحيفة "ايجيا دايلي" الاقتصادية الايرانية الاثنين امرا من الحكومة بتعليق صدورها كما اعلنت صاحبتها لوكالة فرانس برس.

وقالت صاغي باغرنيا"هذا الصباح قالت لنا وزارة الارشاد(الثقافة والارشاد الاسلامي) ان الصحيفة محظورة مؤقتا" مضيفة ان السلطات لم"تعط اسبابا" لذلك موضحة "نحن لا نعرفها بعد".

وقالت صاغي باغرنيا"لم نتلق انذارا مسبقا بهذا الاجراء الراديكالي" ولا معلومات تتعلق بمدة التعليق.

من جهته قال زوجها ايراج جمشيدي لوكالة الانباء الطلابية(ايسنا) "تلقينا خبر الوزارة بتعليق صدور صحيفتنا موقتا".

وهذه المرة الاولى التي تخضع فيها صحيفة لاجراء من هذا النوع منذ انتخاب الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو الماضي.

وخلال ولايتي سلفه الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي جرى تعليق صدور عدد كبير من المنشورات بناء على اوامر السلطات كما سجن صحافيون بناء على اوامر من القضاء.

وقد ارغمت صحيفة"ايجيا دايلي" على الاقفال من جهتها من حزيران/يونيو 2003 حتى اذار/مارس 2005 بعد ان نشرت صورة مريم رجوي المسؤولة في منظمة مجاهدي الشعب ابرز حركة معارضة مسلحة للنظام الايراني التي مقرها في الخارج وتعتبرها طهران ارهابية.

وفي سياق هذه المؤشرات قال نائب بالبرلمان الايراني ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أبلغ النواب يوم الثلاثاء ان سياسة الوفاق الخارجية التي تبناها اثنان ممن سبقوه لم تحقق شيئا يذكر وخفضت مكانة ايران في العالم الاسلامي.

ومنذ توليه السلطة في اغسطس اب شدد احمدي نجاد من موقف السياسة الخارجية لايران وغير عشرات الدبلوماسيين المؤيدين للاصلاح ومضى قدما في العمل النووي الذي اغضب الغرب وشن سلسلة من الهجمات الشفهية على اسرائيل.

وقال احمدي نجاد في اجتماع مغلق للجنة السياسة الخارجية والامن القومي بالبرلمان انه في عهد الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي حاولت ايران التودد الى اوروبا.

وقال كاظم جلالي عضو اللجنة لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية "فيما يتعلق بالسياسة الخارجية قال احمدي نجاد انه اثناء الاعوام الستة عشر الاخيرة تبنينا سياسة وفاق ... لكن في واقع الامر هذه السياسة لم تحقق أي شيء لايران."

ونقل جلالي عن احمدي نجاد قوله انه بحلول نهاية الفترة الثانية لخاتمي في عام 2004 "ابتعدنا عن اهداف الثورة (الاسلامية عام 1979 ) وتراجع نشاطنا في العالم الاسلامي الى حد ما."

وأدى اسلوب السياسية الخارجية المتشددة الذي انتهجه احمدي نجاد الى ظهور بعض الانتقادات في الداخل حيث يقول خصومه ان العضو السابق بالحرس الثوري يقود طهران نحو عزلة دولية.

وقال النائب حشمت الله فلاحتبيشة الذي حضر الاجتماع مع احمدي نجاد ان الرئيس يريد ان تتبنى ايران سياسة خارجية أكثر نشاطا.

واضاف قوله لوكالة الانباء الايرانية "نحن (النواب) نوافق لكننا نعتقد انه يجب ان نتصرف بتنسيق أكبر."

وقال "أكدنا على الحاجة الى تعزيز الوحدة الوطنية في ضوء الظروف الراهنة التي يتحد فيها اعداؤنا ضدنا. وأوصينا بأن تجري الحكومة دراسات مستفيضة فيما يتعلق بالمخاطر والفرص."

واضاف ان احمدي نجاد يعتبر ردود الفعل العالمية على تصريحه في الشهر الماضي بأن محارق النازي اسطورة هي ردود فعل "ايجابية".

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 4/كانون الثاني/2006 -  3/ذي الحجة/1426