المحاصيل المعدلة وراثيا بعد عشرة أعوام.. فشل كبير ونجاحات صغيرة

حين قدمت مونسانتو للعالم المحاصيل المهندسة وراثيا قبل عشرة اعوام وصفت ما حققته التكنولوجيا الحيوية من تقدم بانه بزوغ فجر عصر جديد سيقلص الفقر في العالم ويساعد في تحسين البيئة ويدعم المزارعين المكافحين.

واليوم اصبحت منتجات التكنولوجيا الحيوية من قطن وأذرة وفاصوليا هي الموطن الرئيسي للربح في مونسانتو وتدعم ارباح شركات مثل سينجينتا ومقرها سويسرا ودو للعلوم الزراعية وهي وحدة في شركة دو للكيماويات.

وترجع المكاسب التي تحققها هذه الشركات الى تقبل الولايات المتحدة للمحاصيل المحورة وراثيا لمكافحة الحشرات ومبيدات الاعشاب الضارة ويقول انصارها انها تحقق عائدا أعلى.

ومع احتفال الصناعة بالذكرى السنوية العاشرة لبدايتها لم تتحقق الوعود المبكرة بانتاج محاصيل معدلة وراثيا الى حد كبير وحظر عدد كبير من الدول التكنولوجيا نتيجة مخاوف بشان خطر محتمل على صحة الانسان والبيئة.

وقال جويل كوهين من معهد ابحاث السياسة الغذائية الدولية "المنتجات المعدلة وراثيا لم تحقق التوقعات المبكرة المبالغ فيها. لدينا الان سلسلة من المحاصيل الموثوق بها التي يعتمد عليها الى حد كبير باستخدام هذه التكنولوجيا. غير انه لا يزال هناك ابعاد كثيرة لتوخي الحذر."

وبالفعل يقابل تقريبا كل خطوة الى الامام خطوة الى الخلف. ففي الشهر الماضي اعلنت كيلوج عملاقة الحبوب البدء في استخدام زيت صحي يحتوي على نسبة منخفضة من حمض لينوليك منتج من فول الصويا المعدل وراثيا الذي تنتجه مونسانتو في الرقائق والبسكويت وغيرها من منتجاتها الغذائية.

ولكن بعد اقل من اسبوعين اعلنت منافستها كرافت فودز ثاني اكبر منتج للمواد الغذائية في العالم انها ستوقف توريد جميع المنتجات الغذائية المعدلة وراثيا بما في ذلك الاضافات للصين بسبب ضعف القبول في السوق. واعلنت بيبسي كو وكوكاكولا تعهدات مماثلة.

كما كانت هناك انتكاسات في الاونة الاخيرة من بينها قرار الناخبين في سويسرا في نوفمبر تشرين الثاني حظر زراعة محاصيل التكنولوجيا الحيوية لمدة خمس سنوات وكشف استراليا في الاونة الاخيرة ان البازلاء المعدلة وراثيا سببت مشاكل صحية في ابحاث على الفئران مما ادى لالغاء المشروع.

وفي عام 2004 اضطرت مونسانتو لسحب قمح معدل وراثيا كانت تنوي بيعه في الولايات المتحدة وكندا بسبب المعارضة القوية في السوق. ومن المشروعات الفاشلة الاخرى طماطم (بندورة) طويلة العمر وبطاطس (بطاطا) صحية.

وقالت مارجريت ميلون مدير برنامح الزراعة والتكنولوجيا الحيوية في اتحاد العلماء المهتمين "لم تحقق الهندسة الوراثية ايا من وعودها بافادة صحة الانسان. الطريق محفوف بالاخفاقات."

ويقول منتقدو التكنولوجيا ان المحاصيل المعدلة وراثيا اثارت مشاكل اكثر مما عالجت مثل ظهور اعشاب مقاومة للمبيدات.

ويرى انصار التكنولوجيا ان المحاصيل المحورة وراثيا مفيدة للبيئة لانها تقلص حجم المخصبات اللازمة لزراعة محاصيل صحية ويقول معارضون ان استخدام الكيماويات زاد عدة مرات بسبب مقاومة الاعشاب وغيرها من المشاكل.

ويضيفون ان الاسعار الاعلى للحبوب المعدلة وراثيا تلتهم ارباح المزارعين التي ترتبط بتحقيق محصول اكبر كما ان التكنولوجيا لم تخفف حدة مشكلة الفقر لان كثيرا من الدول الفقيرة لا يسعها تبنيها او غير راغبة في ذلك.

ورغم ذلك تزداد مساحة الاراضي المنزرعة بمحاصيل التكنولوجيا الحيوية في العالم وتجاوزت اكثر من مليار فدان هذا العام.

وذكرت وزارة الزراعة الامريكية أن 52 بالمئة من محصول الذرة و79 بالمئة من القطن الذي يزرع في مناطق مرتفعة و87 بالمئة من فول الصويا الذي زرع في موسم 2004-2005 في الولايات المتحدة من محاصيل التكنولوجيا الحيوية.

ومن المتوقع ان يظهر تقرير للصناعة نموا بطيئا ليس في الولايات المتحدة فقط بل في الكثير من الدول الاخرى ويقول مؤيدو التكنولوجيا الحيوية ان القيود تتراجع ببطء في اوروبا وان هناك منتجات جديدة يجري الاعداد لها ستساعد على تحسين مستوى القبول.

وقال بيت سيجيلكو نائب رئيس ادارة الهندسة الوراثية النباتية في دو للعلوم الزراعية "مرت عشرة اعوام ولدينا الان مليون فدان في 17 دولة.. سنواصل مواجهة بعض العثرات على الطريق ولكن بدأنا نرى توازنا بين أنباء جيدة جدا والنمو. لقد خرج الجني من القمقم."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 2/كانون الثاني/2006 -  1/ذي الحجة/1426