خطط امريكية للحد من البدانة بين الأطفال

ركز النجاح التجاري لفلم مورغان سبيرلوك 2004 "اجعلني هائل الجسم" الأنظار على نسبة البدانة المتزايدة في الولايات المتحدة والمشاكل الموازية الناجمة عن الاحتفاظ بوجبات غذائية  تحتوي على نسبة عالية من الدهن، والسكر دون القيام بتمارين رياضية مناسبة.

وتظهر أحدث بيانات من المركز القومي الأميركي للإحصاءات الصحية أن 30 بالمئة من الراشدين الأميركيين ممن هم في سن العشرين فما فوق هم بدينون وأن 16 بالمئة من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والتاسعة عشرة هم فوق الوزن الطبيعي – وهي نسبةازدادت أكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 1980.

وتظهر الدراسات أن البدانة في سن مبكرة تؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة في وقت لاحق في الحياة، أمثال السكري، ومرض القلب، واضطرابات النوم، والانقباض. كذلك الصحة الحالية للطفل في خطر، لأنه يكون في الغالب سيء التغذية فضلا عن أنه يتناول طعاما أكثر مما ينبغي.

ورغم الجهود التي بذلها مسؤولون فدراليون، وولائيون ومحليون لتعليم الشبيبة كيف تختار طعاما صحيا أكثر، إلا أن كثيرين يستمرون في إرضاء شهواتهم للطعام الرديء على حساب رفاهيتهم.

وقد كتب مارك زانجر وهو مراسل غذائي لصحيفة بوسطن فينكس، في مقال بعنوان "ما هو طعام الغداء" يقول، إن الأطفال يفضلون الطعام المحتوي على سكر ونشاء، وكميات كبيرة من الدهن وأشياء أكلوها في السابق على بدائل صحية. وقال "إن كل صالة طعام تقريبا زرتها ذكرت أن البيتزا هي الوجبة الأكثر شعبية وأن البطاطس المقلية هي الصحن الجانبي الأكثر شعبية."

نتيجة لذلك، يسعى المسؤولون بصورة متزايدة إلى تنظيم عادات الأكل عند الأطفال في مجال هو ضمن سلطاتهم التشريعية: المدارس الرسمية.

والمدارس الرسمية هي الآن خاضعة لتوجيهات ومعايير غذائية وضعتها الحكومة الفدرالية التي تقدم إعانات بمعدل 9.5 بلايين دولار في العام لتمكين الطلاب الفقراء وذوي الدخل المنخفض من الحصول على وجبة غذائية.

على أن الماكينات التي تبيع مشروبات غير كحولية ووجبات حسب الطلب تقدم مواد أمثال شرائح بطاطس وحلوى، تعرضت مؤخرا للانتقاد.

وقد أعلن الممثل السابق، ذو الجسم الرياضي، الذي هو الآن حاكم ولاية كاليفورنيا، آرنولد شوارزينيغر، في أيلول / سبتمبر أنه بموجب قوانين الولاية التي سنت مؤخرا، لا يجوز أن تتجاوز المواد الغذائية الفردية التي تباع في مدارس كاليفورنيا الحكومية، بما فيها تلك التي تتضمنها ماكينات البيع او وجبات حسب الطلب، أل 250 سعرة حرارية. وسيطلب من المدارس أن تقدم مزيدا من الفواكه الطازجة والخضار.

كذلك أمهلت القوانين الجديدة المدارس حتى 1 تموز / يوليو المقبل لكي تستبدل المشروبات غير الكحولية التي تباع فيها بخيارات غذائية أكثر مثل الحليب، وعصير الفاكهة، والمياه، والمشروبات الرياضية. ويجب أن يحتوي عصير الفاكهة على ما لا يقل عن 50 بالمئة من عصير حقيقي ولا يحتوي على مواد محلّية إضافية. ويتطلب التشريع أيضا بأن تستبدل المشروبات غير الكحولية الباقية بحلول عام 2009.

وفي محافظة آرلنغتون، بولاية فرجينيا، كان الطلاب يستطيعون شراء مواد أمثال الحلوى، وشرائح البطاطس والمشروبات غير الكحولية من ماكينات البيع في صالات الطعام التابعة لمدارسهم الثانوية، إلا أن مجلس مدارس المحافظة صوت في أيلول / سبتمبر المنصرم باستبدال تلك المواد  ببدائل صحية أكثر، فضلا عن تعليق معلومات عن الدهن والمحتوى الحراري ومستوى التغذية  في المواد المباعة.

وقد صرحت ماري هاينز، نائبة رئيس مجلس مدارس آرلنغتون لصحيفة واشنطن بوست بقولها إن الضغط للتخلص من الطعام الرديء لا يأتي من خبراء الصحة ومسؤولي الحكومة فحسب، بل يأتي من الأهالي بصورة متزايدة أيضا.

وقالت هاينز، "بينما برزت قضية البدانة المفرطة، كما في فيلم "اجعلني هائل الجسم" أصبحت هناك قضية متنامية عبر البلاد يتعين على مجالس إدارة المدارس أن تنظمها."

ووفقا للمؤتمر القومي لمشترعي الولايات عام 2005، فإن مشترعين في 38 ولاية درسوا اقتراحات بشأن التغذية في المدارس، و17 من تلك الولايات سنت قوانين جديدة، تراوحت بين منع أغذية مقلية إلى درجة كبيرة وبين وضع متطلبات جديدة للطلاب بأن يقوموا بنسبة معينة من النشاط الرياضي كل أسبوع.

ووضعت وزارة الزراعة الأميركية تشديدا جديا على تشجيع الأطفال على أن يأكلوا طعاما صحيا أكثر، كاشفة في 28 أيلول / سبتمبر عن "هرم غذائي" جديد  يوضح توجيهات غذائية يومية بأسلوب يفهمه الأطفال من سن 6 إلى 11.

ويصور الهرم الغذائي للأطفال كل واحدة من مجموعات الطعام الرئيسية الخمس (الحبوب، الخضار، الفواكه، الحليب، اللحم واللوبيا والفاصوليا.

وكأداة تعليمية تبادلية، ولكن مسلية للأطفال، أدخلت وزارة الزراعة أيضا لعبة سفينة فضاء كمبيوتر تساعد على تعليم الأطفال الموازنة بين الطعام والتمارين الصحيحة.

ووصف وزير الزراعة مايك جوهانس دليل التغذية الهرمي واللعبة بأنهما "أسلوب من اللهو لمعالجة المشاكل الصحية جدا المتمثلة ببدانة الأطفال"، مضيفا أنه يأمل بينما يستعمل الأساتذة الأسلوبين في غرف الصف، "فإن الرسائل بشأن أهمية الأكل الصحي والنشاط الجسدي سوف تترسخ."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 2/كانون الثاني/2006 -  1/ذي الحجة/1426