دول اوربية تسير نحو تثبيت قانون لمنع شامل للتدخين في الاماكن العامة

اتسمت قرارات العام الجديد بالتحدي في اسبانيا يوم الاحد حيث يستعد بعض من اكثر المدخنين شراهة في اوروبا لقانون للتدخين يرمي الى منع التدخين في الاماكن العامة.

وتعد اسبانيا ثاني أكبر دولة في اوروبا من حيث استهلاك الفرد للتبغ بعد اليونان وفقا لهيئة يورومونيتور لبحوث السوق وحتى الان ما زال العديد من الاسبان يدخنون في مقر العمل وعند مصفف الشعر وحتى في المصاعد.

وبدءا من الاول من يناير كانون الثاني صار التدخين في المكاتب ومعظم المستشفيات والمدارس والمراكز التجارية محظورا قانونا فيما يتعين على الحانات والمطاعم التي تزيد مساحتها عن 100 متر مربع ان يكون لديها اقسام ممنوع فيها التدخين.

لكن الحانات الاصغر من ذلك يمكن ان تختار ما اذا كانت تحظر التدخين او تسمح به في جميع ارجائها وهو ما يجعل القانون اخف وطأة من قانون مشابه في ايرلندا وايطاليا. وتستحوذ الحانات الصغيرة الضيقة - واكثر ما يميزها لحم فخذ الخنزير الذي يتدلى من السقف وطبقة من اعقاب السجائر تغطى ارضيتها - على ليالي السهر باسبانيا.

وتقول الصيدليات انها طلبت امدادات اضافية من لصقات النيكوتين والعلكة استعدادا للاول من يناير واخذت اينس ايسكريبانو التي تعمل مديرا ماليا وتبلغ من العمر 40 عاما في تخزينهما عشية العام الجديد حيث قررت تحقيق اقصى استفادة من الحظر بالاقلاع عن التدخين.

وابلغت رويترز "وددت ان اقلع عن التدخين من قبل لكن الان حان الوقت بالفعل. لقد جعلوا الامر عسير للغاية بالنسبة لي."

وتود الحكومة ان يخفض القانون التدخين بمعدل خمسة في المئة خلال عامين لكن بعض الاسبان يرفضون تغيير أسلوبهم.

وابلغ انتونيو مورالس وهو مدير اعلانات رويترز في حانة في حي شويسا بمدريد الذي يتسم اسلوب الحياة فيه بالسرعة "ثمة قرارات أهم للعام الجديد لهذه الليلة. ثمة رذائل اسوأ."

واظهر مسح اجراه مركز سي اي اس للاستطلاعات أن اكثر من نصف الاسبان يعتبرون ان التدخين امرا صحيحا يتعين عدم تقييده. ووفقا لنفس المسح فان ذلك قد يكون السبب في ان 69 في المئة يعتقدون انه سيكون من العسير فرض القانون الجديد حتى وان كان 77 في المئة يؤيدونه.

وتتملك روح التحدي بعض الاسبان خاصة العاملين في قطاع الحانات والمطاعم حيث يعارضون القانون. ويقول مالكو الحانات ان اغلبية واسعة من الحانات الصغيرة ستظل مشجعة للتدخين.

وقال انتونيو بالاري مدير حانة سيرفيسيريا دافيلا بمدريد "هذا عمل. هل تريد ان يصيبه الخراب. ياتي هنا المدخنون اكثر من غير المدخنين."

وقال "على غير المدخنين ان يحترموا المدخنين." مضيفا انه سيترك وظيفته ان اصبحت الحانة خالية من التدخين.

ويحظر القانون الذي يرمي خفض عدد المدخنين - الذي يبلغ حاليا ثلث تعداد السكان - اعلانات التبغ ويرفع الحد الادني لسن شراء السجائر الى 18 بدلا من 16 عاما.

وكان الامر مثيرا للجدل وفي الاسابيع الثلاثة الماضية اتصل اكثر من 7000 شخص بخط ساخن حكومي للادلاء بتساؤلات حول القانون.

من جهة اخرى أظهرت نتائج استطلاع للرأي يوم الجمعة ان معظم البريطانيين يؤيدون حظرا كاملا للتدخين في مختلف أماكن العمل ويساندون اتخاذ اجراءات لضمان منع التدخين في جميع الحانات والمقاهي.

وقال نشطاء مناهضون للتدخين ان النتائج ستضيف الى الضغوط التي يمارسها مسؤولو الصحة وبرلمانيون على حكومة رئيس الوزراء توني بلير لفرض حظر شامل لانها لا تستطيع ان تدفع بعد الان بان الجمهور لن يساند مثل هذا الاجراء.

وفي وقت سابق هذا العام ووسط خلاف وزاري علني غير معتاد قالت الحكومة انها ستفرض حظرا جزئيا على التدخين في المطاعم والحانات التي يقدم فيها الطعام لكنها استثنت الحانات التي لا تقدم طعاما.

ووجد البحث الذي اجرته مؤسسة يو جوف لصالح مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية الخيرية وجماعة ايه.اس.اتش المناهضة للتدخين ان 72 بالمئة من البريطانيين يساندون تشريعا بحظر شامل للتدخين في كل اماكن العمل والمطاعم والحانات.

وفي وقت سابق هذا الشهر طالبت لجنة صحية برلمانية بحظر شامل قائلة ان الاستثناءات ستعمق التباينات الصحية حيث يقول منتقدون بان الحانات في المناطق الفقيرة والمحرومة ستواصل على الارجح السماح بالتدخين.

ووقع نحو 98 عضوا بالبرلمان بينهم اكثر من 50 من حزب العمال الحاكم التماسا يطالب بتطبيق حظر كامل وقالت وزيرة الصحة باتريشا هويت ان الحظر الشامل سيكون اسهل.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 2/كانون الثاني/2006 -  1/ذي الحجة/1426