صيف استراليا.. كائنات خطيرة وشمس حارقة

تتميز استراليا بسماء صافية وشمس حارقة وشواطئ ذهبية قد تخفف من حرارتها امواج البحر. لكن المياه تحوي اعدادا هائلة من الكائنات التي يمكن ان تقتلك والتي تأتي جميعها الى الشاطيء لتداعبك في الصيف.

بعد اسبوع واحد من بداية فصل الصيف هاجمت سمكة قرش عملاقة رواد شاطيء بوندي واضطرتهم للتوقف عن التزحلق على الماء. ويصفها حارس الشاطيء رود كير الذي يعمل على الشاطيء الرملي الشهير منذ عشرة اعوام بأنها أكبر سمكة قرش يراها منذ عشر سنوات مقدرا طولها بنحو 3.7 متر.

وقال انتوني كارول وهو حارس اخر طارد السمكة التي ترددت على الشاطيء طوال يومين "نحن في رعب".

وقبل مد شباك لحماية شواطيء سيدني من اسماك القرش في الثلاثينيات كان الصيادون يأتون باسماك القرش التي يصطادونها الى اللسان الشمالي لشاطيء بوندي.

وينصح كارول السباحين الذين يفاجأون بوجود اسماك القرش بألا يفزعوا. ويقول "حين ينطلق جهاز انذار يحذر من وجود سمكة قرش لا تفزعوا. عودوا الى الشاطيء."

ويظهر ملف هجمات أسماك القرش في استراليا الموجود بحديقة حيوان تارونجا في سيدني ان عدد هجمات اسماك القرش في استراليا بلغ 654 هجوما من بينها 192 هجوما قاتلا على سواحل استراليا خلال 200 عام وذلك حتى سبتمبر ايلول 2005.

وفي هجومين وقعا هذا العام نجا متزحلق وعالم احياء مائية صارعا سمكة قرش بأيديهما.

فاذا اعتقدت انك ستشعر بامان اكبر جهة الشمال حيث الماء اكثر دفئا واسماك القرش اصغر حجما فأعد التفكير مرتين.

فخبراء الاحياء المائية يتوقعون ان يشهد هذا الموسم ظهور نوع خطير من قناديل البحر قبالة ساحل ولاية كوينزلاند الاستوائية اذ لسعت قناديل البحر التي يمكن ان تكون قاتلة 22 شخصا منذ اكتوبر تشرين الاول.

وقناديل (ايروكاندجي) في حجم ظفر اصبع السبابة ولكن لسعتها يمكن ان تسبب تقلصات عضلات مؤلمة وغثيانا وقيئا وصداعا ورجفة وقد توقف القلب. وفي 2002 توفي سائحان بعد تعرضهما للسعات قناديل البحر.

وتوجد عشرة انواع من قناديل البحر تسبب نفس اعراض لسعة (ايروكاندجي) في جميع ارجاء استراليا كما توجد انواع اكبر حجما من قناديل البحر يمكن ان تقتل من تهاجمه بأذرعها التي يصل طولها الى ثلاثة امتار.

وحتى العام الماضي كان الاعتقاد السائد بان القناديل تختبيء وسط المستنقعات والشواطيء الاستوائية وحدها. ولكن وجدت انواع جديدة في شعب بعيدة يفضلها هواة الغطس. ولا تنس الاخطبوط وثعبان البحر.

واخر كائن يمكن ان تخشاه في المياه التمساح. فعلى ضفاف الانهار والبحيرات تنتشر تحذيرات من الاقتراب من حافة المياه لان التماسيح سريعة الحركة على البر أيضا.

وقتلت التماسيح العشرات في استراليا على مدى السنوات العشرين الماضية. وهذا العام سحب تمساح رجلا نائما من خيمته وقتله.

كذلك احذر الامواج. ففي عام 2004-2005 غرق 57 شخصا في البحر بينما انقذ حرس الشواطيء 14601 من رواد الشاطيء لذا ينبغي ان تسبح بين الاعلام الحمراء والصفراء وهي المناطق التي يوجد بها حرس.

وهذا الصيف يجوب اكثر من 34 الف حارس شواطيء استراليا وهو أعلى رقم في حوالي مئة عام.

ويقول جريج نانس الرئيس التنفيذي لاتحاد سيرف لايف سيفينج "سيظل السباحون يغرقون على شواطئنا اذا استمر تجاهل رواد الشاطيء لاجراءات السلامة الرئيسية اي السباحة بين الاعلام."

واذا رايت ان البحر خطير فلا تبرح البر. ولكن عليك ان تتوخي الحذر ايضا من حوالي مئة نوع من الافاعي من بينها عشرة من اكثر الثعابين سمية في العالم. ويعد ثعبان تايبان الذي ينفث سما اخطر 50 مرة من سم الكوبرا الهندية هو اخطر منافس على لقب اكثر الثعابين فتكا في العالم.

واذا قررت الا تنزل البحر وامتنعت عن التجول في الاحراش احتفظ بحذاءك تحت سريرك اذ تفضل العناكب المشعرة ذات اللدغة القاتلة النوم داخل الاحذية الدافئة اذا تركها أصحابها خارج غرفهم.

ويحمل الصيف شديد الحرارة في استراليا خطرا حقيقيا هو ضربات الشمس التي قد تؤدي للاصابة باحد انواع سرطان الجلد الذي تزيد معدلات الاصابه به في استراليا اربع مرات عليها في الولايات المتحدة بينما تقل نسبة الوفيات نتيجة ادراك معظم الاستراليين اهمية الوقاية من ضربات الشمس واكتشاف المرض مبكرا.

لكن مئات من السائحين الاجانب الذي لا يدركون قوة الشمس في استراليا ويتجاهلون استعمال مستحضرات الوقاية منها واعتمار القبعات يصابون بضربات شمس عنيفة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 30/كانون الاول/2005 -  27/ذي القعدة/1426