اسيا تستعد لموجات مد قادمة مثل تسونامي

 

 في المرة التالية التي تضرب موجات المد الزلزالية (تسونامي) دول المحيط الهادي يتعين ان يكتشف نظام انذار ذلك قبل وقوعه ويصدر تحذيرات في الوقت المناسب لملايين الاشخاص الذين يعيشون في المجتمعات الساحلية. ويقول العلماء ان موجات المد يمكن ان تضرب في اي وقت. وهذه هي الخطة على اي حال.

ونظام الانذار المؤقت الذي تكلف 53 مليون دولار ويستخدم سلسلة من قياسات المد واجهزة الاحساس تحت البحر يوشك على الاكتمال في المحيط الهندي بمساعدة اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التابعة للامم المتحدة.

وهناك خطط لاقامة مراكز انذار من موجات المد في 27 دولة في المحيط الهندي ثلاث منها ستكون مراكز اقليمية.

وستقيم تايلاند واندونيسيا ابراج انذار على الشواطيء المعرضة لمخاطر. كما اقامت سريلانكا قرى نموذجية للحماية من موجات المد وتنفق الهند 27 مليون دولار لاقامة مركز انذار اقليمي بحلول عام 2007.

ولكن عندما تضرب موجات المد مرة اخرى فهل ستقوم مراكز الانذار بارسال التحذيرات الى القرى البعيدة. وهل سيكون بها موظفون على مدى الاربع والعشرين ساعة ولمدة سبعة ايام في الاسبوع. هل ستكون السلطات قادرة على وضع خطط الاجلاء موضع التنفيذ عندما يصلها الانذار..

وهل يمكن للحكومات وفق عبارة اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات "ادارة مخاطر موجات المد".

قال باتريشيو بيرنل المدير التنفيذي للجنة بعد مؤتمر حول نظام الانذار الاقليمي في الاسبوع الماضي في حيدر اباد بالهند "الاخيرة تنطوي على التخطيط لاستعدادات الطواريء واطر عمل قانونية وادارية وتطوير القدرات العملياتية للعمل في موقف طواريء."

ويقول 1.8 ممن نزحوا بسبب موجات المد انه الى جانب هم العثور على المنازل الدائمة فهم قلقون من ان يتعرضوا لموجة جارفة أخرى.

وهناك سبب جيد لهذه المخاوف.

حيث قال خبير في فيزياء الارض ان خط الخلل في سومطرة سيتصدع ثانية ليحمل في طياته عواقب مدمرة على نحو مماثل لتلك التي اعقبت زلزال 26 ديسمبر وموجات المد التي اعقبته.

وقال باري هيرشورن من مركز الانذار من موجات المد في المحيط الهادي لرويترز "ليست المسألة ما اذا كان سيحدث..بل متى." وقال عن خط خلل غير مستقر في المحيط الهندي والذي اطلق موجات المد الناجمة عن الزلزال "انها حزمة مرنة تنتظر الشد."

كذلك يرى بيل مجواير مدير معهد بينفيلد لابحاث المخاطر الموجود في يونيفيرستي كوليدج ان هناك مخاطر اكبر لحدوث موجات مد اخرى.

ويقول "ما يسمى بفتح خط الخلل يعد شائعا تماما وهو ما نشهده هنا. يمكن ان يستغرق الامر بضع سنين الى بضعة عقود..من المستحيل تحديد ذلك".

ولم يكن هناك اي نظم للانذار عندما اطلق احد اقوى الزلازل في التاريخ المعروف كان مركزه قبالة شمال سومطرة وجنوبي جزر نيكوبار موجات مد ادت الى قتل او فقد 231 الف شخص في عدة دول بالمحيط الهندي.

وقال مجواير ان نظام الانذار المدعوم من الامم المتحدة هو بداية طيبة ولكن يجب ان يقترن بتخطيط فعال للمجتمعات اذا كان ثمة فائدة عملية ترجي منه.

وقال "لاجدوى من ان تنبه تكنولوجيا الاقمار الصناعية مركزا في نيودلهي او جاكرتا ان هناك موجات مد في طريقها مالم تصل الرسالة في الحال الى شخص في كل بلدة وقرية وحي يمكن ان يوقظ الناس من فرشها او ينبههم في حقولهم."

لنأخذ على سبيل المثال "والاجيدو" وهي قرية على بعد نحو 80 كيلومترا جنوبي كولومبو وكانت من اولى قرى الحماية من موجات المد في سريلانكا.

سيقوم مركز الانذار في كولومبو بالاتصال بكاندرانسا دا سيلفا الذي يدير مقهى البلدة في حالة حدوث موجات المد. ومهمة دا سيلفا هي ان يطلق صفارة انذار على الشاطيء هذا اذا كان في منزله ذلك اليوم ولم يكن يقوم برحلة مع السياح.

وتستغرق موجات المد نحو ساعتين لكي تصل الى سواحل سريلانكا اما اندونيسيا فتعرضت لموجات المد خلال 15 دقيقة.

وفي اليابان تظهر الانذارات من الزلزال وموجات المد على شاشات التلفزيون خلال 30 ثانية من حدوث هزة. وفي هاواي تنظم السلطات تمرينات اخلاء كما تنظم انشطة لتوعية الجمهور.

وقامت تايلاند بتنظيم عمليتي اخلاء لبوكيت وهي اهم مقاصدها السياحية وتبني ابراج انذار ارتفاعها 15 مترا تبث اوامر الاخلاء بست لغات.

وقال باري دروموند رئيس مجموعة مراقبة الارض في "جيوساينس استراليا" انه منذ موجات المد التي ضربت المنطقة في عام 2004 بدأت استراليا واندونيسيا وماليزيا وسريلانكا واليابان تتقاسم البيانات بشأن الزلازل ومستويات المحيط.

وقال مسؤولان بالامم المتحدة ان عددا كبيرا من الناجين من امواج المد العاتية التي ضربت شواطيء المحيط الهادي ما زال يعيش في "ظروف دون المقبول" لا تتفق مع المعايير الدولية للسكن المناسب.

اذ قال ميلون كوثاري مقرر الامم المتحدة الخاص للسكن المناسب ووالتر كايلين الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة بشان حقوق الانسان للنازحين داخليا ان النساء يتعرضن لعنف بدني وجنسي في المخيمات وعنف اسري اكبر.

ودعا الاثنان الحكومات في المناطق المنكوبة لتقديم مسكن دائم والمساواة في مساعدة المواطنين لاستعادة سبل العيش.

وقالا في بيان صدر مساء يوم الاثنين "لا يزال عدد كبير من الناجين مضطرا للعيش في ظروف دون المقبول لا تتفق وظروف السكن والحياة المقبولة التي تمليها المعايير الانسانية الدولية."

وذكرا "يقلقنا انه بعد عام تعاني جهود اعادة البناء من تأخير خطير ولم تمنح الاولوية الملحة الواجبة."

وقتل او فقد 231127 شخصا على الاقل منذ كارثة الزلزال وامواج المد في 26 ديسمبر كانون الاول. واجتاحت الامواج العاتية سواحل اندونيسيا وسريلانكا والهند لتغرق الالاف وتغمر المياه الجزر السياحية في تايلاند وجزر المالديف.

واضافا ان اغلبية من فقدوا منازلهم مازالوا يقيمون في ماوي مؤقتة بينما يعيش كثيرون وسط ظروف بدائية "تشبه مخيمات الاغاثة العاجلة" التي اقيمت عقب الكارثة مباشرة.

وتابعا قائلين ان الناجين من امواج المد يعانون حتى الان من عدم المساواة في توزيع المساعدات ومساكن دون المستوى "بسبب القوى السياسية وعدم كفاءة الجهاز الحكومي والانتماءات الطبقية".

وذكرا ان وجود قوات الجيش في بعض المعسكرات وغياب الخصوصية زاد من امكانية تعرض المراة للعنف البدني والجنسي.

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 21/كانون الاول/2005 -  18/ذي القعدة/1426