اول برلمان افغاني منتخب منذ عشرات السنين يؤدي اليمين

 

أدى اليمين الدستورية يوم الاثنين زعماء ميليشيات عسكرية سابقة وشيوعيون سابقون ونشطون مدافعون عن حقوق المرأة كاعضاء في اول برلمان افغاني منذ 30 عاما وسط امال بتحقق مصالحة وطنية بعد عقود من اراقة الدماء.

وقال الملك الافغاني السابق ظاهر شاه الذي اطاح به عام 1973 داود خان قريبه عضو الاسرة المالكة الذي حل اخر برلمان افغاني "أشكر الله لانني اشارك في احتفال هو خطوة الى الامام على طريق اعادة بناء افغانستان بعد عقود من القتال."

وقال شاه (91 عاما) وسط تصفيق اعضاء المجلس الجديد "شعب افغانستان سينجح."

ومثل افتتاح البرلمان ذروة خطة تدعمها الامم المتحدة لاحلال الديمقراطية بعد ثلاثة عقود من الصراع.

ووضعت هذه الخطة بعد ان اطاحت قوات قادتها امريكا بحركة طالبان اواخر عام 2001 وادت الى انتخابات رئاسية فاز فيها حامد كرزاي العام الماضي وانتخابات برلمانية في سبتمبر ايلول.

وعقدت الجلسة الافتتاحية يوم الاثنين بعد اربع سنوات من الاطاحة بحركة طالبان الحاكمة في افغانستان ووسط اجراءات امن مشددة بعد هجمات وتهديدات من طالبان.

واغلقت القوات الافغانية الطرق الواقعة حول مبنى البرلمان في غرب كابول والتي رصفت وجددت بمساعدات اجنبية بعد تدميرها خلال الحرب الاهلية واتخذ قناصة تابعون لقوات حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الاطلسي مواقع لهم على اسطح المباني المجاورة.

ووضع اعضاء مجلس النواب (وليسي جيركا) الذي يضم 249 عضوا والمجلس الاعلى (ميشرانو جيركا) الذي يضم 102 عضو ايديهم على القران وتلوا اليمن الدستورية امام كرزاي. وأقسم اعضاء البرلمان على احترام الاسلام والدستور والقانون.

وقالت شكرية بركزاي وهي من بين نائبتين تتنافسان من بين أكثر من 12 مرشحا على رئاسة مجلس النواب "هذا يوم تاريخي. أشعر بالحماس لان هذا اول برلمان لنا بعد عقود عدة."

وتأكدت التهديدات الامنية يوم الجمعة عندما قام مهاجم انتحاري بتفجير سيارة ملغومة بين مركبتين لحلف الاطلسي قرب مبنى البرلمان مما ادى الى مقتله واصابة اثنين من المارة.

وتوعد متحدثون باسم طالبان بشن مزيد من الهجمات لتعطيل "احد رموز الاحتلال الامريكي" ونبهوا الافغان الى ضرورة الابتعاد لان "عملاء الكفار الاجانب" اهداف مشروعة.

واعلن اسد الله وفاء حاكم اقليم كونار الافغاني ان مقاتلي طالبان قتلوا ثلاثة رجال شرطة في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين في موقع حدودي في الاقليم الواقع في شرق البلاد والمجاور لباكستان.

ويأمل برلمانيون وافغان كثيرون ان يساعد البرلمان في تعزيز السلام والمصالحة بعد سنوات من اراقة الدماء.

ولكن كثيرين اصيبوا بخيبة امل بسبب انتخاب زعماء جماعات انحي باللائمة عليهم في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في انتخابات قال مراقبون ان عمليات تلاعب كبيرة شابتها.

وتقول منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومن رايتس ووتش) ان ما يصل الى 60 في المئة من اعضاء البرلمان امراء حرب او وكلاء لهم وهو امر لا يبشر بالخير للجهود الرامية الى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتكبت في الماضي ووقف تجارة الافيون والهيروين الضخمة.

واول مهمة للبرلمان الجديد ستكون انتخاب زعمائه. ومن المتوقع ان تكون هذه المناصب مؤثرة ويتنافس اكثر من 12 شخصا على رئاسة المجلس الادنى للبرلمان من بينهم نائبتان.

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 21/كانون الاول/2005 -  18/ذي القعدة/1426