![](../50/image/162.jpg)
عكست الافلام العربية التي عرضت طوال سبعة ايام ضمن مهرجان دبي
السينمائي الدولي الذي يختتم السبت اوجها حقيقية من واقع الشرق الاوسط
من خلال المواضيع التي تناولتها بدءا من الارهاب والصدمات النفسية
الناجمة عن الحروب وصولا الى السعي الى التحرر الاجتماعي.
وشهد المهرجان لاول مرة العرض الاول لفيلم هوليوودي وهو فيلم "لوكينغ
فور كوميدي اين ذى موسلم وورلد" (البحث عما يثير الضحك في العالم
الاسلامي) للمخرج البرت بروكس.
ويندرج عرض هذا الفيلم ضمن فعاليات برنامج "الجسر الثقافي" الذي شكل
جزءا اساسيا من المهرجان الذي نظم على مدى سبعة ايام.
وقال بروكس الذي احاط به حراس امنيون "ان اميركا ما زالت خائفة
لكنني هنا استمتع بوقتي ولست خائفا".
وهذا الفيلم الكوميدي الذي صور بعد اعتداءات 1 ايلول/سبتمبر 2001 في
الولايات المتحدة يروي كيف طلبت الحكومة الاميركية من ممثل كوميدي ان
يعد لها تقريرا عن الاشياء التي تثير الضحك لدى المسلمين في محاولة
لفهم العالم الاسلامي.
فقد سئم احمد احمد الامريكي من اصل مصري معاملته على انه ارهابي
محتمل فقط بسبب مظهره ولجأ الى سلاح غير تقليدي هو الكوميديا لمحاربة
هذه الصورة.
وبدلا من ان ينزل الى الشارع للاحتجاج عبر عن غضبه عن طريق نكات عن
الاجراءات الامنية في المطار ومعاناته في كل مرة يركب فيها طائرة وهو
نفس ما يلاقيه كثير من العرب والمسلمين نتيجة مخاوف الغرب عقب هجمات 11
سبتمبر ايلول.
ويقول في بداية عرضه الساخر "اسمي احمد احمد ولا يمكنني الطيران.
حين أصل الى المطار تسالني مسؤولة الامن (هل حزمت متاعك بنفسك) وحين
اجيب بنعم تقول لي (انت مقبوض عليك)."
واحمد (35 عاما) ضمن قلة من ممثلي الكوميديا الامريكيين من اصل عربي
الذين يستغلون ما حباهم الله من خفة ظل لتسليط الضوء على معاناة
جاليتهم.
وصرح لرويترز في امارة دبي حيث قدم عرضا في الاونة الاخيرة "يمكنك
عرض وجهة نظرك دون وعظ. من خلال الفن يستطيع الفنان ان يطرح اراءه
السياسية دون ان يتعرض لنفس القدر من الانتقادات التي توجه للساسة."
وادت هجمات 11 سبتمبر ايلول لزيادة جرائم الكراهية ضد العرب
والمسلمين في امريكا الشمالية واوروبا.
وجاء في تقرير منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ان
عدد مثل هذه الجرائم في الولايات المتحدة ارتفع 17 مرة من عام 2000 الى
2001 وكذلك التمييز والتصنيف العرقي. وتراوحت جرائم الكراهية بين
الترهيب والتحرش وحتى القتل.
وبفضل عروضه في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والامارات اصبح
لاحمد معجبون في جميع انحاء العالم وحصل على جائزة ريتشارد برايور
للكوميديا العرقية في مهرجان ادنبره.
وولد احمد في مصر وانتقل مع اسرته الى الولايات المتحدة حين كان
عمره شهرا واحدا وفي التاسعة عشر من عمره انتقل الى هوليوود في لوس
انجليس ليصبح ممثلا.
ويقول انه مل من حصره في دور مسلح عربي او سائق سيارة اجرة لذا تحول
الى الكوميديا كي يتحكم في المادة التي يقدمها.
وذكر ان اليهود يهيمنون على صناعة السينما في هوليوود التي لم تتعرف
على ثقافة الشرق الاوسط والدين الاسلامي مما ينغص حياة الممثل العربي.
وصرح قائلا "كان من الضروري معالجة ذلك والاسلوب الوحيد لتحقيق ذلك
دون الافراط في تقديم الوعظ من خلال الكوميديا."
وعمل قلة من العرب او الامريكيين من أصل عربي في هوليوود وحققت حفنه
فقط النجومية مثل عمر الشريف وطوني شلهوب وسلمى حايك وهي ابنة مكسيكي
من أصل لبناني.
وتقول احدى دعابات احمد "تعلمون ان هناك كثيرا من الامور المشتركة
بين العرب واليهود. لا يأكلون لحم الخنزير ويستخدمون حرف "الخاء" ..
الفرق الوحيد بينهما ان اليهود لا يحبون انفاق اي مال والعرب ليس لديهم
مال لينفقونه."
وقام احمد بجولة مع حاخام يهودي عبر الولايات المتحدة واثار العرض
الذي قدمه امام جمهور يهودي غضب بعض المسلمين في الغرب.
ويقول كثير من العرب والمسلمين ان الاحتلال الاسرائيلي للاراضي
العربية يجعل التفاعل بين المسلمين واليهود صعبا ان لم يكن مستحيلا.
ولكن احمد يقول ان العرب والمسلمين في الغرب لا يسعهم عزل انفسهم عن
باقي المجتمع وينبغي التواصل مع الطرف الاخر وفهمه.
وقال "يمكن ان تحقق تقاربا.. هذه مشيئة الله حتى تتعلم الدول
والثقافات والاديان من بعضها البعض."
والان يبحث احمد عن ممول يأتي بكوميديين امريكيين من اصل عربي الى
الشرق الاوسط ويمول مسلسلا تلفزيونيا كوميديا للامريكيين من أصل عربي
يمكن انتاجه في منشآت الانتاج الفني الحديثة جدا الموجودة في دبي.
ويقول ان العرب والمسلمين يتحملون مسؤولية دعم الممثلين الذين
ينتمون لجاليتهم بصفة خاصة اذا كانوا يريدون تغيير صورتهم في هوليوود
او الاعلام الغربي.
ويقول احمد "حين تنتج هوليوود فيلما يصور العرب بشكل سيء أول ما
يفعله العرب هو الاحتجاج. اقول دائما لا تحتجوا بل انتجوا فيلما او
مسرحية او اي شيء يناقض الصورة التي يصوروننا بها."
"بعبارة اخرى لا تستطيع ان تحارب النار بالنار في هذه الحالة تصدى
للنار بالفن والفكاهة."
المشاركة العربية في مهرجان دبي السينمائي بين الكوميديا والارهاب
والمعاناة الانسانية
ويتضمن الفيلم مشهدا ساخرا تقول فيه زوجة بطل الفيلم لزوجها "والدتك
تعتقد ان المسلم هو نوع من القماش" في لعب على الكلام بين كلمتي مسلم
وموسلين (نوع من القماش الشفاف).
وقالت هانا فيشر المسؤولة عن برنامج "الجسر الثقافي" ان "للافلام
دور مهم لانها تظهر الجانب الانساني بدلا من جانب الشر. من المهم ان
ننفتح على ثقافة الآخرين لكي نفهمهم ونقبلهم بشكل افضل".
ومعظم الافلام العربية المشاركة في المهرجان من تنفيذ مخرجين من
المهاجرين او من الذين تابعوا دراساتهم في الخارج.
وكان المهرجان افتتح في 11 كانون الاول/ديسمبر الحالي بعرض فيلم
"الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني هاني ابو اسعد الذي يتناول العمليات
الانتحارية والذي فاز بجوائز في مهرجان برلين السينمائي.
يصور الفيلم بحيادية الاحداث المتسارعة في آخر 24 ساعة من حياة
شابين فلسطينيين تم اختيارهما لتنفيذ "عملية استشهادية مقاومة" بحسب
تعبير الناشطين الفلسطينيين في الفيلم.
كما تضمن المهرجان عرضا لفيلم وثائقي بعنوان "ان تكون اسامة" الذي
يروي يوميات حياة خمسة شبان عرب في شمال اميركا بعد اعتداءات ايلول/سبتمبر
2001 والعنصرية التي يتعرضون لها لكونهم يحملون اسم زعيم تنظيم القاعدة
اسامة بن لادن.
والفيلم من اخراج اللبناني محمد قعبور واستاذه الاميركي الكندي
السابق تيم شواب.
كما عرض فيلم وثائقي آخر وهو الالماني "ماساكر" (مذبحة) الذي يعرض
شهادات اشخاص ساهموا في التحضير لمجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين
في بيروت عام 1982 ابان الاحتلال الاسرائيلي.
اما فيلم "يوم اخر" اللبناني فيرسم صورة حقيقية عن روح سكان بيروت
المجروحة عبر قصة امراة وابنها يعيشان ماساة اختفاء رب الاسرة منذ
نهاية الحرب اللبنانية قبل 15 عاما.
والفيلم من اخراج الزوجين الكنديين من اصل لبناني جوانا حاجيتوماس
وزوجها خليل جريج الذي استوحى الفيلم من قصة عمه المختفي علما ان مصير
الاف الاشخاص في لبنان ما زال مجهولا منذ نهاية الحرب اللبنانية.
اما فيلم "وست بنك ستوري" (قصة الضفة الغربية) للمخرج الاميركي اري
ساندل فيحاول بطريقة مبسطة ومسطحة اختزال الصراع الاسرائيلي الفلسطيني
عبر قصة حب بين شاب اسرائيلي وشابة فلسطينية.
وفي احد مشاهد الفيلم يقول ممثل لآخر: "سوف آخذك الى مكان يعيش فيه
المسلمون واليهود بتناغم انه مكان يدعى بيفرلي هيلز". |