اليابان: تراجع تعداد السكان واليابانيون يؤيدون اعتلاء النساء عرش الامبراطورية

قالت الحكومة في تقرير اصدرته يوم الجمعة ان تعداد سكان اليابان قد ينخفض الى النصف في غضون أقل من قرن مالم يكن هناك تحرك لتغيير تراجع معدل المواليد.

ويمكن أن تبدأ عملية التراجع في العام المقبل.

وتجاوز عدد المتوفين في اليابان عدد المواليد فيها بما مقداره 31034 شخصا خلال النصف الاول من عام 2005 مما زاد احتمال أن يبدأ عدد السكان في التناقص في عام 2006 أي قبل عام من التوقيت المتوقع للتناقص. وهي ظاهرة من شأنها الاضرار بشدة بالقدرة التنافسية لليابان على المستوى العالمي.

وأضاف التقرير انه "اذا استمر انخفاض معدل المواليد فمن المرجح ان يتراجع عدد السكان في عام 2100 الى نصف ما هو عليه الان تقريبا."

وتراجعت نسبة الخصوبة في اليابان وهي متوسط عدد الاطفال الذين تحمله المرأة في حياتها الى 1.288 في عام 2004 مقابل 1.2905 في عام 2003. وهي أدنى نسبة تسجلها اليابان منذ الحرب العالمية الثانية.

وصار نقص الاطفال مشكلة ملحة بالنسبة لواضعي السياسات الذين تعاملوا في السابق بشيء من الحساسية مع هذه القضية خوفا من تكرار حملة قومية عقب الحرب العالمية لتعزيز معدل المواليد.

وأشار التقرير الى ان دولا مثل فرنسا تمكنت من زيادة معدل المواليد. وقال انه يتعين اللجوء الى سياسات فرنسا كخطوط ارشادية ويتعين تطبيق ما هو ممكن منها في اليابان.

وأضاف "بالمقارنة بالدول التي عززت في الاونة الاخيرة معدل مواليدها مثل فرنسا والسويد لا يمكننا القول ان سياسات بلدنا كافية بحق."

وتوصل مسح اجري في مارس اذار الى ان 69.9 في المئة من النساء اللاتي شملهن المسح يرين ان من الضروري وجود دعم اقتصادي متمثل بالرعاية الصحية والعلاوات المالية والرعاية خلال اليوم.

وقالت يومي أوتا (38 عاما) وهي موظفة "هناك نساء مقربات مني يعملن وينجبن اطفالا ويمكنني أن أرى كم هي صعبة الامور بالنسبة لهن.. وكم هي باهظة تكاليف رعاية الاطفال خلال يوم العمل."

وافاد التقرير ان "بمقدورنا ان نرى بوضوح من ذلك ان الاحتياجات الاقتصادية مرتفعة ولكن بالمقارنة ببعض الدول الاوروبية فان ما تقدمه بلدنا محدود."

ولكن بعض علماء الاجتماع قالوا ان زيادة الدعم المالي مهم وان هناك احتياجا لمزيد من التغييرات في انماط الحياة.

ومن الصعب تقديم دعم مالي في هذا التوقيت الذي يشهد قيودا على الموازنات.

ومن بين الاسباب التي وضعت لتراجع نسبة المواليد الزواج المتأخر وارتفاع تكلفة تنشئة الاطفال والعبء على النساء العاملات في ظل النقص في نظام رعاية الاطفال خلال أوقات العمل.

من جهة اخرى أظهر استطلاع للرأي نشر يوم الاربعاء ان اغلبية كبيرة من اليابانيين تؤيد اقتراحات تسمح للنساء باعتلاء عرش اليابان لكنهم منقسمون حول مبدأ توريث العرش للمولودة الاولى حتى ان كان لها اخ اصغر.

ويمكن ان يصعب ذلك الانقسام جهود سن تغييرات قانونية العام المقبل تفسح الطريق في نهاية المطاف امام الاميرة ايكو البالغة من العمر اربع سنوات لتصبح اول امبراطورة تجلس على العرش خلال قرون.

وأوصى مستشارون لرئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي الشهر الماضي بمنح النساء وابنائهن حقوقا متساوية مع الرجال لوراثة العرش داعين للتخلي عن تقليد عتيق لتجنب أزمة خلافة وشيكة.

وأوصت لجنة المستشارين كذلك بان يصبح اول مولود سواء كان انثى ام ذكرا وريثا للعرش.

ولم يولد ذكور للاسرة المالكة خلال اربعة عقود واحتدم النقاش حول مراجعة قانون الخلافة بعد ان انجبت الاميرة ماساكو زوجة الامير ناروهيتو ولي العهد الاميرة ايكو ابنتهما الاولى والوحيدة بعد نحو ثماني سنوات من الزواج.

وايد 73 في المئة من المشاركين في استطلاع اجرته صحيفة يوميوري السماح للمرأة باعتلاء العرش بينما وافق 60 في المئة على ان يرث العرش ابناء الامبراطورة الجالسة على العرش.

لكن 41 في المئة قالوا انه يجب اعطاء الذكور اسبقية على الاناث بصرف النظر عن ترتيب الولادة مقارنة بنسبة 37 في المئة ارادوا ان يرث العرش المولود الاول بصرف النظر عن الجنس.

واظهر استطلاع مماثل اجرته صحيفة مينيتشي ان 54 في المئة يفضلون ان يرث العرش المولود الاول مقابل 39 في المئة رأوا ان يرث ذكر العرش حتى لو كانت له اخت اكبر.

ويقصر قانون صدر عام 1947 الخلافة الامبراطورية على الذكور وانصار الاتجاه التقليدي حريصون على ان تبقى ولاية العهد بين الذكور في تقليد يعتقدون انه يمتد لما يزيد على 2000 عام.

وفي تاريخ اليابان ثماني امبراطورات جلسن على العرش اخرهن كانت في القرن الثامن عشر لكن ايا منهن لم تورث العرش لابنائها.

وصرح كويزومي بانه سيقدم التعديلات على قانون الخلافة للبرلمان لدى انعقاده ثانية في يناير كانون الثاني.

وقال شينزو ابي كبير أمناء مجلس الوزراء في مؤتمر صحفي دوري "تمشيا مع التقرير الذي حصلنا عليه من اللجنة الاستشارية سنقوم بصياغة قانون مقترح لرفعه للجلسة الدورية للبرلمان."

وقال متابعون لشؤون الاسرة الامبراطورية اليابانية ان حالة الانقسام في الرأي العام يمكن ان تنعش جهود انصار الاتجاه التقليدي للحفاظ على اولوية الذكور على الاناث في العائلة الامبراطورية.

واشار مؤيدو جعل المولود الاول وريثا للعرش بصرف النظر عن الجنس الى مساويء الانتظار لسنوات وربما عقود لمجيء مولود ذكر وما يترتب عليه من تأجيل التدريب المعقد لمن يتولى منصبا مجردا من السلطات السياسية لكنه مفعم بالطقوس والرمزية.

وسيزيد ذلك ايضا من الضغوط التي يعتقد كثيرون انها ساهمت الى حد كبير في مرض أبعد زوجة ولي العهد عن الظهور في المناسبات العامة طوال العامين السابقين.

وفي الاسبوع الماضي قالت الاميرة ماساكو التي تلقت تعليمها في جامعة هارفارد وكانت في السابق دبلوماسية مفعمة بالحيوية بعد ان اكملت 42 عاما انها تتعافى ببطء من الاضطراب النفسي الذي سببته لها ضغوط التكيف مع الحياة الملكية وان الامل يحدوها لان تستأنف المزيد من واجباتها الرسمية.

وقال اطباؤها ان حالتها غير مستقرة وانها ما زالت تحت العلاج.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 18/كانون الاول/2005 -  15/ذي القعدة/1426