صحيفة النهار: جبران تويني لم يمت والنهار مستمرة

صدرت صحيفة النهار اللبنانية التي قتل رئيس مجلس ادارتها النائب جبران تويني الاثنين في اعتداء الثلاثاء بعنوان عريض "جبران تويني لم يمت والنهار مستمرة".

وما ان وصل الى بيروت آتيا من باريس توجه غسان تويني (80 عاما) صاحب الصحيفة ورئيس تحريرها وهو والد النائب جبران تويني الى مقر "النهار" حيث اجتمع مع رئاسة التحرير.

وصرح غسان تويني الذي تولى عدة حقائب وزارية وكان نائبا ومندوبا للبنان في الامم المتحدة خلال الاجتماع بالجملة التي ستكون عنوان الصحيفة العريض مشددا على عزمه "مواصلة النضال".

ولدى وصوله الى مطار بيروت الدولي كان في استقبال غسان تويني عدد كبير من السفراء العرب والاجانب بينهم سفراء فرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي وروسيا فضلا عن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وسياسيين وصحافيين واصدقاء.

ولدى وصوله قال للجميع بشجاعة كبيرة ان البكاء ممنوع.

وقد قلد غسان تويني الاربعاء في باريس وسام جوقة الشرف من رتبة فارس من قبل رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان.

وفقد غسان تويني بمقتل نجله جبران اخر ابنائه على قيد الحياة بعد وفاة ابنة له في سن التاسعة ونجله الاصغر مكرم في حادث سير في فرنسا العام 1986.

واغتيل جبران تويني (48 عاما) النائب والصحافي المعروف في اعتداء بسيارة مفخخة استهدفته في منطقة المكلس احدى ضواحي بيروت.

صحيفة النهار رمز الصحافة المعارضة تفقد ثاني صحافي لها خلال ستة اشهر

وتعتبر جريدة النهار التي فقدت مديرها العام جبران تويني اعرق الصحف اللبنانية وقد خسرت الاثنين الصحافي الثاني من اسرتها اغتيالا بعد ستة اشهر على مقتل سمير قصير وكانت سباقة خلال السنوات الماضية في مناهضة السياسة السورية.

وعرفت هذه الصحيفة منذ منتصف التسعينات بمواقفها الجريئة المعارضة للحكم في لبنان الذي كان مواليا لسوريا وللسياسة السورية في لبنان.

ويتحدر جبران تويني من اسرة عريقة في مجال الصحافة والسياسة وهو الجيل الثالث الذي يتسلم ادارة وتحرير صحيفة "النهار" بعد جبران الجد النائب والوزير السابق الذي اسسها في الثلاثينات ثم غسان تويني الوزير والنائب السابق ايضا الذي لا يزال رئيس تحريرها رغم تجاوزه الثمانين.

وعرفت هذه الصحيفة بمواقفها الجريئة وكان انتشارها يتسع مع تزايد معارضتها للانظمة والحكومات المتعاقبة في لبنان عبر افتتاحيات لاذعة كانت تشارك في صنع القرار السياسي اللبناني.

وتنقل آل تويني مرارا بسبب مقالاتهم على صفحات "النهار" بين الحكم والسجن والمنفى.

وقد دخل غسان تويني السجن لثلاثة اشهر في مطلع السبعينات كما دخل الوزارة ايضا لثلاثة اشهر اخرى قبل ان يستقيل ليعود الى صحيفته ثم يعين مندوبا للبنان في مطلع الثمانينات لدى الامم المتحدة فكان عراب قرار مجلس الامن رقم 425 الذي دعا اسرائيل الى الانسحاب من جنوب لبنان.

ودخل جبران تويني الصحافة في مطلع الثمانينات واجبر في التسعينات على الانتقال الى المنفى في باريس لمساندته العماد ميشال عون عام 1990 ضد الوجود السوري في لبنان.

بدورها اعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن "صدمتها لاغتيال النائب والصحافي اللبناني جبران تويني الاثنين في عملية تفجير بضاحية بيروت مطالبة بلجنة تحقيق دولية في اغتياله فيما ابدت الجمعية العالمية للصحف "استهجانها واسفها".

وعبرت مراسلون بلا حدود الناشطة في الدفاع عن حرية الصحافة في بيان عن "روعها" لعملية الاغتيال معتبرة ان "تصميم القتلة لا يعرف حدودا".

وجاء في البيان "بعد سمير قصير الذي اغتيل في حزيران/يونيو ومي شدياق التي اصيبت بجروح بالغة في ايلول/سبتمبر 2005 فقد لبنان اليوم احد اكبر اعلام صحافته".

وابدت مراسلون بلا حدود "اسفها" و"غضبها" مؤكدة انها "لن تكف عن المطالبة بالحقيقة في هذه القضية الى ان يتم التعرف الى القتلة وان ينالوا عقابهم".

واشادت المنظمة ب"الجهود التي تبذلها الامم المتحدة لمحاولة احتواء العنف المستمر في لبنان" ودعت الى المضي ابعد من ذلك وتشكيل "لجنة تحقيق دولية في مجمل الاعتداءات التي استهدفت مسؤولين سياسيين وصحافيين".

وحذرت من انه في حال لم تبذل اي مساع فستقع اعتداءات "اخرى بالتأكيد".

من جهة اخرى نددت الجمعية العالمية للصحف "باشد لهجة باغتيال تويني وهو ناشر وصحافي مميز شجاع وصاحب عزيمة".

ودعت الجمعية التي كان تويني من اعضاء مجلسها الخاص بشؤون الشرق الاوسط في بيان الحكومة اللبنانية الى "استخدام كل سلطتها لاحالة القتلة بشكل سريع الى العدالة".

كما دعت الامم المتحدة الى مواصلة تحقيقاتها حول سوريا واتخاذ الاجراءات المناسبة ضد نظام هذا البلد.

وجبران تويني الذي كان عضوا في مجلس ادارة الجمعية العالمية للصحف منذ عشر سنوات تلقى "جائزة التميز في الصحافة المكتوبة" التي تمنحها الجمعية تكريما "لشجاعته ومواظبته لاصداره صحيفته النهار خلال الحرب الاهلية في لبنان".

واشارت الجمعية المدافعة عن حرية الصحافة في العالم ومقرها في باريس الى ان "جبران كان يعرف تماما انه في مقدم لائحة الاشخاص المستهدفين من قبل القتلة الذين يسعون لاعاقة العملية السياسية في لبنان".

ونوهت بتصميمه على البقاء على رأس صحيفته النهار التي كانت بادارته "منارة حقيقية للصحافة المستقلة في العالم العربي".

وذكرت الجميعة ان مديرها العام تيموثي بولدينغ سأل جبران تويني كيف يجد الشجاعة الكافية لمواصلة عمله في حين ان حياته مهددة فرد "ماذا يسعني ان افعل غير ذلك" مشيرا الى ان "صحيفتي بقولها الحقيقة هي حافز حاسم في العملية التي تقود الى استقلال حقيقي لبلادي".

كما دان المعهد الدولي للصحافة "بشدة" اغتيال النائب تويني الذي وصفه بانه صحافي "من الدرجة الاولى عرف بتنديده العلني للنفوذ السوري في لبنان".

واضاف المعهد الذي يدافع عن الصحافيين وحرية الصحافة في بيان نشر في فيينا ان جبران تويني "كان احد اول المسؤولين في الصحافة اللبنانية الذي دان علنا النظام الموالي لسوريا سواء في افتتاحياته او تصريحاته العلنية".

وقال مدير المعهد الدولي للصحافة جوهان فريتس "ان مقتله يقدم دليلا اضافيا على ان الوضع يصبح اكثر فاكثر خطيرا بالنسبة للصحافيين اللبنانيين" ودعا السلطات اللبنانية الى "اجراء تحقيق معمق لكي لا يبقى مقتل جبران تويني دون عقاب".

وقد وقعت نحو 70 شخصية عاملة في مجال الادب والفن والنشر والاعلام بيانا بمبادرة "المنتدى الثقافي اللبناني" في فرنسا دانوا فيه اغتيال النائب والاعلامي اللبناني جبران تويني واعتبروا ان "اغتيال الكلمة الحرة في لبنان هو اغتيال للحقيقة نفسها".

وورد في البيان ان "اغتيال الكلمة الحرة في لبنان هو اغتيال للحقيقة نفسها ودفع للبنان نحو المجهول" كي لا يعود "امام اللبنانيين الا بابا واحدا مفتوحا على الموت".

واعتبرالبيان ان "مسلسل الاغتيالات السياسية يعبر عن مدى اصرار القتلة على تصفية الاصوات المختلفة" داعيا الى "ممارسة الحرية وحماية لبنان والدفاع عنه لكي يبقى كلمة صادقة وتنوعا في الموقف وتعددا في الراي".

ووقع البيان نحو 70 شخصية عاملة في مجال الادب والفن والنشر والاعلام من بينها الشعراء ادونيس وصلاح ستيتية وعيسى مخلوف والفنانون مرسيل خليفة واسعد عرابي ويوسف عبدلكي وثريا بغدادي.

كما قع البيان المسرحي نبيل الاظن والناقدة خالدة سعيد والكاتبتان فينوس خوري غاتا ودومينيك ادة والناشران ميرا برنس وبشير هلال.

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 14/كانون الاول/2005 -  11/ذي القعدة/1426