كيف تتخلص الدول الكبرى من مخلفاتها الصناعية؟

كربلاء / جاسم الكلابي

  

تحتوي النفايات الصناعية على مواد سامة مثل الأحماض والكيماويات الغير قابلة للتحلل والمعادن الثقيلة ويعتبر السيانيد من أخطر المواد السامة في النفايات الصناعية.

وبناءً على هذه المواصفات التي توجد في النفايات الصناعية تصبح عملية التخلص منها وأين يتم ذلك أمرا في غاية الأهمية،

تتباين النفايات الصناعية تباينا كبيرا في نوعيتها ودرجة خطورتها، على حسب نوع الصناعة وطرق التصنيع والمواد المستخدمة فيها، وتوصف النفايات الصناعية بالخطورة لما يحتاجه تخزينها من عناية للتأكد من عزلها عن التجمعات البشرية بطرق تمنع تلويثها للبيئة، وتنتج معظم النفايات الصناعية من مخلفات الصناعات الكيميائية، وبعضها الآخر يأتي من مصادر معدنية وبترولية ووسائل نقل ومولدات كهربائية ومصانع الجلود والدباغة، كل هذه المصادر قد تنتج عنها مقادير كبيرة من النفايات الصناعية الخطرة.

إذا كانت النفايات بصفة عامة تشمل "كل المواد التي تتخلف من نشاط الإنسان، والتي لم يعد محتاجا إليها، و إنما يحتاج بدلا من ذلك إلى التخلص منها، وهي تعتبر في هذه الحالة من ملوثات البيئة إلا إذا أمكن التخلص منها بطريقة لا تترك آثارا ضارة" لذا فقد عمدت بعض الدول الصناعية للتخلص من نفاياتها بطرق عديدة بدون ترك آثار ضارة على بيئتها ومن هذة الطرق تصدير النفايات الصناعية الى بلدان العالم الثالث،

من أهم أنواع النفايات التي تقوم الدول المتقدمة بتصديرها للعالم الثالث هي النفايات الصناعية والنفايات النووية

كانت الطريقة المألوفة في التخلص من النفاياتة وخصوصاً الصناعية هي تصريفها في مياه البحار والمجاري المائية أو دفنها في مدافن تحفر خصيصا لهذه العملية، ويقدر أن عدد المدافن التي تم دفن النفايات الخطرة بها في الولايات المتحدة وحدها حوالي 50 ألف موقع.

ولكن مع تزايد النشاط الصناعي في أوروبا وأمريكا تزايدت كميات النفايات الضارة المتخلفة من الصناعات المختلفة وتزايدت بالتالي مشكلات التخلص منها في أراضي الدول التي تنتجها وخاصة مع إصدار معظم الدول الصناعية المنتجة للنفايات الصناعية قوانين مشددة لحماية البيئة من أخطار النفايات بعدم السماح بدفنها في أراضيها أما بخصوص النفايات النووية  ففي منتصف القرن الماضي بدأ استخدام الطاقة النووية يتوسع سواء في الأغراض السلمية أو الترسانة العسكرية  ومن أهم المشكلات التي صاحبت هذا التوسع مشكلة التخلص من النفايات النووية، ونظرا لأن النفايات النووية لها طبيعة خاصة تتمثل في عدم اختفاء آثارها السلبية على البيئة وصحة الإنسان حتى مع دفنها في مسافات عميقة تحت سطح الأرض.

فعنصر البلوتونيوم 239 مثلاً فترة نصف الحياة لهذا العنصر هي 24 ألف سنة، فإن الوصول إلى مرحلة موته وعدم تأثيره يتطلب مرور عشرة مراحل من أنصاف الحياة أي ضرورة مرور حوالي ربع مليون سنة قبل أن يصبح عديم الخطورة على الإنسان.

بناء على ذلك يبدو من الواضح أن سعي الدول المتقدمة لدفن نفاياتها النووية في أراضي دول العالم الثالث يعد جريمة بحد ذاته، ولعل أقرب مثال على ذلك هو فضيحة قيام الحكومة الأمريكية بدفن نفاياتها النووية المتمثلة في اليورانيوم المنضب في أراضي الخليج العربي خلال فترة حرب الخليج الثانية وما بعدها، الأمر الذي يجعل المنطقة بأكملها ملوثة بالنفايات النووية لمدة لا تقل عن نصف مليون سنة قادمة. أن مشكلة تصدير النفايات الصناعية والنووية  تشكل مشكلة سياسية دولية، وتمت مناقشتها في عدد من المؤتمرات والملتقيات الدولية التي أوصت بحظرها وإيقافها بالإضافة إلى جهود الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية المناهضة للتلوث البيئي كمنظمة السلام الأخضر بعد ذلك لابد من التعريج على مصدر أخر من مصادر التلوث وهوالمواد التي تلقى في البحار والمياه الشاطئية من مصادر مختلفة.

حيث يتم تلويث مياه البحار في وقتنا الحاضر بطرق عديدة بعضها تقوم به الدول الواقعة تلك المياه في إقليمها عبر تصريف مياه المجاري والصرف الصحي في تلك المياه، ولكن هناك دور آخر تلعبه السفن والناقلات النفطية والأساطيل البحرية في تلويث مياه البحار والمحيطات، ولعل أبسط مثال على ذلك هو دور الأساطيل البحرية التي تجول في المياه الإقليمية لدول العالم الثالث والتي تساهم بشكل كبير في تلويث تلك المياه بسبب ما تستخدمه من طاقة نووية لمحركاتها وما ترميه من فضلات وما تطلقه من أبخرة خلال مناوراتها.

كما تقوم بعض الدول المتقدمة بإلقاء نفاياتها في مياه الدول النامية، كما حدث أثناء فترة الحرب الأهلية في لبنان عندما أدت الفوضى التي سادت البلاد إلى تعدد السلطات في الدولة حيث خضعت بعض المواني لسيطرة الميليشيات التي استغلتها لاستيراد النفايات مقابل مبالغ مالية للاستفادة منها في تسليح نفسها. هذة مشكلة نفايات الدول الصناعية وتصديرها لهذة السموم الى الدول الفقيرة التي غلب على أمرها وأرتضت لنفسها بتلويث بيئتها لقاء ثمن بخس ولكن في نفس الوقت نحن نقوم بتلويث بيئتنا الجميلة من غير أن نشعر إن أخطار هذه الكيماويات تتعدد يوما بعد يوم لهذا فقد اتجهت بلدان أمريكا وأوربا وغيرها إلى منع استيراد ها واستخدامها لكن بعض هذه البلدان يعمل على تصديرها إلى البلدان النامية في الوقت الذي لا يستوردوها ويحرم استخدامها في بلدانهم.هذا بلاء الدول الكبرى على الدول الصغيرة والضعيفة ولكن هناك بلاء اخر قد لانشعر به الاوهو الصرطان البيئي وسببه المكافحة الخاصة بالحشرات والمزروعات. إن الكيماويات المستخدمة في الزراعة أثبتت التجارب والأبحاث تأثيراتها الضارة والخطيرة على البيئة وعلى صحة الإنسان في المدى الطويل حيث أتضح إن هذه الكيماويات غير قابله للتلاشي بيولوجياً أي إنها تبقى في الجسم البشري بإعراض وأمراض مؤجلة لان نتائجها السيئة لا تظهر على الإنسان إلا بعد زمن طويل مثل الأعراض السرطانية التي تظهر فجاَه وفي أعمار متأخرة عند بعض الناس كما إن المبيدات الحشرية لها تأثير على البيئة وعلى صحة الانسان فقد كان الغرض من اكتشافها في أول الأمر لمكافحة الآفات الزراعية مع مراعاة شروط التعامل معها عند عملية الرش ومراعاة مقاييس استخدامها إلا أن العشوائية التي يتبعها الفلاحين هي ما أدت إلى أضرارها وخطورتها إذ أنهم لا يراعوا المقاييس العلمية أو الفنية في الرش أو التحضير  كذلك عدم مراعاة الفترة الزمنيةقبل جني المحصول في هذة الحالة يكون المزارع قد عمل على نقل المادة الكيميائية وبفعاليتها السامة ومباشرة إلى الجسم البشري

إن أخطار هذه الكيماويات تتعدد يوما بعد يوم لهذا فقد اتجهت بلدان أمريكا وأوربا وغيرها إلى منع استيراد ها واستخدامها لكن بعض هذه البلدان يعمل على تصديرها إلى البلدان النامية في الوقت الذي لا يستوردوها ويحرم استخدامها في بلدانهم

 

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 12/كانون الاول/2005 -  9/ذي القعدة/1426