كركوك تستعد لمواجهة في الانتخابات العراقية

سعى زعماء أكراد يوم الاحد بقوة لإعادة أكثر من 200 ألف كردي الى القوائم الانتخابية في كركوك مما يلقي الضوء على حجم التوتر قبل الانتخابات المزمعة هذا الاسبوع في واحدة من أكثر المدن العراقية حساسية وأهمية.

وقال رزكار علي السياسي الكردي البارز في كركوك للصحفيين يوم السبت "قدمنا شكوى قبل أيام وأعادوا شخصا واحدا فقط من بين 218 ألفا الى قوائم الانتخاب."

وقال حسين الهنداوي رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لرويترز يوم الاحد ان اللجنة فحصت شكوى الاكراد وان جميع الأسماء التي حذفت من القوائم سيكون بمقدورها الان التصويت في 15 ديسمبر كانون الاول.

وفي ظل تعايش الاكراد والتركمان والعرب والسنة والشيعة والمسيحيين العرب أيضا جنبا الى جنب فان كركوك تمثل بؤرة ساخنة للتوترات الطائفية تغذيها تقديرات باحتوائها على 20 في المئة من احتياطيات النفط العراقي.

وتغص كركوك بالملصقات الانتخابية لكافة الطوائف بما في ذلك العرب السنة الذين قاطعوا على نطاق واسع الانتخابات المهمة التي أُجريت في يناير كانون الثاني الماضي.

وقرر العرب السنة خوض الانتخابات الحالية لاختيار أول حكومة لها ولاية كاملة منذ الاطاحة بصدام حسين وهم يقومون بحملتهم في جميع أنحاء المدينة.

وقال أحمد حسن (31 عاما) الذي يعمل مهندسا في صناعة النفط "هذه الانتخابات ستشهد إقبالا كبيرا من جانب السنة سيغير موازين القوى بالعراق لاننا نحن السنة سنحاول انتخاب قائمة سنية لتحكم من جديد."

وبسبب نقص استطلاعات الرأي الموثوق بها يصعب التكهن بنتائج هذه الانتخابات. ولكن سياسيين أكرادا يقولون انهم يأملون الفوز بما يتراوح بين ثلاثة وخمسة مقاعد من بين تسعة مقاعد مخصصة لمحافظة التأميم التي تتبعها كركوك في انتخابات الخميس القادم.

ومن شأن حصول الاكراد على أغلبية في كركوك أن يدعم حملتهم لضم المدينة الى كردستان. كما سيدعم مزاعم باعادة أملاك انتزعها منهم صدام حسين.

وكانت الية لاعادة الاملاك قد تم الاتفاق بشأنها في اطار الدستور الجديد ولكن لم يحدث تقدم كبير في هذا المجال حتى الان.

وقالت هيرو طالباني زوجة الرئيس العراقي الكردي جلال الطالباني الاسبوع الماضي "نريد عودة كركوك. هذا هو الانصاف."

وكان النظام السابق قد أجبر آلاف الاكراد على الخروج من المدينة وإحلال عرب محلهم. ورغم أن عملية تعريب كركوك تعود الى ما قبل عهد صدام حسين الا انه نفذها بشكل وحشي ومكثف.

وتسببت تقارير حديثة عن استهداف قوات الامن الكردية للعرب بالاعتقال والابعاد في تعزيز مشاعر عدم الثقة. والاحزاب الكردية متهمة أيضا باعادة توطين الاف من أنصارها في كركوك لزيادة قوتها الانتخابية.

وقال شوان داوودي رئيس تحرير صحيفة حوال الكردية ومقرها كركوك "الاكراد لا يثقون في العرب والعرب لا يثقون في التركمان ... اذا لم تحل هذه المشكلة لن يفيد شيء حتى لو أصبحت كركوك جزءا من كردستان في اقليم مستقل."

وستجري كركوك استفتاء لتقرير مستقبلها بحلول ديسمبر كانون الاول عام 2007. ويشعر جيرانها الاكراد بالتوتر.

وقال سعد الدين اركاج من الجبهة التركمانية العراقية يوم الثلاثاء "يمكن أن نفقد كركوك". وأضاف "كركوك ثروة وطنية ونحن نعارض اجراء استفتاء هناك فقط."

وفي ظل الاهمية الكبرى لما ستنجم عنه هذه الانتخابات تواصل جميع الاحزاب السياسية تعبئة أنصارها لضمان أعلى نسبة اقبال على التصويت بالمدينة.

وقال نور عبد الله وهو مدرس تركماني "الجميع سيشاركون في الانتخابات هذه المرة. الامن جيد نسبيا وخاصة اذا قورن بالانتخابات السابقة". واضاف عبد الله انه سيعطي صوته لرئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي.

ويعتبر توفير الامن والخدمات العامة مثل المياه والكهرباء قضية كبرى في كركوك مثلما هو الحال في بقية أنحاء العراق. ولكن من المتوقع أن يصوت الناخبون للقوائم السياسية التي تمثل طوائفهم العرقية.

وليس أمام الاكراد من بديل عن القائمة الكردية التي تضم جميع الاحزاب الكردية الرئيسية ما عدا الاتحاد الاسلامي الكردستاني الذي انشق عن القائمة وخاض الانتخابات منفردا.

وقد يحظى علاوي العلماني الشيعي بتأييد قوي بين الناخبين الذين يفضلون تشدده في مجال الامن. ولكن خصومه يرون فيه بالتأكيد تهديدا .. وقد مزق الكثير من الملصقات الانتخابية لحملة علاوي في كركوك.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 12/كانون الاول/2005 -  9/ذي القعدة/1426