العنف صاحب الكلمة الاولى في الحملات الانتخابية في العراق

حولت الحملات الانتخابية الضارية مدينة النجف المقدسة إلى ساحة معارك سياسية حيث يتهم حزب واحد الاخر بأنه يدبر محاولات اغتيال وينفذ هجمات بقذائف المورتر ضد الناخبين الذين يتوقون الى الاستقرار.

وقبل أسبوع من الانتخابات اتهم أنصار رئيس الوزراء الشيعي العلماني السابق اياد علاوي أتباع الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم باللجوء الى الترهيب الذي يتسم بالعنف في السباق من أجل الحصول على الاصوات في مدينة النجف التي تتحدد فيها توجهات الكثير من الشيعة الذين يمثلون 60 في المئة من سكان البلاد.

وقال عبد العال العيسوي أحد ممثلي قائمة علاوي المؤلفة من سياسيين علمانيين وزعماء عشائر "أطلقوا قذائف مورتر على مكاتبنا صباح هذا اليوم وأصابوا أحد الحراس."

وتشكل قائمة علاوي تحديا متزايدا للائتلاف العراقي الموحد في الانتخابات التي ستجرى في 15 ديسمبر كانون الاول المقبل لاختيار جمعية وطنية (برلمان) جديدة.

وأكد مسؤول في الشرطة وقوع الحادث فيما نفى مسؤول طلب عدم ذكر اسمه من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يقوده الحكيم هذه المزاعم واتهم أنصار علاوي بمحاولة التشكيك في مصداقية المجلس الذي يشكل احدى دعامتين يقوم عليهما الائتلاف الشيعي الحاكم.

وتعد النجف التي شهدت أعمال عنف أقل بالمقارنة مع مناطق أخرى في العراق محطة مهمة في مسار الحملة الانتخابية. فهي موطن أكثر زعماء الشيعة نفوذا بينهم اية الله العظمى علي السيستاني الذي تسبب دعمه الضمني في تشكيل الائتلاف العراقي الموحد قبل عام.

وحث السيستاني الشيعة على التصويت للاحزاب الدينية معطيا بذلك أفضلية للمجلس الاعلى للثورة العراقية على قائمة علاوي وهو علماني يحظى بدعم الولايات المتحدة وكانت له صلات بالمخابرات الامريكية والبريطانية أثناء وجوده في المنفى بسبب معارضته للرئيس المخلوع لصدام حسين.

واتهم مؤيدو علاوي المجلس الموالي لايران باللجوء الى ما وصفوه بالخطط القذرة لمنع العراقيين من التصويت لقائمته.

وقال أحمد ناصر "رأيت أتباع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية يحملون سكاكين طويلة وسيوفا في مراكز الاقتراع يرهبون بها الناس بينما كنت أحاول دعم قائمة علاوي."

وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد أشاد أمس الاربعاء بالتقدم الذي تحقق في مساعدة سكان النجف على اعادة اعمار مدينتهم وذلك في اطار سلسلة من الخطب التي يعتزم القاءها قبل انتخابات 15 ديسمبر كانون الاول.

لكن رغم وجود بعض المشاريع لاعادة اعمار المدينة قيد التنفيذ فان المدينة لا تزال بعيدة عن الاستقرار.

وتسببت اشتباكات بين الميليشيات الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والمعادية للولايات المتحدة وبين فيلق بدر التابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في مقتل ثمانية أشخاص في أغسطس اب الماضي. كما شهدت المدينة عدة تفجيرات.

وقال علاوي هذا الشهر انه نجا من محاولة اغتيال في مسجد الامام علي بالنجف عندما هاجمته مجموعة مؤلفة من نحو 60 الى 70 رجلا مسلحين بالسكاكين والمسدسات. ونفى مسؤول من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية هذه المزاعم قائلا ان علاوي "يختلق أحداثا لاسباب سياسية."

وتمخض هذا كله عن حملات انتخابية ضارية.

وقال مؤيديون للقائمة العراقية الوطنية التي يقودها علاوي ان أعضاء من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية مزقوا ملصقات انتخابية أو منعوا تعليق العشرات منها ووضعوا بدلا من ذلك ملصقاتهم في ست ضواحي في النجف الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوبي بغداد.

وذكر مسؤول في الشرطة أن مسلحين فتحوا النار على العاملين في حملة علاوي الانتخابية كانوا يعلقون ملصقات في شرق النجف اليوم مما أسفر عن اصابة أحدهم ويدعى محمد علي.

وقال عبد العال وحيد أحد ممثلي قائمة علاوي "مزقوا ملصقاتنا. وفتحوا النار على أحد أعضائنا بينما يتكلمون عن الديمقراطية. هل هذه ديمقراطية.."

وقال كل من علاوي والحكيم من قبل ان اجراء انتخابات حرة ونزيهة فقط يمكنه أن يوحد العراق الذي قتل فيه عشرات الالاف من القوات الامنية والمدنيين بسبب اعمال العنف التي أثارت مخاوف من احتمال تردي البلاد الى هاوية حرب أهلية.

وأيا كان الوضع فان الطريق الى الديمقراطية في النجف لا يخلو من الدماء.

وقالت الشرطة ان مؤيدا للحكيم وأحد أنصار علاوي طعنا بعضهما البعض اليوم الخميس ونقلا الى المستشفى.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 11/كانون الاول/2005 -  8/ذي القعدة/1426