مطاردة الجمعيات المسلمة بتهمة تمويل الارهاب والسعودية المتهم الاول

في بلد اكتوى من وقع هجمات 11 سبتمبر ايلول تقول الجمعيات الخيرية الامريكية المسلمة والجهات المانحة لها انها تعيش في خوف مستمر من تجميد الارصدة وتوجيه اتهامات قانونية وحتى اغلاق هذه الجمعيات بغض النظر عما اذا كانت قد ارتكبت مخالفة.

وما حال الاستاذ الجامعي سامي العريان الذي بريء يوم الثلاثاء من تمويل ارهابيين الا تأكيد لهذه المخاوف لا سيما بعدما قضى ثلاثة أعوام تقريبا في السجن.

وبينما قال مكتب الادعاء الحكومي ان العريان قدم اموالا ودعما لحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية كي تشن "اعمال ارهاب" قال المتهم ان أي مال أرسله للجماعة كان للاعمال الخيرية. وما زال العريان في السجن لان المحلفين لم يتوصلوا لقرار بشان بعض التهم وربما تعاد محاكمته.

وقال جهاد سمايلي المحامي الذي يعمل لحساب مؤسسة مقرها ولاية أوهايو "ان المانحين والجمعيات الخيرية لديهم الكثير من الامور ليخشوها.. الامر لا يقتصر على الاتهامات المثبته بان جمعية خيرية ربما تكون مرتبطة بجماعة ارهابية ولكن الخوف من مجرد الاشتباه او للملاحقة المبنية على اوهام."

وقال عماد الدين احمد رئيس مؤسسة الزكاة الامريكية الاسلامية ان المانحين كانوا "قلقين من تجميد المنح وعدم ايصالها لوجهتها على الرغم من التوصل لبراءة ساحة هذه الجمعية في النهاية."

وسلطت الاضواء على التبرعات للاعمال الخيرية الاسلامية منذ اكتشاف السلطات ان القاعدة وغيرها من الجماعات استغلت التبرعات في تمويل الهجمات. وأغلقت ثلاث جمعيات خيرية اسلامية أمريكية وجمدت مئات الملايين من الدولارات في اطار حملة مكافحة الارهاب.

وقال سيد سعيد الامين العام لجمعية امريكا الشمالية الاسلامية "في كل يوم تسمع عن شخص اعتقل او ان جميعة خيرية اخضعت للتدقيق. وهذا شيء صعب جدا ويوجه رسالة مرعبة للناس."

ويتعين على الجمعيات الخيرية ان تحترس من عدة امور. فعليها ان تتأكد من انها لا تقبل اموالا من أي شخص يشتبه بانه ارهابي. وهو أمر تقول الجمعيات انه صعب لانها تتلقى تبرعات بأوراق نقدية من فئة عشرة دولارات أو عشرين دولارا يقدمها متبرعون مجهولون خلال الصلوات والمناسبات الدينية.

وعلى الجمعيات أيضا التأكد من ألا يكون أي من موظفيها أو أعضاء مجلسها مرتبطين باي شكل بالاف الافراد او الجماعات التي تصفها الحكومة الامريكية بانها متشددة.

وحينما تجمع هذه الجمعيات أموالا فعليها التأكد في ألا يذهب أي جزء منها الى مشروع أو اشخاص مرتبطين بالمتشددين او بالجماعات المحظورة. وتقول الجمعيات الخيرية انه في المناطق التي تنفذ فيها الجماعات المتشددة في كثير من الاحيان عمليات خيرية كبيرة يكون من الصعب على الجمعيات الخيرية تمييز التفاح الصالح من الفاسد.

وتقول الحكومة انها تتفهم المصاعب وأصدرت خطوطا عريضة جديدة هذا الاسبوع كي تساعد الجمعيات في حماية نفسها من الوقوع في مشاكل.

واتخذت وزارة الخزانة الامريكية خطوات اخرى من بينها العمل مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين على انشاء قنوات امنة لضخ المعونات في المنطقة التي تقدم فيها الجماعات المتشددة كثيرا من الخدمات.

بدورها حثت عضوة بالكونجرس الرئيس الامريكي جورج بوش على فرض ضغوط أكبر على السعودية لمكافحة تمويل الارهاب في المملكة مسقط رأس 15 من 19 خاطفا نفذوا هجمات 11 سبتمبر ايلول.

وقالت سو كيلي وهي جمهورية من نيويورك ترأس قوة مهام مكافحة تمويل الارهاب التابعة للكونجرس انها قلقة من أن يكون التمويل السعودي يتدفق على مقاتلين في العراق ونشطاء فلسطينيين يقاتلون الاحتلال الاسرائيلي.

وقالت كيلي في خطاب لبوش حصلت رويترز على نسخة منه "الحالة الراهنة للحوار بين المسؤولين الامريكيين والسعوديين فيما يتعلق بتمويل الارهاب تحتاج لتحسين."

وتابعت كيلي ان هناك اسبابا قوية تدعو للقلق فيما يتعلق بالجمعيات الخيرية التي تديرها الحكومة السعودية والتي ترسل مساعدات الى خارج البلاد.

ورغم ان الحكومة السعودية قالت مرارا انها منعت جميع الجمعيات الخيرية السعودية من ارسال الاموال للخارج تقول كيلي ان المعلومات التي قدمتها الحكومة في الرياض عن الانشطة الخيرية الجارية "تشير الى غير ذلك."

وقالت كيلي التي تشغل كذلك منصب نائب رئيس لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب انها "قلقة للغاية من امكانية أن تكون جمعية خيرية تديرها الحكومة السعودية تدعم انشطة ارهابية في العراق."

وأضافت أن السعودية لم تكن راغبة في تحسين الشفافية والرقابة المالية على منظمات خيرية كبيرة في المملكة لها أعمال في مختلف ارجاء العالم مثل الجمعية العالمية للشبان المسلمين ومنظمة الاغاثة الاسلامية الدولية ورابطة العالم الاسلامي.

ورفض الخطاب تصريحات السعودية بان هذه الجمعيات الخيرية منعت كذلك من ارسال الاموال للخارج.

والسعودية اكبر مصدر للنفط في العالم وحليف قوي للولايات المتحدة في الخليج.

وقالت كيلي ان السلطات الامريكية يجب ان تشعر بالقلق كذلك ازاء عدم وفاء السعودية بوعدها في فبراير شباط عام 2004 بشأن تأسيس لجنة ترسل من خلالها جميع المساعدات الخيرية للخارج.

وقال الخطاب "ان عدم اتخاذ اجراءات فيما يبدو ازاء ممولي الارهاب المحتملين الى جانب انشطة الجمعيات الخيرية المشار اليها سلفا وتقارير عن تمويل مقاتلين في العراق من جانب مانحين سعوديين تشير الى الحاجة لمناخ من المحاسبة بشأن تمويل الارهاب في السعودية."

واكد نايل الجبير المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن أنه ليس هناك جمعية خيرية سعودية بامكانها ارسال أي اموال للخارج دون اذن من الحكومة.

وأبلغ رويترز كذلك أن السعودية تجري تأسيس لجنة وطنية للاعمال الخيرية لكنها تريد أن تضمن أن تفي هذه اللجنة بجميع المتطلبات القانونية والدينية في البلاد قبل أن تبدأ العمل.

وقالت كيلي انها أرسلت خطابا توضح فيه دواعي قلقها الى السفير السعودي الجديد لدى واشنطن الامير تركي الفيصل في سبتمبر أيلول لكنها لم تتلق أي رد.

ودعت وزارة الخزانة الامريكية مرارا السعودية لكي تتخذ اجراءات صارمة ضد تمويل الارهاب بوسائل منها فرض قيود اكثر صرامة على جميع العمليات الخيرية المحلية والدولية في المملكة. وحثت السعودية كذلك على تأسيس اللجنة التي وعدت بها.

وتقول السعودية التي كانت هي نفسها ضحية لهجمات متشددين انها ملتزمة بمكافحة الارهاب وتمويل الارهاب واتخذت خطوات كبيرة للحد من التدفقات غير المشروعة للاموال.

وأقر مسؤولون أمريكيون بأن السعودية اتخذت خطوات كبيرة لكنهم يقولون انها تحتاج لبذل المزيد.

من جهة اخرى قال الادعاء إن الدنمرك اتهمت منظمة اسلامية هي رابطة الاقصى الدنمركية يوم الاربعاء بتمويل الارهاب عن طريق تحويل اموال الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وقال هيننج تيسين المدعى الخاص بالجرائم الاقتصادية الخطيرة لرويترز "اليوم وجهنا الاتهام الى المنظمة واثنين من اعضائها كما صادرنا بعض اموالها."

وقالت وزارة العدل ان تحقيقا بدأ في عام 2002 اظهر ان عضوي الاقصى جمعا اموالا في الدنمرك وحولاها الى "منظمات في الشرق الاوسط تعد جزءا من منظمة حماس الارهابية او لها صلات بها."

ووجهت الاتهامات في ظل قانون لمكافحة الارهاب وضع في عام 2002 بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة. واحتجزت الدنمرك ستة مسلمين لاتهامات بالارهاب في حالتين اخريين.

واسست رابطة الاقصي الدنمركية في عام 1999 ونفت في الماضي ان يكون لها اي صلة بمنظمات النشطين في الشرق الاوسط قائلة انها تدعم الايتام في فلسطين.

وقال الادعاء ان من المتوقع ان تبدأ المحاكمة في كوبنهاجن في المستقبل القريب.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 9/كانون الاول/2005 -  6/ذي القعدة/1426