اوربا تصدر الانتحاريين والانتحاريات الى العراق

يبرز التشدد الموسوم بالسلام في اوربا بعتباره يشكل خطرا كبيرا ليس على اوربا فحسب بل ان خطره على مناطق مثل العراق اكبر واشد، فقد فجر انتحارييون وانتحاريات انفسهم في العراق وقتلوا المئات من رجال واطفال ونساء الشعب العراقي، ولاشك ان التناقضات الثقافية والاجتماعية التي تعيشها  المجتمعات الاوربية ادت الى نجاح الجماعات المتطرفة في استغلال بعض الشباب المضلل بعد تعرضه لغسيل في افكاره ومعتقداته.

فقد قالت الحكومة يوم الجمعة ان التشدد الاسلامي يجد مجندين جددا في هولندا من بين هولنديين اعتنقوا الاسلام وشابات مسلمات.

وقالت الحكومة في تقرير رفعته الى البرلمان بشأن مكافحة الارهاب "فضلا عن الشبان المسلمين المنحدرين من أصول اجنبية فان العديد من الهولنديين الذين اعتنقوا (الاسلام) يخضعون لعملية خاصة لاستقطابهم نحو الراديكالية. تتلقى الشرطة تقارير كثيرة في هذا الصدد."

ويأتي التحذير بعد قيام امرأة من بلجيكا المجاورة اعتنقت الاسلام بتفجير نفسها في عملية انتحارية في العراق الشهر الماضي.

وقال التقرير ان شابات مسلمات في هولندا اصبحن على اتصال متزايد بالافكار الراديكالية من خلال عقود زواج اسلامية غير رسمية.

واكدت الحكومة مجددا بانها ترى تهديدا كبيرا بان هولندا قد تكون هدفا لهجوم ارهابي.

ورفعت هولندا حالة التأهب الامني الى ثاني اعلى درجة في نظامها التحذيري المؤلف من اربع مراحل وذلك منذ التفجيرات التي شهدتها لندن في السابع من يوليو تموز.

وقال التقرير ان وضع هولندا على الصعيد الدولي لافت للانتباه "هذا يرجع بصفة اساسية الى الدور السلبي في نظر الاسلاميين المتطرفين الذي تلعبه هولندا كشريك نشط في الحرب العالمية ضد الارهاب."

وتبدأ الاسبوع القادم في امستردام محاكمة 14 شابا معظمهم من اصول مغربية للاشتباه في انتمائهم لجماعة اسلامية متشددة كانت تخطط لشن هجمات.

وفي بيان منفصل قالت الحكومة إنها تريد تعديل القوانين للسماح لاجهزة المخابرات بطلب الحصول على معلومات من شركات مثل شركات الطيران وشركات الخدمات المالية وخدمات الانترنت لمساعدتها في مكافحة الارهاب.

 وتحدث اسلامي بلجيكي من اصل مغربي موقوف في المغرب الخميس عن وجود عدد من البلجيكيات المتزوجات من اسلاميين معتقلين في بلجيكا مستعدات لتنفيذ عمليات انتحارية.

فقد كشف محضر للشرطة المغربية حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه هذه المعلومات التي ذكرها الاسلامي البلجيكي محمد الرحا.

واوقفت الشرطة البلجيكية والشرطة الفرنسية الاربعاء 15 شخصا -- سبعة بلجيكيين وبلجيكيان آخران من اصل تونسي وثلاثة مغاربة وتونسيان -- خلال مداهمات ل15 منزلا.

وكان الرحا (18 عاما) ابعد في حزيران/يونيو 2005 من سوريا حيث كان يدرس في مدرسة لتعليم القرآن قبل ان يلتقي قادة جهاديين. وعاد الى بلجيكا حيث اتصلت به على هاتفه النقال زوجة رجل يدعى رشيد ابا. ويحاكم ابا في بروكسل في اطار قضية ضد الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة.

وقال الرحا في المحضر "قبل طردي ساعدتني زوجة رشيد ابا ماليا وارسلت لي في 2004 الى سوريا مبلغا يعادل 12 الف ليرة سورية (حوالى 218 دولارا)".

واضاف انه التقى بعد ذلك هذه السيدة في محطة للقطارات في بروكسل. وتابع "قالت لي ان في بلجيكا زوجات اسلاميين معتقلين في هذا البلد مستعدات لتنفيذ اي عملية جهادية".

وقال الرحا انها "طلبت مني مساعدتهن بالعثور على شخص يمكن ان يجندهن ويؤمن لهن المتفجرات لتنفيذ اعمال تخريب".

واوضح انه لم يكن يتحدث الى هذه السيدة بل كانا يتبادلان الافكار على اوراق وذلك احتياطا. وقال "كانت تكتب على ورقة ما تريد قوله وارد بالطريقة نفسها".

واعترف الرحا بانه وعد زوجة رشيد ابا بان يفعل ما بوسعه لتنفيذ هذا المشروع.

واكد الرحا ان زوجة رشيد ابا طلبت منه "بعض الوقت" لتتمكن "النساء من الاستعداد" مشيرا الى ان "ابو بصير وافق على فكرة جهاد زوجات المعتقلين وطلب مني البقاء على اتصال وان اكون محادثا لهؤلاء النسوة".

ووصف الرحا خالد ابو بصير بانه جزائري يعمل منسقا لتنظيم القاعدة في اوروبا. وقد طلب منه ان يتخذ عنوانا الكترونيا جديدا لنفسه وهذا ما فعله الرحا.

وبعد ذلك اعلن الرحا لزوجة ابا ان قائد هؤلاء الانتحاريات سيكون ابو بصير. وقال ان "ابو بصير طلب مني بعد ذلك ان ابلغ النساء بضرورة مبايعتهن لامير يقوم بدوره بمبايعة الشيخ اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة" باسمهن.

وبعد ذلك توجه محمد الرحا الى هولندا حيث التقى سمير عزوز الذي برأته محكمة الاستئناف في لاهاي.

واقترح عزوز على الرحا تنفيذ عملية انتحارية ضد الاستخبارات الهولندية فعرض عليه محمد الرحا ان يضع بتصرفه نساء "مستعدات للجهاد". لكن عزوز رفض واصر على البحث عن رجال.

وقال عزوز للرحا "اريد رجلا انتحاريا وليس نساء. رجل شجاع يملك الارادة الحازمة لتنفيذ" عملية انتحارية ضد مركز اجهزة الاستخبارات الهولندية.

وتوجه محمد الرحا في 28 ايلول/سبتمبر الى المغرب حيث اعتقلته الشرطة في تشرين الثاني/نوفمبر مع 16 شخصا آخرين. ويشتبه بانه اراد تنفيذ اعتداءات ضد مصالح اميركية ويهودية في المغرب.

وتأتي هذه الشهادة بعدما قامت انتحارية بلجيكية متزوجة من اسلامي متشدد بتنفيذ هجوم في العراق.

ولم تسفر العملية سوى عن اصابة جندي اميركي واحد بجروح طفيفة. وقتل جنود اميركيون بعد قليل زوج موريال برصاصة في الرأس.

وافادت عدة صحف بلجيكية انها فجرت نفسها في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر في العراق في عملية انتحارية ضد موكب اميركي وكانت في الماضي بائعة في مخبز في شارلوروا (جنوب) قبل ان تعتنق الاسلام.

وافاد مصدر مطلع على الملف ان قاضيا فرنسيا في مجال مكافحة الارهاب وجه الجمعة التهمة الى تونسي في السابعة والعشرين اوقف الاربعاء قرب باريس في اطار التحقيق حول بلجيكية اعتنقت الاسلام ونفذت عملية انتحارية في العراق.

وجه القاضي فيليب كوروا الى احمد بن طيب تهمة "الانتماء الى عصابة اشرار على علاقة بمخطط ارهابي والاقامة غير الشرعية في فرنسا وحيازة وثيقة ادارية مزورة". ووضع في الحبس الاحترازي وفقا لطلب النيابة العامة.

وهذا الشخص لم يكن معروفا لدى الاجهزة الفرنسية المختصة لكن يشتبه في انه على "علاقة مع خلية" متهمة بارسال مقاتلين من بلجيكا على ما افاد مصدر موضحا ان التحقيق يجرى "بالتعاون الوثيق" مع الشرطة البلجيكية.

واوضح احد المصادر ان هذا "الناشط" العازب يقيم في فرنسا منذ عدة اشهر . وقد انطلق من تونس وتوجه الى بلجيكا عبر ايطاليا وفرنسا برفقة رجل يعتبر الشخصية المركزية في الشبكة البلجيكية الذي قد يكون وفر له الوثائق المزورة.

ولدى عودته الى فرنسا واقامته عند عمه تمت مراقبته والتنصت عليه خلال عدة اشهر قبل توقيفه. وقال مصدر مطلع على الملف "كان عنصرا يهتم بالاجراءات اللوجيستية" مضيفا ان لا مؤشرات حاليا تفيد ان فرنسيين استخدموا هذه الشبكة للتوجه الى العراق.

وقال مصدر اخر ان المتهم يعرف زوج الانتحارية البلجيكية وهو اسلامي راديكالي. وقد نفذت البلجيكية العملية الانتحارية "قبل اسابيع قليلة" في العراقي وهي اول اوروبية اعتنقت الاسلام تنفذ عملية انتحارية في العراق.

من جهة اخرى قال الاتحاد الاوروبي في استراتيجية جديدة لمكافحة الارهاب ان اجهزة الامن يجب ان تحدد على نحو أفضل وسائل تجنيد المتشددين الاسلاميين وان ترصد الشبان الصغار الذي يواجهون مخاطر الاستدراج الى الارهاب.

وتشعر اجهزة المخابرات بقلق متزايد من ان بعض المسلمين الاوروبيين يتم استدراجهم الى الاسلام المتشدد وهم في سن المراهقة وبعضم لا يزيد سنه على 14 عاما.

وقال جيس دى فري منسق مكافحة الارهاب بالاتحاد الاوروربي "نواجه تهديدا مزدوجا. نواجه تهديدا من اشخاص يأتون الى اوروبا من الخارج ونواجه تهديدا من اشخاص يعيشون في اوروبا. بعضهم من الجيل الاول للمهاجرين وبعضهم ربما ولدوا هنا."

ووسع الاتحاد الاوروبي التعاون الامني في ضوء هجمات قنابل لندن في يوليو تموز التي قتل فيها 52 شخصا وقنابل القطارات في مدريد التي قتل فيها 191 شخصا. وكان أصغر المهاجمين الانتحاريين عمره 18 عاما.

وأكد فري على انه لا توجد حلول سهلة.

وقال "لا احد يعيش في الوهم. لا توجد صلة تلقائية على سبيل المثال بين الفقر والارهاب."

واضاف "يوجد كثير من الاشخاص داخل اوروبا وفي اماكن اخرى يعيشون في احوال صعبة ولاينخرطون في الارهاب. بعضهم يفعل ذلك. وبالتالي لا توجد صلة تلقائية."

وورقة الاستراتيجية التي اعدتها بريطانيا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي وأيدها وزراء العدل والداخلية في الاتحاد يوم الخميس سترفع الان الى زعماء الدول الخمس والعشرين الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الذين سيقرونها في القمة التي تعقد في بروكسل يومي 15 و16 ديسمبر كانون الاول الحالي.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 4/كانون الاول/2005 -  1/ذي القعدة/1426