العرب متشككون في دعوة أمريكا للديمقراطية ولازالوا يحبون صدام

أفاد استطلاع صدر يوم الجمعة ان العرب متشككون للغاية ببرنامج الولايات المتحدة الخاص بالديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط ويعتقدون ان الغزو الامريكي للعراق جعل المنطقة اقل امنا.

وتوصل الاستطلاع الذي جرى في ست دول عربية في اكتوبر تشرين الاول ان 78 في المئة ممن شملهم الاستطلاع يرون ان الارهاب زاد بسبب الغزو الامريكي للعراق عام 2003 فيما قال اربعة من كل خمسة ان الحرب سببت تراجعا في السلام في المنطقة.

وسأل الاستطلاع عن الدول التي تشكل اكبر تهديد لدولهم فقالت الاغلبية انها اسرائيل والولايات المتحدة.

وقال الاستاذ الجامعي شبلي تلحمي من جامعة ماريلاند التي اجرت الاستطلاع بالتعاون مع مؤسسة زغبي العالمية في الاردن ولبنان والمغرب والسعودية ومصر والامارات العربية المتحدة "ان النتيجة المذهلة لهذه الدراسة هي ان الذين شملهم الاستطلاع يرون الولايات المتحدة وسياساتها عبر ما يجري في العراق واسرائيل."

وقال تلحمي انه بدلا من ان تكون الولايات المتحدة نموذجا تتطلع اليه الدول العربية من اجل الوصول الى الاهداف الديمقراطية فان من شملهم الاستطلاع يشعرون بان العكس صحيح حيث شوهت صورة حقوق الانسان الامريكية بسبب الفضائح التي تنطوي على انتهاكات ارتكبتها القوات الامريكية في العراق وافغانستان وفي معتقل جوانتانامو.

وجعلت الادارة الامريكية نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط محورا لسياستها الخارجية. وعينت الخارجية الامريكية في يوليو تموز مبعوثة خاصة هي كارين هيوز لتحسين صورة الولايات المتحدة في الخارج ولا سيما في الدول الاسلامية. ولكن خلال زيارتها للشرق الاوسط رأت هيوز بعينها الغضب الاسلامي من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.

وفي الاستطلاع الجديد شكك 69 في المئة من المستطلعة اراؤهم في ان يكون الهدف الحقيقي للولايات المتحدة هو نشر الديمقراطية. واعتبرت أهداف الولايات المتحدة هي الوصول الى النفط وحماية اسرائيل والهيمنة على المنطقة واضعاف العالم الاسلامي.

وقال تلحمي لرويترز "ان الوجود الامريكي في العراق يعتبر شيئا سلبيا. انه يخيف الناس من النوايا الامريكية وله أثر معاكس للاثر المرجو عند الرأي العام العربي."

وسئل الذين شملهم الاستطلاع عن أكبر مخاوفهم فيما يتعلق بالعراق فأجاب الثلث انهم يخشون تقسيم العراق بسبب الانقسامات الطائفية فيما ابدى 23 في المئة مخاوفهم من ان تهيمن الولايات المتحدة على البلاد بعد انتقال السلطات للعراقيين وقال 27 في المئة انهم يخشون من ان تنتشر حالة انعدام الاستقرار في المنطقة.

وقال 58 في المئة ان العراق صار اقل ديمقراطية من ذي قبل وقال ثلاثة من بين كل اربعة ان العراقيين صاروا اسوأ حالا.

وسئل الذين شملهم الاستطلاع عن الدول التي يريدون لو كانت القوة العظمى في العالم فقال 21 في المئة انهم يريدون فرنسا. وقال 13 في المئة انهم يريدون الصين. وقال عشرة في المئة انهم يريدون ألمانيا ومثلهم قالوا انهم يريدون باكستان. وجاءت بريطانيا بعد ذلك بنسبة سبعة في المئة ثم الولايات المتحدة بستة في المئة وأخيرا روسيا بخمسة في المئة.

وقال تلحمي في مؤتمر صحفي "انها لمشكلة بالنسبة للولايات المتحدة ان يكون الناس موالين لدول أخرى في هذا السباق العالمي".

كما اعتبرت فرنسا التي عارضت غزو العراق في مارس اذار عام 2003 الدولة التي فيها اكبر قدر من الحريات. وكان الرئيس جاك شيراك الاكثر اثارة للاعجاب بين من شملهم الاستطلاع. اما الزعماء الاخرين فكانوا الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والزعيم المخلوع صدام حسين.

وأجري هذا الاستطلاع قبل اندلاع أعمال الشغب في فرنسا على يد شبان غالبيتهم من المسلمين والعرب مما اثار انتقادات من جانب المسلمين لاوضاع الاقليات في فرنسا.

وكان اكثر الزعماء بغضا رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير.

وفيما يتعلق بايران قال معظم المستطلعة اراؤهم ان من حق طهران ان يكون لها برنامج نووي وانه يتعين وقف الضغط الدولي فيما قال 21 في المئة انه يتعين مواصلة الضغط من اجل وقف التطلعات النووية لايران.

ورأى 45 في المئة ان قناة الجزيرة الاخبارية هي المفضلة لديهم.

وشملت المقابلات 800 شخص في كل من مصر والمغرب والسعودية. كما شملت 500 شخص من كل من الاردن ولبنان. وشملت 217 شخصا في الامارات العربية المتحدة.

وبلغ هامش الخطأ ما بين 3.5 و4.5 في المئة في جميع البلدان عدا الامارات حيث بلغ هامش الخطأ 6.8 في المئة بالزيادة أو بالنقصان.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 4/كانون الاول/2005 -  1/ذي القعدة/1426