
قال
مفوض أوروبي يوم الاثنين ان أي دولة بالاتحاد الاوروبي يتبين أنها
استضافت سرا سجنا تابعا لوكالة المخابرات المركزية الامريكية تواجه
فقدان حق التصويت كما يتعين على واشنطن أن تتخذ اجراءات عقابية ضد أي
انتهاكات تكون قد حدثت بالفعل.
وقال
فرانكو فراتيني مفوض شؤون العدل والحرية والامن بالاتحاد الاوروبي انه
بموجب قانون الاتحاد اذا ثبتت صحة التقارير الخاصة بالسجون السرية
التابعة للمخابرات الامريكية فان الدول ستواجه "عواقب خطيرة من بينها
تعليق حق التصويت في المجلس الاوروبي."
وابلغ
فراتيني مؤتمرا صحفيا انه سيكون ملزما بموجب الاتفاقيات الاوروبية بأن
يوصي بتعليق حق التصويت في المجلس الذي يضم وزراء الدول الخمس والعشرين
الاعضاء بالاتحاد وهو هيئة صنع القرار الرئيسية بالاتحاد.
وتعتبر تصريحات فراتيني الاكثر وضوحا حتى الان بشأن ما سيتخذ من
اجراءات ضد أي دولة يتضح أنها استضافت منشأة سرية لوكالة المخابرات
المركزية الامريكية لاستجواب ارهابيين مشتبه بهم.
ويمكن
أن يؤدي تعليق حق التصويت لأي دولة عضو الى ادخال الاتحاد في وضع غير
مسبوق.
وقال
مصدر أوروبي مطلع على أعمال الاتحاد ان هذا الاجراء قد يتطلب تأييدا
جماعيا من باقي الدول الاعضاء اضافة الى موافقة البرلمان الاوروبي.
وأضاف
المصدر "بوسعك أن تتصور مدى صعوبة الحصول على اجماع بهذا الشأن. لم
يحدث هذا من قبل."
وكانت
صحيفة واشنطن بوست قد نشرت تقريرا الشهر الحالي عن وجود مثل هذه السجون
بشرق أوروبا وحددت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان
بولندا العضو بالاتحاد ورومانيا التي تأمل الانضمام للاتحاد عام 2007
باعتبارهما الدولتين المرجح استضافتهما لمثل هذه السجون.
ونفت
الدولتان ذلك وهو موقف كرره يوم الاثنين الرئيس البولندي المنتهية
ولايته الكسندر كفاسنيفسكي.
وقال
كفاسنيفسكي "مثل هذه السجون لا توجد على أراضي بولندا...ولم توجد قط."
وقال
فراتيني الذي يحضر مؤتمرا أمنيا في برلين ان مسؤولا كبيرا من المفوضية
اثار الامر مع البيت الابيض ووزارة الخارجية أثناء زيارة قام بها
لواشنطن الاسبوع الماضي ولكن المسؤولين الامريكيين طلبوا فسحة من الوقت
للرد.
وابلغ
فراتيني مؤتمرا صحفيا في برلين "في الوقت الراهن ليس لدينا للاسف
تأكيدات رسمية بهذا الشأن."
وتابع
فراتيني "قالوا لنا اعطونا الوقت المناسب لتقييم الوضع."
وردا
على سؤال بشأن أي تداعيات محتملة على العلاقات الامريكية الاوروبية قال
فراتيني "موقفنا سيعتمد على الوقت الذي ستستغرقه" واشنطن للرد على هذه
المزاعم.
وأضاف
أن المطلب الاول للاتحاد الاوروبي هو أن تتخذ الحكومة الامريكية
اجراءات "عقابية بالغة القوة" ضد أي انتهاكات.
وأثار
التقرير بشأن السجون السرية موجة جديدة من القلق تجاه أساليب الولايات
المتحدة في حربها ضد الارهاب بين الحكومات الاوروبية والرأي العام الذي
وجه انتقادات بالفعل للانتهاكات الامريكية ضد السجناء في العراق
واحتجاز مئات السجناء على مدى سنوات بالقاعدة الامريكية في خليج
جوانتانامو بكوبا.
ويحقق
مجلس أوروبا وهو أعلى منظمة لمراقبة حقوق الانسان في القارة في المزاعم
الخاصة بالسجون السرية وطلب من جميع الدول الاوروبية الرد عليه بحلول
شهر فبراير شباط.
كما
يحقق في رحلات جوية قامت بها 31 طائرة زعمت تقارير أنها تعمل لحساب
وكالة المخابرات المركزية الامريكية ويشتبه بانها يمكن أن تكون استخدمت
لنقل ارهابيين مشتبه بهم سرا الى دول حيث يعتقد أنهم تعرضوا لانتهاكات
وتعذيب.
وقال
فراتيني ان الرحلات الجوية قضية ثنائية بين الولايات المتحدة والحكومات
الاوروبية حيث طلبت ثمانية من هذه الحكومات على الاقل من واشنطن تقديم
ايضاحات بهذا الشأن.
وقال
مسؤولون ألمان انهم يتوقعون أن يثير وزير الخارجية الجديد فرانك فالتر
شتاينماير هذه القضية أثناء زيارته الرسمية لواشنطن والتي تبدأ يوم
الاثنين.
وقالت
كارشتن فويجت المنسقة الحكومية للعلاقات مع الولايات المتحدة في مقابلة
اذاعية "الامريكيون أنفسهم يعرفون أن هذا أمر يلحق الضرر بصورتهم في
العالم ويضعف من جاذبية النظام الامريكي."
بدورها وتحت ضغط من ألمانيا اعترفت الولايات المتحدة للمرة الاولى يوم
الثلاثاء بأن مزاعم وجود سجون سرية لوكالة المخابرات المركزية
الامريكية (سي.اي.ايه) في اوروبا تثير قلقا واسعا في المنطقة.
وفي
اول زيارة يقوم بها مسؤول ألماني من الحكومة الائتلافية التي تولت
السلطة الاسبوع الماضي فاز وزير الخارجية الالماني الجديد فرانك فالتر
شتاينماير أيضا بوعد شخصي من وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس
بان واشنطن سوف ترد على تلك المزاعم.
وقال
شين مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحفيين بعد لقاء شتاينماير
ورايس "تدرك الولايات المتحدة ان هذه موضوعات تثير اهتماما كبيرا بين
الاوروبيين وكذلك البرلمانات وان هذه المسائل يجب الرد عليها."
ولزمت
رايس الموقف الامريكي الذي يتفادى نفي او تأكيد تقرير صحيفة عن قيام
وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) بنقل سجناء مشتبه بهم
في قضايا الارهاب الى سجون سرية في شرق اوروبا لكن شتاينماير قال انه
تلقى وعدا بان واشنطن ستكون اكثر صراحة ووضوحا في هذا الامر.
واضاف
شتاينماير ان رايس التي ستزور المانيا خلال رحلة الى اوروبا الاسبوع
القادم وعدت "بتقديم رد فوري ومفصل" على طلب الاتحاد الاوروبي ايضاحا
للتقرير عن السجون السرية. |