|
أنتزع
الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين اتفاقا لحفظ ماء الوجه مع اسرائيل
وجيرانها العرب على ميثاق عمل مشترك لمكافحة الارهاب في ختام قمة فاترة
تغيب عنها معظم الزعماء العرب..
وتبنت
الدول الخمس والثلاثون برنامج عمل لمدة خمس سنوات يمدد شراكة اقتصادية
وسياسية وثقافية بدأت قبل عشر سنوات لتشمل مجالي الامن ومكافحة الهجرة
غير المشروعة..
بيد
أن أول قمة اورومتوسطية فشلت في الاتفاق على بيان يعكس رؤية مشتركة
بسبب خلافات تتعلق بقضية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني التي اثبتت انها
قضية عسيرة مثلما كانت في المؤتمر الوزاري الاول عام 1995..
وبعد
يومين من التنازع تخلى الزعماء عن محاولات للاتفاق على تعريف محدد
للارهاب تاركين القضية للامم المتحدة بيد انهم ادانوا الارهاب "دون قيد
ولا شرط" وتعهدوا بزيادة التعاون لمكافحته..
وقال
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي شارك في رئاسة القمة التي
استمرت يومين في مؤتمر صحفي "إنه اقوى بيان يمكن التوصل اليه بشأن
العزم الموحد على محاربة الارهاب بكل اشكاله.".
ولم
يكن على منصة المؤتمر الصحفي أي من الشركاء العشرة المتوسطيين..
وحذفت
التسوية النهائية كلا من اصرار الاتحاد الاوروبي على ضرورة عدم التعلل
بتحديد المصير لتبرير الارهاب ومطلب العرب ادراج الحق في مقاومة
الاحتلال الاجنبي..
وقال
الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لرويترز إن النتيجة
"ايجابية للغاية". وقال إن عدم مشاركة معظم القادة العرب يرجع لاسباب
داخلية او مشكلات صحية و "ليس موجها ضد اسبانيا أو ضد أوروبا.".
وأكد
برنامج العمل مجددا على الهدف الذي لم ينجز والمتمثل في اقامة منطقة
للتجارة الحرة بحلول عام 2010 وألزم الاتحاد الاوروبي بزيادة فتح
أسواقه أمام المنتجات والخدمات الزراعية من الشركاء المتوسطيين
بالاضافة إلى البضائع الصناعية..
ولفت
بلير النظر إلى أن البيان الزم الشركاء المتوسطيين - وهم الجزائر ومصر
واسرائيل والاردن ولبنان والمغرب والسلطة الفلسطينية وسوريا وتونس
وتركيا - على توسيع نطاق التعددية السياسية وحقوق المرأة وإجراء
انتخابات حرة ونزيهة..
وكانت
تعهدات مماثلة تمثل معلما ثابتا من معالم البيانات الصادرة عن مجموعة
الاورومتوسطية على مدى السنوات العشر الماضية بيد انها لم تحقق تغيرا
ملموسا في الدول العربية لعدة اسباب منها ان الاتحاد الاوروبي لا
يستطيع بدون توفير العضوية ان يحظى بنفس التأثير الكبير الذي يمارسه في
شرق أوروبا..
وانفق
الاتحاد الاوروبي 20 مليار يورو على المنطقة خلال عشر سنوات ويقدم
مليار يورو سنويا على هيئة منح وملياري يورو على هيئة قروض لكن مسؤولين
اعترفوا بان النتائج جاءت مخيبة للامال..
وشارك
جميع زعماء الاتحاد الاوروبي تقريبا في قمة برشلونة في حين لم يوفد سوى
اثنين فقط من الشركاء المتوسطين كبار قادتهما وهما تركيا المرشحة
لعضوية الاتحاد الاوروبي والسلطة الفلسطينية التي تعتمد على المساعدات
المالية الاوروبية..
وتغيب
زعماء لهم ثقل سياسي اقليمي مثل الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس
الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.
وادى هذا إلى تقويض مكانة اجتماع كانت الخلافات الكبيرة بشأن الصراع
العربي الاسرائيلي أهم ما يميزه..
واثار
قرار بريطانيا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي دعوة وزير الخارجية
العراقي للمشاركة كمراقب توترات قديمة تتعلق بالغزو الذي قادته
الولايات المتحدة للعراق والذي عارضه الكثير من الدول الاوروبية
والمتوسطية..
لكن
النقاش تركز بصفة رئيسية حول الارهاب وهى القضية التي عبر فيها وزير
الخارجية السوري فاروق الشرع عن موقف معظم الدول العربية المتمثل في
عدم الاستعداد لادانة اي اعمال عنف يقوم بها نشطاء فلسطينيون ولبنانيون
ضد اسرائيل..
وابلغ
الشرع القمة أن "النجاح في مواجهة الارهاب على الصعيدين الاقليمي
والدولي مرهون بمعالجة اسبابه الاصلية والتأكيد على حق الشعوب الواقعة
تحت الاحتلال الاجنبي في المقاومة.".
كما
ابلغ الشرع المؤتمر ان سوريا ملتزمة بالمساعدة في تحقيق للامم المتحدة
لكشف الحقيقة فيما وصفه "بجريمة اغتيال" رئيس الوزراء اللبناني الاسبق
رفيق الحريري قائلا ان من شأن ذلك ان يخدم مصالح سوريا ولبنان على حد
سواء. وعقد الشرع اجتماعا خاصا مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة
على هامش اعمال القمة..
وسعت
اسبانيا التي شاركت في استضافة القمة مع بريطانيا الرئيس الحالي
للاتحاد الاوروبي من اجل زيادة تعهدات الاتحاد لدول شمال افريقيا.
وتعتقد مدريد ان المزيد من الرخاء في افريقيا سيساعد على منع تدفق
اللاجئين غير الشرعيين الذين يحاولون الوصول بشتى السبل الى اوروبا
الغنية وعلى مواجهة المعتقدات المتطرفة التي تغذي الارهاب..
هذا
واتفق زعماء ووزراء يمثلون دول الاتحاد الاوروبي الخمس والعشرين وعشر
شركاء متوسطيين يوم الاثنين في ختام قمة استمرت يومين على برنامج عمل
لمدة خمس سنوات يهدف الى تنشيط شراكتهم التي بدأت قبل عشر سنوات..
وتشمل
العناصر الاساسية للبرنامج ما يلي...
الشراكة السياسية والامنية.
-
تواصل الدول الاعضاء العمل سويا من اجل التوصل الى تسوية عادلة وشاملة
ودائمة للصراع العربي الاسرائيلي..
- بذل
الجهد لتوسيع نطاق التعددية السياسية والمشاركة من قبل المواطنين لا
سيما النساء والشباب من خلال توفير مناخ سياسي عادل وتنافسي يتضمن
اجراء انتخابات حرة ونزيهة..
-
السعي لزيادة مشاركة المرأة في صنع القرار وضمان حرية التعبير
والتجمعات..
التنمية المستدامة والاصلاح.
-
وافقت الاطراف على محاولة توفير مناخ تجاري افضل بتقليص العوائق
التنظيمية والادارية وتيسير حصول القطاع الخاص على قروض مصرفية..
-
تعهدوا بوضع وتنفيذ خارطة طريق من اجل اقامة منطقة للتجارة الحرة بحلول
عام 2010 تشمل تحرير التجارة تدريجيا في الزراعة "مع امكانية تحديد عدد
من الاستثناءات المختارة" وفي الخدمات..
التعليم والتبادل الثقافي.
-
يهدف الشركاء الى تخفيض نسبة الامية بين الاناث والذكور والاطفال الى
النصف بحلول عام 2010 وضمان المساواة في التعليم بين الفتيات والذكور
في كافة المستويات بحلول عام 2015 وضمان ان يتم كل الاطفال مرحلة
التعليم الابتدائي على الاقل بحلول عام 2015..
الهجرة والتكامل الاجتماعي والعدالة والامن.
-
سيعمل الشركاء على تشجيع فرص الهجرة المشروعة مع الحد بشدة من مستويات
الهجرة غير المشروعة وتهريب البشر وتعزيز التعاون القضائي..
-
اتفق الشركاء على عقد اجتماع على المستوى الوزاري بشأن الهجرة ورحبوا
بخطة لعقد مؤتمر للدول الاوروبية والافريقية بشأن الهجرة. |
