مؤتمر للامم المتحدة حول ارتفاع درجة حرارة الارض والاحتباس الحراري

يحاول مؤتمر للامم المتحدة يفتتح اعماله في كندا يوم الاثنين تكثيف الجهود في معركة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق جذب الولايات المتحدة ودول نامية للدخول في اتفاقيات تتزعمها الامم المتحدة تتجاوز عام 2012.

ويحضر نحو عشرة الاف مندوب من 189 حكومة وجماعة ضغط بيئية ومؤسسة اعمال المباحثات التي تستمر من 28 نوفمبر تشرين الثاني الى التاسع من ديسمبر كانون الاول والمخصصة للبدء في تحديد ما يجب فعله بعد انتهاء المرحلة الاولي من اتفاق كيوتو التابع للامم المتحدة في عام 2012.

وقال وزير البيئة الكندي ستيفان ديون "لا يوجد امامنا من خيار اخر" سوى التحرك في اشارة الى معركة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي يتسبب بها البشر والتي قد تؤدي الى المزيد من الاعاصير والفيضانات كما قد ترفع من منسوب مياه البحار بنسبة تقترب من المتر بحلول عام 2100.

وقال عشية المباحثات ان التغيير في المناخ "هو اسوأ المخاطر التي يواجهها العالم من المنظور البيئي... (الاحتباس الحراري) يعرض علاقتنا بكوكب الارض للمخاطر."

ولكن العالم ما زال منقسما للغاية بشأن ما يجب فعله.

ورفضت كل من الولايات المتحدة أكبر متسبب في تلويث البيئة في العالم واستراليا بروتوكول كيوتو الذي اتفقت بموجبه 40 دولة صناعية على خفض الانبعاثات الغازية بنسبة 5.2 بالمئة بحلول الفترة ما بين 2008-2012 عما كانت عليه عام 1990.

وسبق ان قال الرئيس الامريكي جورج بوش ان كيوتو ستحد من الوظائف في الولايات المتحدة وستستبعد الدول النامية باسلوب غير منصف.

ويركز بوش على تقنيات جديدة وليس على اساليب كيوتو.

ولكن عدة دول وانصار الحفاظ على البيئة يقولون ان هناك حاجة لاتخاذ خطوات اكثر صرامة منها بدء مباحثات بخصوص اشراك دول نامية مثل الصين والهند في الحد من تزايد الانبعاثات الغازية.

وفي عام 1990 بدأت اكثر عشر سنوات مرتفعة الحرارة منذ الستينيات من القرن التاسع عشر ويلقي معظم العلماء باللائمة فيما يتعلق بارتفاع درجة حرارة الارض على تراكم غازات الاحتباس الحراري المؤلفة اساسا من غاز ثاني اكسيد الكربون المنبعث من حرق الوقود الحفري في محطات الطاقة والمصانع والسيارات.

وقالت جنيفر مورجان خبيرة سياسة المناخ في جماعة الصندوق العالمي لصون الطبيعة المعنية بشؤون البيئة "اعتقد اننا يجب ان نتفق على ما سيحدث بعد كيوتو عام 2008."

وسيفتتح الاجتماع يوم الاثنين بمراسم احتفالية ودعوات لتوفير طرق لكسر الجمود. ومن المقرر ان ينتخب ديون رئيسا للمؤتمر. ولكن ديون سيبقى رئيسا لمباحثات مونتريال.

ويضم الاجتماع الدول التي صدقت على اتفاق كيوتو وعددها 156 دولة ويضم اجمالا 189 دولة منها الولايات المتحدة التي تؤيد مؤتمر مناخ الامم المتحدة الاكثر اتساعا.

ويسعى الاجتماع لاعادة تأكيد تفاصيل قوانين كيوتو ومنها فرض غرامات عدم الالتزام بالاضافة التي وضع خطة لجذب الاستثمارات في مشروعات بالطاقة النظيفة في دول نامية.

وفي ظل اتفاقية كيوتو تعهدت كندا بخفض نسبة انبعاثات الغازات لعام 1990 بواقع ستة بالمئة بحلول عام 2010. وتشير بيانات اخيرة للامم المتحدة الى ان الانبعاثات في عام 2003 تزيد في الواقع بنسبة 25 بالمئة تقريبا عما كانت عليه في عام 1990.

ومن المتوقع ان تتصاعد الانبعاثات فيما تطور مكامن نفطية ضخمة في الرمال في الغرب اذ تؤدي عملية تحويل القطران وسط الرمال الى نفط خام الى انبعاث كميات كبيرة من ثاني اكسيد الكربون.

ومما يزيد من حرج الحكومة الكندية ان مؤتمر مونتريال يفتتح فيما يتوقع ان تخسر الادارة الليبرالية لرئيس الوزراء بول مارتن اقتراعا بسحب الثقة مساء الاثنين اذ تشوب سمعتها الفضائح ومن المرجح ان يعلن مارتين يوم الثلاثاء عن اجراء انتخابات في يناير كانون الثاني.

ويخشى نشطاء الدفاع عن البيئة ان تفوز المعارضة المحافظة بالانتخابات وهي موالية لقطاع الاعمال وتقول ان اتفاقية كيوتو معيبة الى حد كبير.

ويعزز تطوير مكامن النفط الرملية في اقليم البرتا موقف كندا المربح كأكبر مورد للطاقة للولايات المتحدة وهي حقيقة يقول منتقدون انها تكشف ما يصفونه بنفاق الحكومة الليبرالية.

وكتبت ليندا ديبل في صحيفة تورونتو ستار اوسع الصحف الكندية انتشارا "لا يتعلق اداء كندا الضعيف بفشل اوتاوا في القيام بعمل مجد للحد من انبعاثات الغازات. يتعلق بتواطؤ كندا النشط في سياسة تزيد الانبعاثات كثيرا."

ويؤكد وزير البيئة ستيفان ديون ان كندا جادة في خفض الانبعاثات ويشير الى خطة اخيرة تتكلف عشرة مليارات دولار كندي (8.5 مليار دولار امريكي) لتحقيق أهداف كيوتو.

وحين سألته رويترز عما اذا كانت تنمية مكامن النفط الرملية تعني ان كندا تعاني من مشكلة مصداقية في هذا الصدد اجاب محتدا "لن تقول اي دولة.. اذا كان لدينا هذه المكامن النفطية الرملية سنتركه (النفط) في الرمال.. انهم يعلمون ذلك. ليسوا منافقين."

واضاف "لن يمنع وزير بيئة على وجه الارض استغلال هذا النفط. كما يتيح لكندا تحقيق فائض لتمول خطتي (لمواجهة) التغيرات المناخية."

وبعد الحاح في سؤاله عن عجز كندا عن تنفيذ اهداف كيوتو اجاب "لسنا وحدنا".

والحقيقة ان كندا صدقت على اتفاقية كيوتو في عام 1997 ولكنها لم تبذل جهودا تذكر لتحقيق الاهداف. وفي عام 2001 تقدمت الحكومة بخطة ولكنها تعتمد على ابتكارات تكنولوجية لم تتحقق بعد.

كما ضخت كندا المزيد من الاموال في قطاع النقل العام ونشرت اعلانات لاقناع السكان بخفض استخدام السيارات وترشيد الطاقة. كما وعدت بالاستثمار في عدة تقنيات لمكافحة التغيرات المناخية ومن بينها جهود لتخزين انبعاثات ثاني اكسيد الكربون تحت الارض.

وطرحت خطة معدلة تتكلف عشرة مليارات دولار كندي في ابريل نيسان الا ان اوتاوا لم تحدد بعد الاعباء التي تتحملها صناعة النفط ذات النفوذ. لذا ستستمر الزيادة في الانبعاثات وفيما يثور الجدل ترتفع درجات الحرارة كثيرا في بعض المناطق بكندا.

وابلغ السكان الاصليين من الانويت في القطب الشمالي انهم يرون لاول مرة طائر السنونو والبجع وان الغطاء الجليدي بدأ ينكمش بسرعة كبيرة حتى ان المحيط القطبي الشمالي سيخلو من الجليد في صيف عام 2050.

وتعاني كولومبيا البريطانية اكبر اقليم منتج للخشب في كندا من مرض خنفسة شجرة الصنوبر الجبلية المدمر اذ زاد اعداد الحشرة الصغيرة في السنوات الاخيرة بسبب الدفء غير العادي فى فصل الشتاء.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء  29/تشرين الثاني/2005 -  26/شوال/1426