تغيرات المناخ تسيطر على عقول الاجيال القادمة

حين يجتمع ساسة من جميع انحاء العالم الاسبوع المقبل للحديث عن التغيرات المناخية سيكون الشبان الذين سيتحملون عواقب تحركهم من عدمه على مقربة ومستعدين لابداء رأيهم.

ويسافر شبان من اماكن مختلفة مثل الصين والهند والبرازيل الى مونتريال بكندا للمشاركة في منتدى (ما بعد كيوتو ..القمة العالمية للشبان) والتي تعقد على مقربة من قمة تعقد تحت رعاية الامم المتحدة بشأن التغيرات المناخية.

وقال بيلي باريش (24 عاما) منسق تحالف انيرجي اكشين الذي يضم 30 منظمة بيئية وللعدالة الاجتماعية في امريكا الشمالية "اعتقد ان قضية ارتفاع درجة حرارة الارض اخطر قضية تهدد مستقبل جيلنا."

وترك باريش الجامعة ليكرس وقته للبيئة وقام بمساعدة فريق دولي من الشبان يضم نحو مئة شاب من 26 دولة بصياغة بيان يقدم لمؤتمر الامم المتحدة وقال "اعتقد انه ستكون هناك دعوة قوية لعمل فوري. ساوضح اننا من سيعايش تبعات القرارات التي يتخذونها".

واسست انيرجي اكشين موقعا على الانترنت ترسل اليه موضوعات وصور وتسجيلات فيديو من مونتريال وعنوانه www.itsgettinghotinhere.org.

وابان الحرب الباردة كانت المخاوف بشان الاسلحة النووية هي الدافع لانخراط الشبان في العمل السياسي في الدول الغربية في اغلب الاحيان. ومع انهيار الاتحاد السوفيتي حلت المخاوف من تغير المناح محل "القنبلة" لتصبح الهاجس الرئيسي.

ولا يذكر خي جانج (24 عاما) الطالب في جامعة بكين في الصين المظاهرات المناهضة للقنابل النووية ابان الحرب الباردة كثيرا ولكنه سيكون في مونتريال لبحث ما يعتبره الكثير من نظرائه اكبر تهديد لجيلهم.

وعلى النقيض من خطر الدمار السريع الذي تسببه قنبلة نووية فان الخطر الماثل اليوم يتفاقم ببطء.

ويقول الطالب الصيني "لا يعني ذلك انه يمكننا الانتظار حتي يتحركوا مثلما لا يمكن لمريض السرطان تاجيل الامتناع عن التدخين."

وكتب لرويترز عن طريق البريد الالكتروني "تشعر بضرورة التحرك. ارجو ان اصبح (مبعوثا) للشباب الصيني للتغيرات المناخية."

ويقول كثير من العلماء ان تراكم انبعاثات الغاز من احتراق الوقود الحفري قد يكون له تأثير كارثي على المناخ نتيجة ارتفاع دراجات الحرارة وربما يؤدي الى المزيد من الاعاصير والتصحر وارتفاع مستوى البحار.

ويبحث مندوبون من حوالي 190 دولة يجتمعون في مونتريال التوسع في حملة الامم المتحدة لمواجهة ارتفاع درجات حرارة الارض لتشمل دولا نامية مثل الصين والهند ودولا لم توقع على الاتفاقية مثل الولايات المتحدة واستراليا.

وفي ظل بروتوكول كيوتو وافقت نحو 40 دولة غنية على خفض انبعاثات الغازات التي تحبس الحرارة الناجمة عن احراق الوقود الحفري في محطات الطاقة والمصانع والسيارات بنسبة 5.2 بالمئة دون مستوياته في عام 1990 وذلك في الفترة مابين 2008 و2012.

ويقول النشطاء من الشبان ان التحدي الاكبر هو اقناع الولايات المتحدة اكبر مستهلك للطاقة التي تسبب انبعاثات ملوثة للبيئة باحترام اهداف ملزمة بينما تتيح للدول الافقر بالتوسع في اقتصادياتها دون بذل تضحيات اولية.

وفي عام 2001 رفض الرئيس الامريكي جورج بوش اتفاقية كيوتو وقال انها اخطأت باستبعاد الدول النامية قبل عام 2012 مما يضر بالاقتصاد الامريكي.

ويفضل بوش اتفاقيات غير ملزمة ويعمل مع استراليا واربع دول اسيوية من بينها الصين لبحث سبل خفض الانبعاثات دون الاضرار بالتنمية الاقتصادية.

غير ان بعض الجماعات البيئية الشابة وبعض حكومات المدن والولايات الامريكية نأت بنفسها عن خطط بوش وقال ان الوسيلة المثلي لخفض الانبعاثات تتمثل في وضع اهداف محددة.

وقال كافيتا سينج (25 عاما) الذي يمثل الشباب الهندي في مونتريال في رد على اسئلة رويترز عن طريق البريد الالكتروني "الاتفاقيات الملزمة قانونا اكثر الوسائل فعالية لخفض الانبعاثات الغازية."

ولم ينتظر الطالب ناثان ويث من نيوريورك (20 عاما) تحرك الساسة واخذ على عاتقه شرح مزايا الطاقة النظيفة لمجموعة معظم افرادها اكبر منه سنا.

وقال ويث انه ينبغي على الساسة تنحية خلافاتهم الايديولوجية جانبا وتشجيع التكنولوجيا الموجودة لتوليد الطاقة من الرياح والشمس لتحل محل النفط والفحم.

واذا فكرت الوفود الرسمية في تجاهل اراء اناس مثل ويث فسوف تذكرهم بها لفافة يتسلمونها عند وصولهم للترحيب بهم تتضمن رسومات لاطفال المدارس تشرح وسائل حماية الارض. واعد اطفال من دول مثل بوركينا فاسو والمكسيك والبرازيل والصين حوالي ثلاثة الاف لوحة.

ويقول ويث "يتزايد وضوح مخاطر عدم التحرك على صحتنا وبيئتنا وامننا ورخاءنا."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين  28/تشرين الثاني/2005 -  25/شوال/1426