معوقات استخدام التكنولوجيا الحديثة في العراق

أصبح مكتب للتنسيق الامريكي العراقي الواقع الى الشمال من بغداد الذي زود حديثا بأحدث معدات للاتصالات مستعدا للاتصال بمكاتب مماثلة في كل أنحاء البلاد بضغطة زر واحدة.

ولكن المتعاقد الامريكي الذي ركب شبكة الاتصالات عاد بعد عدة أيام ليجد أن المسئولين العراقيين غطوا المعدات الجديدة تماما بأغطية بلاستيكية ولم يمسوها خشية التعامل معها بطريقة غير صحيحة وإتلافها.

قال جيمس وهو المتعاقد الذي استعان به الجيش الامريكي لاقامة مكتب التنسيق والذي رفض أن يذكر اسمه كاملا "ظللت أحاول الاتصال بهم وشعرت بالحيرة لعدم قدرتي على الوصول اليهم... كانوا خائفين من افسادها."

وفي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة ادخال أجهزة اتصالات أكثر تقدما إلى الجيش والشرطة العراقيين وهي أداة ضرورية في محاربة المسلحين تجد أن أحدث صيحة في عالم التكنولوجيا من كل أنحاء العالم تتعطل بسبب البيروقراطية في العراق وبعض السلوكيات بين العراقيين.

ويمثل التوصيل بين مراكز التنسيق الامريكية العراقية المشتركة عبر شبكة خاصة آمنة جزءا من مساع أوسع نطاقا تقوم بها الولايات المتحدة لجعل المسئولين في كل أنحاء العراق يحصلون على المعلومات الامنية وغيرها من المعلومات الضرورية سريعا وبشكل سري.

ومنذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس آذار 2003 كانت المراكز تتصل عبر أجهزة لاسلكية متهالكة أو من خلال التحدث عبر الانترنت وكانوا يستخدمون خدمة ياهو للبريد الالكتروني لتبادل التقارير.

وتحتاج المراكز إلى طريقة يمكن الاعتماد عليها بصورة أكبر لتبادل المعلومات ولكن كما اكتشف ذلك المتعاقد الامريكي فان المسألة ليست مجرد تركيب أحدث تكنولوجيا وتسليم كتيبات التشغيل.

وقال فيما كانت مجموعة من سيارات هامفي تقترب لمرافقته إلى مركز يحتاج إلى المساعدة في استخدام الانترنت "أعتقد أن الامر بالنسبة لهم يشبه الانتقال من الحبو إلى العدو مباشرة."

وذكر المتعاقد أنه في احدى المرات قدم قائمة تضم 200 من أرقام الهواتف الضرورية الى مسؤول في أحد المراكز وتوقع أن تنشر في كل المركز حتى يمكن لجميع العاملين الاستفادة من تلك الارقام.

ولكن المسؤول احتفظ بالقائمة لنفسه في محاولة فيما يبدو للاحتفاظ بقدر ولو ضئيل من السلطة لنفسه يمكنه من خلالها التحكم في باقي العاملين.

ويمثل تدريب العاملين تحديا آخر. درب جيمس بعض العاملين في أحد المراكز ولكنه قال إنهم لم ينقلوا تلك المعلومات إلى باقي العاملين.

وفي جلسة تدريب أقيمت بمركز غير مزود بأي تجهيزات في بلدة خان بني سعد الصغيرة إلى الشمال من بغداد يوم الاربعاء كان من الواضح أن أمام المسؤولين العراقيين مهمة مضنية قادمة تتمثل في التعلم.

وتجمع ستة منهم حول جهاز كمبيوتر جديد حاملين معهم أوراقا لتدوين الملحوظات في الوقت الذي حاول فيه المتعاقد الامريكي شرح كيفية استخدام شبكة خاصة جديدة عبر مترجم.

وكان أحد العاملين العراقيين يضغط مرارا وتكرارا على أيقونة بغضب شديد لفتح البرنامج في حين حاول آخرون جاهدين كتابة رسالة بريد الكتروني. وهكذا بدأ الشرح مرة أخرى من الصفر.

وقال جيمس شارحا للعاملين هناك فيما كان العراقيون يومئون برؤوسهم "موضوع رسالة البريد الالكتروني يجب أن يقدم فكرة عن باقي الرسالة... يجب أن يكون قصيرا ودالا."

وأضاف ان الرسائل التي يبدو وكأنها تحتوي على معلومات حساسة لابد من توصيلها على الفور الى رئيس المركز والرسائل التي تبدو لا ضرر منها القادمة من النجف أو الموصل يجب أن تحذف.

وبالرغم من قلة المعلومات المتوفرة لدى العاملين كان العقيد محسن عباس سعيدا بهذه المعدات الجديدة والمساعدة السحرية التي تنبيء بتقديمها.

وقال عباس الذي تلقى جلسة تعليمية خاصة به وحده لاحقا "في وقت سابق كان لديهم أجهزة كمبيوتر قديمة وكانت هناك مشكلة أخرى هي أن بعض الرجال لا يعلمون كيفية تشغيل تلك الاجهزة... هذا الكمبيوتر الجديد مذهل بالنسبة لي."

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة  25/تشرين الثاني/2005 -  22/شوال/1426