الامام الحسين وبريطانيا .. رؤية من أروقة وزارة الخارجية

نضير الخزرجي

 قد يكون العنوان غريبا على الاذهان المسلمة، وأكثر غرابة على الاذهان التي تقف بالضد من الشعائر الحسينية بعضها او كلها، ولكنه ليس ببعيد عن تفهمه اذا ما ادركنا المدى الذي اخذه سيد شباب اهل الجنة وسبط الرسول الاعظم محمد (ص) في الخافقين وفي مشارق الارض ومغاربها، وقد لا يعلم اكثرنا ان في وسط العاصمة لندن في حي لندن سيتي (London City) شارع باسم كربلاء (Kerbela Street)  في منطقة تعج بالجاليات البنغالية والتركية والمسلمة.

اما مربط الفرس في هذه المقدمة الصغيرة، هي عبارة قصيرة لكنها تحمل معان كثيرة سمعتها من كبير الدبلوماسيين البريطانيين السيد غروم توماس (Graeme Thomas)   مستشار وزير الخارجية البريطاني جاك سترو للشرق الأوسط ورئيس لجنة العلاقات الخارجية، جمعتنا به مناسبة عيد الفطر المبارك التي اعتادت الحكومة البريطانية الاحتفال به منذ سنوات مع الجاليات المسلمة في المملكة المتحدة، كان الدبلوماسي يتحدث، في حلقة من حلقات التعارف، ضمتني وسماحة السيد سعيد الخلخالي ممثل مؤسسة الامام علي (ع) في لندن، والاخصائي الدكتور علاء الحسيني أمين عام التعبئة الشعبية العراقية في لندن، عن عمله الديبلوماسي في الدول العربية والاسلامية، وقال انه زار النجف الاشرف، وعندما تحدث عن زيارة له لعدد من المدن الايرانية حتى وصوله الى مدينة كرمنشاه القريبة من الحدود مع العراق قال له الدكتور علاء الحسيني مازحا: ها انت قد اقتربت من الحدود فلماذا لم تذهب الى العراق هذه المرة وزيارة مدينة كربلاء المقدسة؟

فأجاب السيد غروم توماس بلباقة دبلوماسية تنم عن معرفة بشخصية الامام الحسين (ع): (You can visit Imam Hussain from any where)، اي: انك تستطيع ان تزور الامام الحسين من اي مكان.

بالطبع فان المسؤول البريطاني ليس بمسلم، لكن الاجابة على قصر كلماتها تنبيك عن مدى معرفة الدبلوماسية البريطانية بالشخصيات الاسلامية التي تركت اثرا كبيرا على حياة البشرية، فما عاد الامام الحسين مقتصرة معرفته على المسلمين من شيعة اهل البيت عليهم السلام ولا على غيرهم من المسلمين، فهو كجده النبي محمد الخاتم، رحمة للعالمين كافة، وصدق رسول الله حينما قال في حقه: (ان الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام خير ويمن وعز وفخر وبحر علم وذخر).

مشاهدات: بدأ وزير الخارجية البريطاني جاك سترو كلمته في الاحتفال الذي عقد هذا العام في مقر وزارة الخارجية البريطانية، يوم الثلاثاء (22/11/2005)، بالقاء تحية الاسلام باللغة العربية وختمها بمباركة المسلمين بالعيد بالطريقة نفسها، واشاد في كلمته بتلاحم المسلمين في بريطانيا عندما تعرضت كشمير الى زلزال كبير ايام عيد الفطر وتسارعهم الى تقديم العون لباكستان والهند، ولم ينس ان يذكرهم بما قدمته بريطانيا من مساعدات الى ضحايا الزلزال في البلدين. وأثنى على عزم القيادات الدينية الاسلامية في بريطانيا لمحاربة الارهاب، وتثقيف الامة بذلك، بخاصة موقفها من احداث التفجيرات في لندن في السابع من يوليو- تموز العام 2005 الجاري، واستنكارها لاي عمل تخريبي يريد تفتيت الوحدة الاجتماعية وتشويه صورة التنوع الثقافي والديني والاثني التي تشتهر بها المملكة المتحدة.

  حلقات: اقتصار احتفال هذا العام على كلمة واحدة لوزير الخارجية البريطاني خلاف العام الماضي الذي عقد في مجلس النواب البريطاني وتخللته تلاوة للقران الكريم وكلمات لوزير الداخلية ورئيس الوزراء وممثلي الاحزاب البريطانية الرئيسة الثلاث وشخصيات اسلامية عدة، اتاح للحضور فرصة الحديث اكثر ومد جسور التعارف بين المؤسسات الاسلامية الكثيرة من السنة والشيعة، والالتقاء بالمسؤولين البريطانيين مباشرة وتقديم رسائل خاصة الى الحكومة البريطانية عبرهم.

   مؤسسات: كثيرة هي المؤسسات الاسلامية الدينية والاجتماعية والاعلامية التي حضرت الاحتفال، منها: مؤسسة الامام الخوئي الخيرية، المجلس الاسلامي البريطاني، مؤسسة الامام علي (ع)، النواب المسلمون في مجلسي العموم واللوردات، مؤسسة مسلم نيوز الاعلامية، مؤسسة أهل البيت العالمية، مؤسسة قناة الاسلام، الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية، التعبئة الشعبية العراقية، الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق، الرأي الآخر للدراسات، المنبر الدولي للحوار الاسلامي، مؤسسة الأبرار الاسلامية، وجمعية الكندي للمهندسين العراقيين، اضافة الى سياسيين واعلاميين من جنسيات عربية واسلامية مختلفة.

الرأي الآخر للدراسات – لندن

alrayalakhar@yahoo.co.uk

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 24/تشرين الثاني/2005 -  21/شوال/1426