الادلة على سخونة الارض تتزايد في القطب الشمالي

تعد الحياة قاسية في غابات التندرا في الدائرة القطبية حيث تعيش انا براكوفا. ولكنها يمكن ان تصبح أكثر صعوبة عندما لا تسقط الثلوج.

خلال السنوات الاخيرة لم تسقط الثلوج كما هو معتاد في أجزاء كبيرة من الارض القاحلة التي ترقشها أشجار البتولا والصنوبر.

وقالت براكوفا التي تقود مجموعة تمثل السكان المحليين في روسيا والدول الاسكندنافية في يوم خلا من الثلوج في هارستاد وهي ميناء نرويجي يقطنه نحو 15 الف شخص "اننا نمر بواقع تغير الطقس".

ويقول الخبراء ان الادلة على ان البشر يرفعون درجة حرارة الكون تتزايد وتتراوح بين تقلص الجليد في القطب الشمالي وسخونة المحيط الهندي.

ويقولون ان الهيئة العلمية التي تقدم المشورة للامم المتحدة من المرجح ان تصدر انذارات أكثر شدة في تقريرها التالي في عام 2007 بان انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من محطات الطاقة والمصانع والسيارات تؤدي الى اضطراب الطقس.

وقد يضيف الاقتناع المتزايد بين الخبراء الى الضغوط على الحكومات التي ستلتقي لاجراء محادثات بشأن الطقس من 28 نوفمبر تشرين الاول الى التاسع من ديسمبر كانون الاول في مونتريال لكي تفعل المزيد بشأن مشكلة يمكن ان تكلف تريليونات الدولارات لحلها خلال العقود المقبلة.

وقال بول برسترود رئيس مركز أبحاث الطقس والبيئة الدولي في اوسلو "هناك ادلة متزايدة على ان هناك عنصرا بشريا يؤثر على الطقس."

وسيناقش عشرة آلاف موفد في محادثات مونتريال كيفية مكافحة تغير الطقس ولا سيما بعد 2012 عندما ينتهي اتفاق كيوتو حول الحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري.

وبراكوفا قلقة أكثر بشأن ما يحدث الان.

وقالت ان حيوان الرنة الذي يرعاه تقليديا شعب سامي الذي يعيش في روسيا وفنلندا والسويد والنرويج معرض للخطر عندما لا تسقط الثلوج.

وقالت براكوفا وهي من شعب "سامي" في روسيا "الثلوج باردة بالنسبة لنا ولكنها بالنسبة للرنة فراش شتوي ناعم." كذلك يجعل عدم وجود الثلوج من الصعب على الرنة ان تعيش على نباتات الحزاز لان هذه النباتات يمكن ان تغطيها الثلوج الحادة التي تجرح خطمها الناعم.

في سبتمبر ايلول تقلص الثلج القطبي الى أصغر احجامه خلال قرن على الاقل وفقا لقياسات من قبل ادارة الطيران والفضاء (ناسا) والمركز القومي لبيانات الثلوج والجليد.

وحول هارستاد ساعد الشتاء الاقل بردا بعض الحشرات على الانتعاش مثل الخنافس والديدان التي تدمر غابات القطب الشمالي. وفي شمال روسيا لوحظت الضفادع مرارا في غابات التندرا وحتى بعض الطيور لم تتردد ف الهجرة الى هناك.

وكان مسح أجري هذا العام على يد معهد سكريبز الامريكي لدراسة المحيطات ويظهر دفء المحيطات الهادي والاطلسي والهندي خلال العقود الاخيرة من بين اقوى الادلة على ان الانشطة البشرية مسؤولة.

واستنتجت الهيئة الحكومية بشأن تغير الطقس المكونة من علماء يقدمون المشورة للامم المتحدة في تقريرها الاخير في عام 2001 ان "هناك دليلا جديدا وأقوي على ان اكثر السخونة التي لوحظت خلال الخمسين عاما الاخيرة تعزى لانشطة انسانية."

وغالبية الابحاث منذ عام 2001 قللت من اهمية النظريات التي تقول بان التغير في قوة الشمس والغبار البركاني او السخونة من المدن هي الاساس التي يجب ان يوجه اليه اللوم لارتفاع درجة الحرارة وليس انبعاثات ثاني اكسيد الكربون من الوقود الاحفوري المحترق.

ويقول ألبرت كلاين تانك من معهد الارصاد الجوية الملكي في هولندا "استنادا الى الابحاث الجديدة المتوافرة بالفعل في المجلات يمكننا ان نقول ان هناك دليلا قويا حول تأثير الانسان." وتانك من بين العلماء الذين يعملون على اصدار تقرير الهيئة الحكومية التالي عن تغير الطقس في عام 2007.

ولكن لازال هناك شك كبير بشأن تأثير السخونة. وتقول الهيئة الحكومية بشأن تغير الطقس ان تغير الطقس قد يأتي بالاعاصير الاكثر قوة وموجات الحر وحالات الجفاف ويرفع مستوى البحر بحوالي المتر بحلول عام 2100.

ويقول علماء اخرون ان البشر سيكونون قادرين على التكيف قائلين ان نماذج الهيئة الحكومية بشأن تغير الطقس قد تكون خاطئة. ويشيرون على سبيل المثال الى خلاف حول ما اذا كانت درجة الحرارة ترتفع الى اعلى ببطء اكبر في الغلاف الجوي عنه على السطح.

وقال جون كريستي وهو استاذ في جامعة الاباما في هانتسفيل "أنا لا ارى الاثار الكارثية للسخونة والتي يتنبأ بها الاخرون." وقال ان البيانات منذ عام 1979 تكشف ان درجات الحرارة ترتفع اسرع على السطح.

وقال حول تقلب الطقس "كل ما يمكنني ان اقدمه هو تخمينات...ربما مع سخونة السطح يكون لدى الغلاف الجوي القدرة على اخراج السخونة الى الفضاء بصورة لا تأخذها في الاعتبار نماذج الطقس."

ويقول خبراء البيئة ان اي اشارة الى ان البشر هم السبب في سخونة الكوكب "بما لا يدع مجالا للشك" قد تؤدي الى إثارة دعاوى قانونية ضد الدول التي لاتقوم بالكثير في هذا الجانب. وخبراء البيئة عادة ما يخصون الولايات المتحدة واستراليا باعتبارهما متقاعستين.

وهاتان الدولتان هما الدولتان الغنيتان الرئيسيتان خارج اتفاقية كيوتو التي تطالب بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 5 في المئة عن معدلات 1990 بحلول عام 2008 الى 2012. ويتعين على الدول ان تحد من استعمال الوقود الاحفوري وتتحول الى الطاقة النظيفة مثل الرياح او الطاقة الشمسية.

وانسحب الرئيس الامريكي جورج بوش من اتفاقية كيوتو في عام 2001 قائلا انها ستكون مكلفة للغاية كما انها تستثني بشكل خاطيء الدول الفقيرة من جولة اولى من التخفيضات. ويقول ان هناك حاجة للمزيد من الابحاث ويستثمر كثيرا في التكنولوجيا مثل الهيدروجين الخالي من التلوث.

وهناك دليل متزايد بان الوقت يعد هاما للغاية ولا سيما لاشخاص مثل براكوفا التي تعيش على الخط الامامي لتغير الطقس.

وقال تقرير كتبه 250 خبيرا في اواخر العام الماضي ان سخونة القطب الشمالي تبلغ ضعف سرعة بقية الكرة الارضية. ويمكن ان يدفع ذلك الدببة القطبية نحو الانقراض ويجعل المحيط الشمالي خاليا من الثلوج بحلول عام 2100.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء22/تشرين الثاني/2005 -  19/شوال/1426