رجال الدين المسلمون في اندونيسيا يشكلون فريقا لمكافحة الارهاب

قالت وسائل اعلام محلية يوم السبت ان رجال دين مسلمين في اندونيسيا شكلوا فريقا خاصا لمواجهة انتشار الافكار المتشددة بيد جماعات ارهابية تعمل باسم الاسلام.

وقالت صحيفة كومباس وهي اكبر صحيفة في البلاد ان الجماعة تضم علماء من أكبر جماعتين اسلاميتين في اكبر دولة اسلامية في العالم من حيث تعداد السكان وهما نهضة العلماء والمحمدية.

والهدف هو تثقيف الشباب المسلم والفقراء في البلاد لفهم ان نوع الاسلام الذي يستخدمه المتشددون منحرف ويتعارض مع التعاليم الاساسية للدين.

وعادة ما تقوم الجماعة الاسلامية التي ينسب اليها عدد من التفجيرات الدامية ضد اهداف غربية في البلاد بتجنيد مسلمين فقراء صغار السن مقاتلين لها.

وفي الاسبوع الماضي عرض نائب الرئيس يوسف كالا على زعماء المسلمين شريط فيديو للكلمات الاخيرة لمهاجمين انتحاريين فجروا مطاعم في بالي الشهر الماضي في محاولة لاشراك رجال الدين على نحو أكبر في المعركة ضد الارهاب.

وغالبا ما يواجه المشاركون في حملات لمكافحة الارهاب في اندونيسيا تحديات بسبب انتشار الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تريد مهاجمة الاسلام.

وقالت الشرطة ان رجال الدين المسلمين بدأوا مساعدة الضباط بعد فترة تردد للتنديد بالمتشددين الذين يستخدمون الدين ستارا لاعمالهم.

وكان شريط الفيديو بين عدة شرائط عثر عليها في الاسبوع الماضي خلال مداهمات ادت الى قتل أزهري بن حسين خبير صنع القنابل في الجماعة الاسلامية المرتبطة بالقاعدة.

وعثر على الشرائط في وسط جاوة في منزل قالت الشرطة انه كان يستأجره نور الدين ام. توب شريك ازهري الذي مازال هاربا.

بدورهم قال محللون يوم الاثنين ان خطوة الجماعات المسلمة الوسطية الاندونيسية لتشكيل فريق يحارب الأفكار المتشددة ويعمل مع الشرطة ويراجع الأعمال المتطرفة المنشورة هي خطوة ذات أهمية ولكن يجب ان يكون الأمر أكثر من مجرد خطابة.

وتم تشكيل هذا الفريق الخاص الاسبوع الماضي بعد اكتشاف تسجيلات فيديو تظهر ثلاثة مفجرين انتحاريين يسوقون الاسلام لتبرير الهجمات على مطاعم في بالي يوم الاول من اكتوبر تشرين الاول التي أسفرت عن مقتل 20 شخصا.

وهذه هي المرة الأولى التي توافق فيها الجماعات المعتدلة على لعب دور حاسم في التعامل مع الارهاب. ففي الماضي كانت الجماعات تتردد في انتقاد المتشددين أو تقول ان محاربة الارهاب هي مسؤولية الحكومة والشرطة.

وأثنى سيدني جونز مدير المجموعة الدولية لادارة الازمات في اندونيسيا وخبير في الفصائل المتطرفة في البلاد على ما قام به نائب الرئيس الاندونيسي يوسف كالا بدعوته رجال الدين للنظر في الأشرطة التي تحوي مشاهد المفجرين الانتحاريين الشبان الاسبوع الماضي.

وقال جونز "هذه خطوة جديدة حقيقية ولم نصل لهذا القدر من تدخل الحكومة من قبل في اي من الحالات التي بدأت بعد بالي" في اشارة الى تفجيرات الاندية الليلية في بالي عام 2002 التي اسفرت عن مقتل 202.

وعادة ما يُلقى باللائمة فيما يتعلق بكل هجمات القنابل في اندونيسيا خلال السنوات الاخيرة على الجماعة الاسلامية وهي شبكة محظورة ينظر اليها البعض بصفتها اليد الاقليمية لتنظيم القاعدة. وعادة ما تجند الشبكة شبان مسلمين فقراء من جزيرة جاوة لينفذوا عملياتها.

وقال جونز انه سيكون من المثير رؤية كيف يرد الفريق على مبررات المتشددين وما اذا كان الفريق سيناقش كيف واين يتم تجنيد المفجرين والآخرين.

وقال معروف أمين رئيس الفريق لراديو الشينتا ان رجال الدين يريدون طرح استراتيجية لبحث موضوع المدارس الداخلية الاسلامية المعروفة باسم (بيسانترينز) بالاضافة الى موضوعات الشبان والاعمال المنشورة.

وأشار أمين أيضا الى كتاب اصدره الامام سامودرا احد المفجرين الثلاثة الصادرة بحقهم أحكام بالاعدام بسبب تفجيرات بالي عام 2002 وقال ان الكتاب في "كل مكان" في اندونيسيا. وكتب سامودرا كتابه في السجن ويذكر به مبرراته لتفجيرات بالي.

ونقلت صحيفة جاكرتا بوست ان وزير الشؤون الدينية قال ان الفريق سيشترك في تعقب معلومات عن ارهابيين مشتبه بهم كما سيبحث عن كتب تروج للتطرف حتى يتم منعها.

ولكن لم يتضح ما اذا كان الفريق سيبحث المناهج في المدارس الداخلية الاسلامية. ووضعت المجموعة الدولية لادارة الازمات قائمة باسماء عدة مدارس يرسل اعضاء الجماعة الاسلامية اولادهم اليها واخرى درس بها بعض المفجرين المحكوم عليهم.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء22/تشرين الثاني/2005 -  19/شوال/1426