خارطة التاريخ ام خارطة الحريق

حامد الحمراني

في تمام الساعة 9/4/2003 حسب التوقيت الامريكي للعراق والشرق الاوسط الكبير جدا انتهت في بغداد اعمال  مؤتمر الوفاق الوطني العراقي للمصالحة والمصارحة والحوار والتوافق والتفاهم برعاية الجامعة العربية  والذي جاء بناءا على توصيات المؤتمر التحضيري الذي عقد في القاهرة امس الاول قبل الميلاد.. وقالت مصادر مقربة جدا جدا  ان  اعمال المؤتمر استمرت  زُهاء  الف واربعمائة سنة  تناولت الاوضاع المؤلمة للشعب العراقي المفرحة لدول النفط الكاريبي وبحضور اكثر من خمسين شخصية تمثل الكيانات والاحزاب والكتل الرئيسية المنتخبة وغير المنتخبة والمغيبة والمتغيبة والمسلحة وغير المسلحة (السلمية)..يذكر ان بعض الوفود انسحبت عندما رأت شخصيات النظام السابق في المؤتمر  الا ان آخرين استمروا بالمؤتمر بعد تفتيش ايدي هؤلاء والتأكد بان أيديهم لم تتلطخ بدماء العراقيين كانت (مغسولة بالشامبو)..

 وصرح محللون اكاديميون ان من ابرز الملاحظات على هذا المؤتمر تأخر قراءة البيان الختامي على اثر المناقشات والمداهمات والخلافات والاختلافات  على خلفية كلمة احد المشاركين  حيث وصف القوات الاجنبية في العراق الشقيق بانها صديقة عندها حدثت مشادات كلامية شفافة احيانا واحيانا اخرى بالاسلحة الثقيلة الغير شفافة انقسم خلالها المؤتمرين بين مؤيد ومعارض  حيث يرى المعارضون بان القوات الاجنبية هي قوات احتلال ولا شان لذلك بحرية الصحافة والراي والضمير والانتخابات والدستور وعلي كيمياوي ومؤسسات المجتمع المدني وعزة الدوري وشطب الديون ونادي باريس ونادي الزوراء الاولمبي والفساد الاداري والاخلاقي في حين يرى اخرون بان هذه القوات محررة وان حكومة النظام السابق كانت محتلة بفعل الاعمال الاجرامية التي ارتكبتها بحق الشعب العراقي الشقيق على الرغم من طلب رموز هذا النظام المعتقلين بلبس (العقال) التركي في محكمة جرائم صدام في الدجيل.

وبرر مُنظم المؤتمر في مؤتمر صحفي وجود بعض  علماء الاخلاق والضمير والاجتماع والتاريخ ومركز الدراسات والبحوث السايكلوجية والدمغرافية ومركز المساعدات اللوجستية للاستعانة بهم للوصول الى تعريف دقيق لكلمتي (الصديقة والمحتلة) ليتسنى من خلال  التعريف تطبيق قوانين مكافحة الارهاب الذي صدر في العراق الصديق بشكل شفاف وقانوني ومراعيا لحقوق الانسان.. وجاء في بعض التعاريف  بان الصديق من ينفعك ولا يضرك  في حين قال متشددون بان الصديق يضرك انسحابه وينفعك بقائه وقال معتدلون  بان المحتل وجوده سبب للحرب الاهلية وانسحابه سبب للحرب الوطنية  فيما قال االمؤيدون بان المحتل من يخنق حريتك ويقص لسانك ويفخخ دماغك بغض النظر عن جنسيته سواء كان عراقيا او تنزانيا او اردنيا في حين قال برغماتيون جُدد بان المحتل هو كل اجنبي وان اعطاك حريتك او سلب منك خوفك.. وقد تسربت معلومات صحفية في اليوم الاخير للمؤتمر بان رئيس الجلسة حسم الموقف وقاطع متحدث اكاديمي يريد ان يقارن بين افضلية الموت بالسكين ام خنقا بالطين وبين  ايهما اكثر ايلاما للانسان التعذيب في السجون او الافراط في اكل المعجون  وانهى رئيس الجلسة هذه المشادات الاكاديمية معتبرا اياها بالفوضى ولكنها مفيدة (على حد قوله) مستشهدا بالحديث النبوي (اختلاف أمُتي رحمه) وبدأ بقراءة البيان الختامي في جلسة مغلقة معتبرا ان المؤتمر قد نجح نجاحا باهرا وقد حقق  احلام العراقيين واوعدهم بحياة امنة هادئة مستقرة  ناظرة الى ربها ناظرة وعلى  حكامها ناقمه وعلى اطفالها وشهدائها نائحه وعلى كهربائها حاقدة  وان هذا المؤتمر بمثابة خارطة لقراءة التاريخ بشكل صحيح وليس خارطة للحريق.. وقد تسلمت صحيفتنا  معلومة مهمة مفادها بان المؤتمر دعم العملية السياسية وحث الجميع للاشتراك في الانتخابات المقبلة واعتبر ما يتمخض من الانتخابات سيؤكد على (محدش احسن من حد) وبعدها (يحلها الف حلال) قالها بلسان مصري فصيح..

hamedalhumraney@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 20/تشرين الثاني/2005 -  17/شوال/1426