استطلاع: غالبية الاردنيين تعتبر القاعدة تنظيما ارهابيا

أظهر استطلاع للرأي نشر يوم الاربعاء ان حوالي ثلثي الاردنيين تغيرت نظرتهم لتنظيم القاعدة الى السلبية عقب الهجمات التي استهدفت فنادق في عمان الاسبوع الماضي وسقط فيها أكثر من 50 قتيلا.

وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز ابسوس ستات لصحيفة الغد اليومية وشمل عينة بلغت حجمها 1014 ان 78.2 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع قالوا ان نظرتهم الشخصية الى التنظيم الذي تبنى الهجمات "سلبية جدا" بينما ذكر 12.8 بالمئة ان نظرتهم "سلبية الى حد ما" في حين قال 1.5 بالمئة ان نظرتهم "ايجابية جدا".

وقالت صحيفة الغد ان 87 بالمئة ممن استطلعت اراؤهم والذين تراوحت اعمارهم بين 18 واكثر من 45 عاما قالوا انهم يعتقدون ان القاعدة تنظيم "ارهابي".

ولم يقدم الاستطلاع أرقاما للمقارنة ولكن بينت استطلاعات أعدت في الماضي ان القاعدة تتمتع بتأييد عال بين الاردنيين.

وأعلنت الحكومة الاردنية هذا الاسبوع أسماء ثلاثة عراقيين وامرأة عراقية قالت انهم أعضاء في تنظيم القاعدة في العراق شاركوا في الهجمات الانتحارية التي استهدفت ثلاثة فنادق فخمة.

وقال مروان المعشر نائب رئيس الوزراء الاردني ان المرأة التي فشلت في تفجير نفسها هي زوجة أحد المهاجمين وأخت أحد مساعدي أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.

واثارت التفجيرات حالة من الغضب في المملكة التي يبلغ تعدادها اكثر من خمسة ملايين نسمة حيث عبر الوف الاردنيين من العاصمة عمان الى مسقط رأس الزرقاوي في بلدة الزرقاء الصناعية عن غضبهم وشاركوا في مظاهرات للتنديد بالزرقاوي والوقوف خلف الملك عبد الله.

وكان رد 86.4 بالمئة "بالتأكيد لا" على سؤال حول اعتقادهم بأن ما تقوم به القاعدة الان يتماشى مع تعاليم الاسلام بينما كانت اجابة 7.4 بالمئة "الى حد ما" و قال 1.5 بالمئة "بالتأكيد نعم".

وعبر 94 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بان اعمال الزرقاوي والقاعدة تضر بالقضايا العربية والاسلامية.

وافادت الصحيفة ان نسبة الخطأ المحتملة في الاستطلاع الذي أجري بالهاتف يومي 13 و14 نوفمبر تشرين الثاني تبلغ 3.2 بالمئة.

يشار الى ان مؤسسة "بيو" الاميركية نشرت قبل حوالى شهرين نتائج استطلاع اجرته في الاردن اكد ان ما نسبته 60% من الذين شملهم يؤيدون تنظيم القاعدة.

واوضح استطلاع "الغد" ان 991% ممن شملهم الاستطلاع الذي يتضمن هامشا من الخطأ نسبته 23% انهم لا يتعاطفون مع القاعدة في حين اكد 45% تعاطفهم معها ولم يحدد 17% موقفهم.

ونددت نسبة 586% من المستطلعين بعمليات القاعدة مقابل 69% رفضوا التنديد بها كما اعرب 194% من الاردنيين عن اقتناعهم بان عمليات القاعدة لا تخدم القضايا العربية والاسلامية.

وما تزال التحقيقات في الاعتداءات الانتحارية التي حصلت الاربعاء الماضي مستمرة بحيث تنصب جهود المحققين لمعرفة ما اذا كان لمنفذي العملية من يعاونهم في الاردن حسب ما افادت مصادر امنية لوكالة فرانس برس مضيفة ان "الاولوية في التحقيق تدور حول احتمال وجود معاونين للانتحاريين ما زالوا على الاراضي الاردنية".

وواصل المحققون استجواب العراقية المشتبه بها التي كانت السلطات الاردنية عرضت اعترافاتها على شاشة التلفزيون الحكومي مساء الاحد بعد ساعات من اعتقالها. واوضحت المصادر نفسها ان ساجدة عتروس الريشاوي (35 عاما) التي فشلت في تفجير حزامها الناسف في فندق "راديسون ساس" في حين نجح زوجها في ذلك لا تزال "في حالة ذهول".

وحذر مسؤولون اردنيون عقب التفجيرات من انتشار ثقافة تبرير "الارهاب" في المنطقة العربية والاردن وشددوا على ضرروة التفريق بين المقاومة واستهداف المدنيين قائلين ان لا قضية تبرر قتل الابرياء.

وشدد مسؤولون على انه لن يكون هناك أي تسامح مع من يؤيد "الارهاب" وان حرية التعبير تنتهي عند تبرير قتل الابرياء.

وقام العاهل الاردني الملك عبد الله مساء يوم الثلاثاء بعزل رئيس الديوان الملكي وعشرة من مستشاريه من بينهم مستشار الملك لشؤون الامن ومدير الامن الوطني في خطوة متوقعة منذ وقت طويل تم التعجيل بها بعد التفجيرات الانتحارية.

وتقول الحكومة انها تعمل على سن تشريعات لمكافحة الارهاب.

من جهتها حثت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن السلطات يوم الثلاثاء على زيادة الحريات المدنية قائلة إن أي حملة بعد التفجيرات الانتحارية الثلاثة ستؤدي إلى اذكاء التطرف الديني.

وقال عبد المجيد الذنيبات ان المهاجمين الانتحاريين الذين قتلوا 54 شخصا معظمهم اردنيون يوم الاربعاء الماضي كانوا من نتاج التشدد الذي ازدهر في مناخ اليأس والاستياء والقمع المحلي الذي ازداد في المنطقة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق في عام 2003 .

وأعلن تنظيم القاعدة في العراق الذي يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي الاردني المولد المسؤولية عن التفجيرات الثلاثة في عمان التي استهدفت فنادق يتردد عليها دبلوماسيون ومتعاقدو أمن غربيون يعملون في العراق.

وقال الذنيبات الذي يعد حزبه أكبر حركة سياسية منظمة في المملكة دفعت الثمن الاكبر لحملة أمنية أدت إلى تراجع الحريات المدنية في السنوات الاخيرة ان وسيلة مواجهة الاراء المتطرفة هي السماح بمزيد من الحريات.

وقال العاهل الاردني بعد التفجيرات ان البلاد لن تتحول إلى دولة بوليسية لكن مسؤولين حذروا في تصريحات خاصة من ان التشريع الكاسح لمناهضة الارهاب الذي تجري مناقشته بعد الهجمات يمكن ان ينتهك حق التعبير.

وحذر الذنيبات الذي ينشط الذراع السياسي لحركته وهو جبهة العمل الاسلامي في البرلمان من ان انتهاج الامن لموقف مفرط في القوة يمكن ان تكون له اثار عكسية.

واضاف الذنيبات "الحالة التي نعيشها في الشرق الاوسط هي التي فرضت مثل هذه الافكار المتطرفة وأوجدت التربة الخصبة."

وقال "المعالجات الامنية غير المنضبطة لن تحل المشكلة ... بل ستزيدها تعقيدا."

وتوقع الذنيبات أن تصبح للمتطرفين اليد العليا نتيجة للاستياء الشعبي المتزايد والتوترات الاجتماعية التي تفاقمت نتيجة للمارسات غير الديمقراطية في معظم الدول العربية.

وقال "الانظمة الشمولية القهرية تتحمل جزءا من هذه الظاهرة والاحتلال القادم من الخارج يتحمل جزءا من المسؤولية ومصادرة الحريات العامة وقمع الحركات الاسلامية المعتدلة سبب من اسباب ظهور هذه الحالة والفكر المتطرف."

وحث الذنيبات على انهاء الحظر المفروض على العلماء والائمة الساري منذ الحملة الصارمة بعد معاهدة السلام في عام 1994 مع إسرائيل عندما وجه الاتهام الى الوعاظ والائمة بانتهاك القانون الذي يحظر خطب المساجد بدون ترخيص.

وقال الذنيبات "علينا ان نتيح الفرصة للعلماء من ذوي الافكار المعتدلة لشرح تعاليم الاسلام السمحة لمقاومة ظاهرة التطرف والعنف."

وقال الذنيبات الذي تنبذ حركته العنف ان هذا يمنع استيلاء متطرفين دينيين على المساجد.

ووضعت الحكومة في السجن رجال دين حولوا ساحات المساجد إلى "غرف اجتماعات سياسية" للتحريض على هجمات على سياسات الحكومة المؤيدة للغرب وتحفيز المشاعر المعادية للولايات المتحدة التي قد تشجع على العنف.

وكان مناخ التحرر السياسي في الاردن قبل قمع الاستياء في منتصف التسعينات بعد احتجاجات بشأن معاهدة السلام مع إسرائيل قد جلب الاستقرار الى البلاد.

وقال إن هذا "ساعد على حالة الامن التي عشناها طويلا ومناخ الحرية للحركة الاسلامية الذي كان صمام الامان من هذه الافكار المتطرفة القادمة من الخارج وليس نبتا من داخل الأردن."

واضاف أنه إذا لم يسمح للناس بالتنفيس عن مشاعرهم فانهم سيسقطون فريسة للجماعات المتطرفة.

بدوره اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في مقابلة نشرتها الاربعاء صحيفة فايننشال تايمز البريطانية ان الاردن والولايات المتحدة والسعودية ليست مسؤولة عن الاعتداءات الانتحارية التي استهدفت ثلاثة فنادق في عمان في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

وقال العاهل الاردني ان "المشكلة ليست الاردن او الولايات المتحدة او السعودية ... ثمة مشكلة داخل الاسلام".

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 17/تشرين الثاني/2005 -  14/شوال/1426