عندما يتطلع المواطن الاردني حسن عيد إلى الصور التي يبثها
التلفزيون لضحايا اول تفجيرات انتحارية تشهدها البلاد وهم مضرجون في
دمائهم فانه يدعو الله مثل كثير من الاردنيين العاديين ان ينتفم من
المتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي كان يعتبره ذات يوم بطلا.
وقال عيد في محل البقالة الذي يملكه والقريب من وسط عمان "لم يعد (الزرقاوي)
محاربا حقيقيا ضد الاحتلال الامريكي. لقد شطح بعيدا. هذه (التفجيرات)
لا يمكن تبريريها على الاطلاق." مضيفا أن عمليات القتل العشوائي لا تصب
سوى في مصلحة اعداء الاسلام.
وتابع "إنه لا يقتل الامريكيين بل يقتل المسلمين."
ولا تزال تنتاب الاردنيون مشاعر الصدمة والاشمئزاز من الهجمات
الانتحارية التي قتلت اكثر من 50 شخصا معظمهم من الاردنيين لكنهم
يقولون إن العداء نحو السياسات الامريكية في الاردن الحليف الرئيسي
للولايات المتحدة لم يفتر.
وكان أربعة عراقيين من تنظيم القاعدة في العراق الذي يتزعمه
الزرقاوي بينهم امرأة فشلت في تفجير نفسها مع زوجها هاجموا فنادق يتردد
عليها دبلوماسيون ومتعاقدو أمن غربيون يعملون من خارج العراق.
وحتى فترة قريبة كان الاردن وهو واحد من دولتين عربيتين ابرمتا
معاهدتي سلام مع إسرائيل بمنأى عن هجمات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
ورغم المشاعر القوية التي اثارتها التفجيرات الانتحارية إلا أن
الاردنيين عبروا عن تحفظات بشأن هجمات تقع على مسافة بعيدة في مدن
العراق واسواقه.
وقال مهندس يدعى مطر سالم "الاسلام لا يجيز قتل الاطفال. اعتقد ان
افعال الزرقاوي في العراق تسبب أضرارا جسيمة. فالامر بالنسبة له حرب
مفتوحة ضد أمريكا كل شيء فيها مباح. المفجرون الانتحاريون يقتلون
أنفسهم ولا يعبأون بأي أحد."
بيد ان هذا الاعتقاد غير ثابت.
وقال رجل أعمال يدعى عبد الله رحالة "لقد هونا من شأن الضحايا
المدنيين باعتبار ذلك نتيجة طبيعية لعدوان أوسع من جانب إسرائيل
وأمريكا أما الان فسوف يفكر الشعب حقيقة في مشروعية الهجمات التي
تستهدف المدنيين."
وعبر الشعب الاردني صراحة عن تأييده للمسلحين في العراق بسبب الشعور
بالغضب من الدعم الامريكي لإسرائيل.
لكن المسلمين المعتدلين بدأوا يميزون بين ما يعتبرونها مقاومة
مشروعة وبين الاهداف العسكرية ويسوقون التبريرات على ذلك ونددوا
بالهجمات التي تسببت في سقوط قتلى مدنيين.
وقال عزام جيوسي وهو طالب بجامعة الاردن في اشارة إلى التفجيرات
الانتحارية "لم يكن هناك أي وجود قط لمثل هذه الاعمال قبل الغزو
الامريكي. إنها نتائج مترتبة على الاحتلال." واضاف "مأساة العراق
بأكملها تقترب من الوطن الان."
ويرى بعض الاردنيين ان من الصعب القبول بان المسلحين السنة يمكن ان
يقوموا باعمال عنف كهذه وشككوا في ان الزرقاوي وراء تلك الهجمات قائلين
إن الامريكيين يشبهونه بالشيطان لتقويض المقاومة العراقية المشروعة.
وبينما فقد الزرقاوي حظوته لدى البعض فلا يزال هناك في العاصمة من
يبجل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن باعتباره نموذجا للمجاهد
الحقيقي. |