ممثل قائمة الائتلاف الاسلامي الدكتور القزويني: الائتلاف الاسلامي بذرة مِن شجرة الإمام الشيرازي الراحل 

القى الدكتور محسن القزويني ممثل قائمة الائتلاف الاسلامي كلمة في كربلاء المقدسة بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لرحيل الإمام الشيرازي (قدس سره) جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

ونحن نعيش هذه الأيام الذكرى الرابعة لرحيل الإمام الشيرازي رضوان الله عليه نشعر بحضوره القوي والدائم معنا فكأنه حاضرٌ بفكره المشرق ونهجه القويم الذي خطه بالعلم والكفاح والمجاهدة وخدمة الناس.

فما من قضية إلا وهو حاضر فيها ترى بصماته وتسمع صوته.

عندما يكون البحث في مشاكل الأمة تسمع صوته يدوي أن لا طريق لخلاص الأمة إلا بوحدة الكلمة والاعتماد على النفس. وعندما يكون الحديث عن الفقراء تسمع صوته يردد نداء أمير المؤمنين عليه السلام مَن وجد ماءاً وتراباً ثم افتقر فأبعدهُ الله.

وعندما يكون الحديث عن العالم الإسلامي يرسم لك الإمام الشيرازي طريق الارتقاء والشموخ بازالة الحواجز والحدود بين أبناء الأمة الواحدة وبإذابة الفوارق الفردية في نطاق الأخوة الإسلامية، وبتسلق سلم الرقي بالآيات الثلاثة التي قررها الإمام في كل كتاباته آية الوحدة وآية الأخوة الإسلامية وآية السعي والجهاد.

وعندما يكون الحديث عن العراق كان مشاعر الإمام الشيرازي تنبعث حنيناً إلى مرابع الفتوة وسوح الجهاد وميادين التحدي ويعلو صوته مطالباً بالحرية والتعددية والمساواة والعدالة.

هذا هو الإمام الشيرازي الحاضر الذي لم يغب والحي الذي لم يمت، ولن يموت طالما بقيت أفكاره تنبض في شرايين الأمة، فتفجّر فيها الحياة وطالما ظلت كتبه سنابل تنشر الأمل والخضرة في ربوع بلادنا الإسلامية طالما ظلت خدماته الإنسانية ينبوعاً يغذي الامة الاسلامية.

ونحن أبناؤه الذين أخذنا بمنهجه قررنا حمل رسالته في الأخوة والحرية والتعددية وخدمة الناس، نحن الذين نذرنا أنفسنا لنكمل المسيرة التي بدأها الإمام الشيرازي في أحلك الظروف وأدقها مِن تاريخ العراق. وسنكون أوفياء لكل نقطة حبر سطرتها كتاباته الرصينة، وكل حرف نطق به لسانه البليغ وكل خطوة بذلها في خدمة الفقراء والمستضعفين.

وهذا الائتلاف (الائتلاف الإسلامي) المتكون من ست كيانات هي حركة الرفاه والحرية ومنظمة العمل الاسلامي والتجمع الفيلي الاسلامي واتحاد الهيئات الحسينية ورابطة علماء الدين ورابطة الطلبة والذي سيخوض الانتخابات النيابية في الخامس عشر مِن كانون الأول ما هو إلا بذرة مِن شجرة الإمام الشيرازي الباسقة. وهو يخطو خطواته إلى الأمام مستلهماً أفكارَه ورؤاهُ.

فبرنامجه السياسي يقوم على مبادئ رصينة وثابتة هي صيانة الاستقلال وتحقيق السيادة والحرية والتخلص مِن قيود الاستبداد والظلم وبناء البلاد اقتصادياً وتحقيق اقصى درجات الرفاه الاجتماعي والاقتصادي وذلك بتحقيق ما يأتي:

الأول: توفير الأمن والاستقرار النفسي والاجتماعي للمواطن العراقي عبر مكافحة الارهاب الداخلي والخارجي واستئصال الجريمة.

الثاني: التصدي لمواجهة الأزمات المتعاقبة في قطاع الخدمات لاسيما الماء والكهرباء والصحة والتعليم.

ثالثاً: رفع الحيف عن المدن المتضررة وكذلك انصاف العوائل المتضررة خلال فترة حكم النظام المستبد وبالأخص عوائل الشهداء الأبرار.

رابعاً: تحسين بنية الأسرة العراقية وذلك بتوفير الجو الإيماني والأخلاقي الذي يصون حرمة العائلة ويحميها من عوامل التشتت والانهيار.

خامساً: الاهتمام بالشباب وفتح آفاق الرقي العلمي والأخلاقي والابداعي لهذه الشريحة لتأخذ مكانها بين شباب العالم المتطور.

سادساً: مكافحة الفساد الاداري المستشري في مفاصل الدولة والمعرقل لكل خطط ومشاريع التقدم والرقي في العراق.

سابعاً: اصلاح الجهاز التعليمي مِن الكادر الاداري وحتى المناهج مروراً بالكادر التدريسي والمباني والأجهزة ليصبح التعليم في العراق محفزاً للرقي وطريقاً لبناء حضارة وادي الرافدين.

ثامناً: صيانة حقوق الإنسان العراقي واحترام حريتهِ الشخصية والعقيدية والفكرية والسياسية، وضمان ذلك من خلال هيئة مستقلة منتخبة مِن الشعب.

تاسعاً: تعزيز دور المرأة العراقية وتمكينها مِن أداء دورها في المجتمع باعتبارها نصفه الآخر.

عاشراً: الاهتمام بالزراعة ورعاية شؤون الفلاحين ومعالجة المشاكل التي يُعاني منها الانتاج الزراعي ووضع خطة لاعادة الحياة الزراعية إلى رونقها.

حادي عشر: تعزيز دور الصناعة في الحياة الاقتصادية ورفع كفاءة الأيدي العاملة العراقية وصولاً إلى صناعة عراقية متطورة والعمل على تأسيس صندوق ضمان للعمال غير الحكوميين.

ثاني عشر: صيانة العتبات المقدسة وتشريع قانون مناسب لدورها الحضاري بما يخدم الاقتصاد العراقي وبما يدرّ بموارد تستفيد منها المحافظات التي تضم هذهِ العتبات.

نحن نلتزم بهذا البرنامج ونطلب من الله العون ومِن الشعب المساعدة على تنفيذه.

ووعدنا سيكون دَيناً علينا.. سيما وأننا أنجزنا أعمالاً كبيرة بامكاناتنا المتواضعة والتي سنذكر منها:

أولاً: جامعة أهل البيت التي كانت حلماً يدغدغ خيال أبناء هذهِ المدينة المقدسة. فقد أصبحت اليوم معلماً حضارياً مِن معالم مدينتنا حيث يتلقى أكثر من ألفٍ وخمسمائة طالب علومهم في تخصصات الفقه والتربية الإسلامية والقانون والصحافة واللغة العربية والسياحة الدينية. وبهمة أبناء المدينة سيتم افتتاح كلية الصيدلة والعلوم الطبية في السنين القادمة.

ثانياً: تأسيس إذاعة صوت العراق مِن بغداد في عام 2003 وهي تغطي مساحة كبيرة ويسمعها 15 مليون نسمة. مهمة الاذاعة نقل صوت الشعب إلى الجهات الحكومية.

ثالثاً: تأسيس مراكز علمية منها مركز المستقبل ومركز الإمام الشيرازي للدراسات ومركز الفرات للتنمية للدراسات الاستراتيجية. تهتم هذهِ المراكز ببناء العراق وتقديم الدراسات التي تسهم في حل الأزمات الحادة. كأزمة الخدمات والمشكلة الأمنية.

رابعاً: اصدار عدد من المجلات كمجلة النبأ والمستقبل ومجلة بشرى وعفاف المختصة بشؤون المرأة.

خامساً: تأسيس 45 مركزاً في كافة المحافظات باسم مركز الرسول الأعظم يقوم بنشر الكتب واقامة الدورات التثقيفية وتقديم المساعدات العينية للمحرومين.

سادساً: اقامة العشرات مِن المؤسسات التي تعنى بشؤون الأيتام والمحتاجين ورعاية عوائل الشهداء. منها مؤسسة 14 معصوم ومؤسسة رعاية عوائل الشهداء.

سابعاً: انشاء عدة مؤسسات تعنى بتزويج العزاب وقد قامت هذهِ المؤسسات بتزويج المئات مِن الشباب في مختلف المحافظات.

ثامناً: اعادة تعيين الآلاف ممن تضرروا في العهد السابق وتم فصلهم من وظائفهم.

تاسعاً: المشاركة في كتابة الدستور من خلال العضوية في لجنة صياغة الدستور.

عاشراً: الاستجابة لطلبات الاستغاثة في الأحداث الدامية التي يمرّ بها العراق بتقديم يد العون للمنكوبين وضحايا الارهاب كايواء النازحين مِن تلعفر ورعاية شؤون النازحين من الفلوجة إلى عين التمر. وتقديم المساعدات العينية والمالية لشهداء جسر الأئمة.

هذا غيضٌ من فيض نرجو الله العلي القدير أن يلهمنا القدرة لمواصلة هذا الدرب ويمنحنا التوفيق لبناء العراق إنساناً وأرضاً انه نعم المولى ونعم النصير والسلام عليكم.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 11/تشرين الثاني/2005 -  8/شوال/1426