نظريات بُرعي للدفاع عن الرئيس الشرعي

حامد الحمراني

باعتبارنا ضمن قائمة (عرب الداخل الذين لا يجيدون اللغة الإنكليزية) فلكم رؤاكم  ولنا رؤانا في الديمقراطية وحقوق الإنسان والشرعية والشفافية واعذرونا فنصفنا مات في المقابر الجماعية ونصفنا الآخر مات خنقا في حلبجه ولكي لا يتهمني احد بالتهميش والاقصاء لاني ادافع عن حقوق الانسان المظلوم اولا وضد الانسان الظالم اولا واخيرا ولا شان لي بالمعركة الانتخابية ولا بمعارك التحرير التي تبدا من افران الصمون وتنتهي بصالونات الحلاقة, ولكي لا ينعتني احدهم باني لا أؤمن بالعراق الجديد الفيدرالي الاتحادي الديمقراطي البرلماني الموحد لأنني قلتُ ان المجرمين عبارة عن زوائد بشرية يجب استئصالها عن طريق القضاء، سأستعين بمسودة الدستور قبل التعديلات وبعد تعديلات اللحظة الأخيرة عسى أجد فقرة أو باب أو (شباك) قانوني او اخلاقي او انساني يجيز إخراج برزان التكريتي من السجن لغرض علاجه من مرض السرطان (اغراض صحية) وهو الاخ غير الشقيق للرئيس السابق المتهم صدام وسوف لا أطالب بلجنة محايدة كلجنة (مليتس)  لبيان حقيقة سرطان المتهم أهي نتيجة دعاء العراقيين في شهر رمضان المبارك ام نتيجة احتساء سوائل معتقة ايام العهد البائد سيما وانه كان مقيما في نيويورك-ممثلا لكتلة العوجه الموحدة- ومندوبهم الدائم في الأمم المتحدة، وقرأت في عيون العراقيين ووجدتها تقول انها خطوة اولى للصلح مع الجلادين وهي مقدمة لتبرئة المجرمين واعتبار كيمياوي حلبجه كان (جص) والمقابر الجماعية كان ممازحة (للكاميرا الخفية) وقرأت الدستور مرات ومرات واستعنت بخبراء ومفسري القانون  لكني قبل ان اصل الى نتيجة تفاجئت بمطالبة الرئيس العراقي جلال الطلباني وحثه رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري للموافقة على إخراج المتهم برزان من السجن، وزادت حيرتي عندما قال الدكتور الجعفري لا مانع لديه في ذلك.. ففي الوقت الذي يموت العراقيين في الاسواق والجوامع والشوارع والمدارس وافران الصمون لانهم (عملاء الامريكان) تكالبت الطلبات على كوفي عنان ورئيس الامريكان والاتحاد الاوربي والجامعة العربية سواء من ملوك عرب او من منظمات حقوق الإنسان للمطالبة بعلاج الطغاة والتعامل معهم بشفافية وكأن مشاكل العراقيين قد انتهت ولم يبق  الا ما يعانيه القتلة والمجرمين وعلاج بناهم التحتية.. وقلتُ في نفسي وما المانع من ذلك فانهم مواطنون عراقيون، ولكن المشكلة التي أثارت هواجسي ومخاوفي هي إذا ما خرج برزان فعلا للمعالجة بدوافع انسانية  فما المانع بعد ذلك أن يدّعي المتهم عبد حمود بأنه يعاني من (انهيار جهازه العصبي)نتيجة انهيار جهاز المخابرات الصدامي وبالتالي يطالب بحصته من النفط  بالاضافة الى منحه اجازة زمنية للسفر إلى إحدى الدول الاسكندنافية الخالية من انفلونزا الطيور للعلاج لإغراض (نفسية).. والمشكلة ليست هنا فقط وإنما إذا ما رأى محامي المتهم طارق عزيز بان الدولة العراقية الديمقراطية الشفافة قد استجابت للطلبات الشفافة  لبرزان وعبد حمود الشفاف وتحت ضغوط منظمة صحفيون بلا حدود عندها سيطلب المحامي ومن باب حرية التعبير والرأي والإعلام المستقل  بالموافقة على  إصدار جريدة شفافة أسبوعية مستقلة تعنى بمشاكل المعتقلين الشفافة ويكون رئيس تحريرها طارق حنا وصاحب امتيازها المتهم المتشدد عزة الدوري وسوف لا يحتاج إلى إعلانات ولا دعم فعنده من يموله (وهم كُثرُ)..

عند ذلك فقط وهنا المشكلة الشفافة الكبرى ومن باب الايمان بالديمقراطية وفصل السلطات والحرية والرأي والرأي الآخر وحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة والشرعية وضمان حقوق التعلم لكل مواطن عراقي كما نصت عليه مسودة الدستور المؤقت الدائم وضغوط منظمة (ملثمون بلا حدود)   ستطل علينا لجنة الإسناد والدفاع عن الرئيس (الشرعي) صدام الشفاف للمطالبة هذه المرة بإطلاق سراح موكُلهم – ولا اعرف ماذا وكلهم - ولمدة سنتين قابلة للتمديد وذلك لإغراض(دراسية) لإكمال دراسته الشفافة في القانون ومناقشة رسالته الموسومة (نظريات بُرعي للدفاع عن الرئيس الشرعي).. 

لكننا يجب ان لا نتفاجأ ونحن على أبواب المعركة الانتخابية  بمسيرة احتجاج مليونية تطوف شوارع بغداد والمحافظات يتقدمهم مرضى السرطان في (مستشفى ابن رشد) ومرضى القلب في مستشفى(ابن النفيس) وجرحى الإرهاب الأطفال الراقدين في مستشفيات العراق كافة وهم يرفعون لافتات تطالب علاجهم في الخارج  أسوة بالمتهم برزان التكريتي وعبد حمود.. فإنهم أيضا مواطنون على ما أظن بالرغم من تحفظات بُرعي الشفاف..

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية -الإثنين 7/تشرين الثاني/2005 -  4/شوال/1426