يسيرون في نفس الطرق للمدرسة ولكن بمجرد ان يصلوا الى هناك يستخدم
الطلبة المسلمون والطلبة الكروات مداخل مختلفة ويتجهون الى فصول دراسية
مختلفة ومدرسين يستخدمون كتبا متباينة.
وبعد عشر سنوات من تمزيق الكراهية العرقية للبوسنة لا يزال التعافي
ضعيفا خارج ملعب مدرسة متواضعة بنيت للمرة الاولى في السنوات الذهبية
ليوغسلافيا الاشتراكية.
وقال صبي كرواتي بوسني (13 عاما) وامن على كلامه طلبة اخرون "نحن لا
نختلط بهم..فقط نضربهم."
ووضع نظام "مدرستين تحت سقف واحد" عندما بدأ اللاجئون في العودة الى
ارض الاتحاد المسلم -الكرواتي حيث اصبحت التجمعات التي كانت يوما ما
متعددة الاعراق يهيمن عليها الان اغلبية.
وكان هدف الخطة التي ادت الى اقامة 54 مدرسة حماية الاقليات ضد
التآكل الثقافي. وفي الممارسة ادت الى الانفصال فالتلاميذ يستخدمون
ابوابا مختلفة او يحضرون الفصول الدراسية في نوبات ويجلسون في فصول
تحمل رموز أمة اخرى.
ووافق المسؤولون المحليون بضغوط من مساندي البوسنة الغربيين على
تأسيس مدارس ذات تعدد ثقافي في عام 2002. ولكن التنافس السياسي عطل
الخطة وبعض المجالس البلدية تستعد الان لفصل المدارس على نحو دائم.
وقال دوجلاس ديفيدسون رئيس بعثة منظمة الامن والتعاون الاوروبي في
البوسنة التي تشرف على اصلاح التعليم في البوسنة بعد الحرب "انه امر
مخجل... التعليم يسقط رهينة لبعض المحاورات السياسية الاكبر التي لم
يتم تسويتها بعد من الحرب."
وتمثل بلدة بروزور-راما في وسط البوسنة عرضا للمشاعر القومية التي
لا زالت حية منذ حرب 1992-1995 حيث يعكس اسمها المسلم الكرواتي المركب
مطالب تنافسية على الارض.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية كان للطلبة المسلمين والكروات فصول
منفصلة في مبنى المدرسة. ولكن خلال الصيف صوت المجلس المحلي بدعم من
الاحزاب القومية المسلمة والكرواتية باقامة مدرسة منفصلة للمسلمين.
واحتج الاباء الكروات وتمكنوا من اعاقة الخطة بعد ان سحبوا اطفالهم
من المدرسة.
وقال ميجو بيران ممثل اولياء الامور الكروات "نريد مدرسة واحدة تحت
اسم واحد". وقال ان المسلمين يمكنهم الانتظام في الدراسة واستخدام
مناهجهم طالما كانت المدرسة تخضع لادارة كرواتية وتحمل اسم شاعر
كرواتي.
والان يهدد المسلمون بالانسحاب قائلين ان مدرسة يهيمن عليها الكروات
تميز ضدهم. وهم يريدون اما مدرسة موحدة ليس لها طبيعة عرقية غالبة او
ان تكون لهم مدارسهم الخاصة المنفصلة.
ويتسم الموقف بالاستقطاب الشديد في هذه التجمعات التقليدية حتى ان
الفرع البوسني للجنة هلسنكي لحقوق الانسان يحذر من "ممارسة الفصل
العلني والتمييز".
في عام 1995 انهت اتفاقات سلام دايتون الحرب بتقسيم البوسنة الى
منطقتين استنادا الى العرق هما الاتحاد المسلم-الكرواتي وجمهورية الصرب
تتمتع كل منهما بسلطات كبيرة من الحكم الذاتي.
وتنسق وزارة التعليم في الاتحاد الوزارات في كانتونات الكيان
العشرة. وهناك ايضا منطقة بركو المحايدة مما يصل بعدد الحكومات
المستقلة الى 13 حكومة كل منها لها وزارة التعليم الخاصة بها والمستقلة
الى حد بعيد.
ونقطة الانقسام الرئيسية هي المنهج ولاسيما في امور حساسة مثل اللغة
والتاريخ والجغرافيا.
وكنوع من التنازل للمشاعر القومية فيما بعد الحرب يتم التدريس الان
بثلاث "لغات قومية" فما كان يعرف من قبل باللغة الصربية الكرواتية أصبح
الان اللغات البوسنية-الصربية-الكرواتية.
واستنادا الى خلفية الطالب فان كتبه تكون نسخة من تلك التي تصدرها
وزارات التعليم في بلجراد او زغرب. وتستخدم بعض المدارس الكتب الاكثر
اعتدالا المنشورة في سراييفو ولكن هذه حتى لا ينظر اليها على انها
رواية محايدة للتاريخ القومي.
وقال ديفيدسون "كثيرا ما تكون السياسة موجودة في الفصل الدراسي. ان
بلد له ثلاثة تواريخ مختلفة ليس بلدا له وجهة نظر موحدة عن ذاته."
وليس هناك احكام بالنسبة للاطفال المولودين من زواج مختلط. ورغم
المناورة من اجل ارضاء الجميع الا ان الاقليات غير راضية.
وفي جمهورية الصرب يتعلم الاطفال المسلمون التاريخ بالصربية كما
يراه المؤرخون الصرب. واذا كانت مجموعة عرقية كبيرة بما يكفي يسمح لها
بالاتيان بمدرسيها.
وقال الاتحاد الاوروبي ان البوسنة يتعين علها ان تصلح نظامها
التعليمي وتخليص الفصل الدراسي من السياسة اذا ارادت ان تحقق تقدما على
طريق الحصول على العضوية في الاتحاد.
واستغرقت جهود مماثلة لتوحيد الجيش والشرطة في الكيانات المنفصلة
سنوات من الاعداد واشهرا من المحادثات في ظل ضغوط غربية. ومع مرور
الوقت يخشى البعض ان يصبح جيل جديد هو ضحية الالعاب السياسية.
وقالت كادا توميش وهي ام بوسنية كرواتية لها ثلاثة اطفال "بدأ
الاطفال هنا يكرهون بعضهم بعضا."
وحذرت لوقا فاليتا مدرسة الالعاب الرياضية في مدرسة بروزور من انه
"بدلا من جمع الاطفال سويا فاننا نبعدهم عن بعضهم بعضا." |