![](images/138.jpg)
قررت الخدمة العالمية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) اغلاق
عشر خدمات اذاعية بلغات محلية أغلبها في شرق أوروبا لتوفير النفقات
لقناة فضائية تلفزيونية عربية جديدة.
وستنافس الخدمة الجديدة قناة الجزيرة التي تتهمها واشنطن بالتحيز في
تغطيتها حول العراق.
وقال نايجل تشابمان مدير الخدمة العالمية للبي بي سي إن هذا الاجراء
يعكس المناخ المتغير لوسائل الاعلام والجغرافيا السياسية في العالم بما
يقتضي اعادة النظر في اولويات الحرب الباردة.
وقال "المشهد الاعلامي في الشرق الاوسط تغير بصورة بارزة بعد انتشار
الفضائيات.
"وبدون تواجد اخباري للبي بي سي باللغة العربية تلفزيونيا فسوف
نخاطر بان نصبح من الدرجة الثانية تلفزيونيا على الرغم من النوعية
الجيدة التي تقدمها اذاعتنا ووسائل اعلامنا الجديدة "
وستتوقف الخدمات باللغات البلغارية والكرواتية والتشيكية واليونانية
والمجرية والقازاخية والبولندية والسلوفاكية والسلوفينية بحلول نهاية
مارس اذار عام 2006.
وقال تشابمان انه في الكثير من الدول التي ستتأثر نتج عن نشوء
الديمقراطيات الحرة الجديدة بها توسع كبير في مصادر الاعلام المحلية
الجديدة مما جعلها اقل حاجة الى الخدمة العالمية.
وتقرر اطلاق القناة العربية الجديدة بطلب من وزارة الخارجية
البريطانية التي تمول الخدمة العالمية من خلال منحة مباشرة تقدر بنحو
239 مليون جنيه استرليني (422.2 مليون دولار) عامي 2005 و2006.
وقال مديرون في الخدمة العالمية إن القناة الجديدة التي ستكون متاحة
دون اشتراك لاي شخص لديه طبق استقبال للاقمار الصناعية او تلفزيون كابل
ستعمل كبديل لقناة الجزيرة.
غير ان تشابمان نفى انها ستخدم الاهداف السياسية او الدبلوماسية
للحكومة البريطانية.
وقال "لا توجد دوافع سياسية وراء ذلك. عملنا ان نكون اذاعيين."
وأسست قناة الجزيرة عام 1996 بعد انهيار الخدمة العربية لبي.بي.سي
التي كانت مشروعا مشتركا بين الخدمة العالمية وشبكة أوربت التي يمتلكها
سعوديون.
ووظفت الجزيرة الكثير من العاملين في الخدمة العربية لبي بي سي
المنهارة.
وقال تشابمان إن الخدمة العربية الجديدة سوف تستفيد من سمعة البي بي
سي في النزاهة والاستقلال في المنطقة.
وهذا التغيير جزء من برنامج الاستثمار الجديد الذي من المتوقع ان
يتكلف 30 مليون استرليني بحلول عام 2008 من بينها 19 مليون جنيه
استرليني لاطلاق القناة العربية.
وذكرت (بي.بي.سي) التي اعتادت على تقديم خدمات اخبارية ب 42 لغة
مختلفة الى جانب اللغة الانجليزية الرئيسية انها ستضطر الى قطع خدمات
عشر لغات والاستغناء عن 200 وظيفة لتوفير التمويل اللازم للقناة
العربية الجديدة.
واوضحت الهيئة ان وزارة الخارجية البريطانية لن تخصص مبالغ اضافية
لانشاء القناة الجديدة مما يستلزم وضع خطة بديلة لتوفير التمويل
الذاتي.
وقال مراقبون ان (بي.بي.سي) تعتبر ادخال قناة تلفزيونية عربية في
محيط خدماتها "امرا اساسيا" لمنافسة الشبكات الاخبارية الاجنبية
الاخرى.
ووصف مدير بي.بي.سي نايجل تشابمان التغيرات بانها "اكبر عملية تحول"
تجري في المؤسسة منذ بدأت بثها العالمي قبل نحو 70 عاما. واوضح ان هذه
التغيرات الكبيرة التي ستشمل توسيع خدمات الانترنت بالعربية ضرورية
بسبب التغيرات التكنولوجية اضافة الى التغيرات في العالم واوروبا.
ويتوقع ان تبدأ القناة التلفزيونية بالبث في عام 2007. وتعهد تشامبان
بالبناء على ميراث بي.بي.سي التي تعتبر "الصوت الاكثر نجاحا واحتراما
ومصداقية في الشرق الاوسط" بتقديم "اخبار دقيقة وذات مصداقية باجندة
دولية".
وسيكلف اطلاق القناة 19 مليون جنيه استرليني (33,6 مليون دولار) في
العام وسيخلق 148 وظيفة. لكن وفي اطار التغيرات فسيتم الغاء 218 وظيفة
بسبب اغلاق عشر محطات اذاعية هي البلغارية والكرواتية والتشيكية
واليونانية والمجرية والكازاخستانية والبولندية والسلوفاكية
والسلوفانية والتايلاندية.
وقال تشابمان ان السبب في ذلك هو ان "العديد من الاذاعات التي سيتم
اغلاقها ترجع جذورها الى الحرب العالمية الثانية وخدمت مستمعيها حتى
نهاية الحرب الباردة". واضاف "ولكن اوروبا تغيرت منذ مطلع التسعينات.
والان اصبحت الدول التي تبث لها هذه الاذاعات اعضاء في الاتحاد
الاوروبي او انها ستنضم اليه قريبا".
وتحدثت الصحف البريطانية عن أن إطلاق القناة العربية سيكلف نحو 36
مليون دولار، من أصل موازنة المؤسسة البالغة 425 مليون دولار.
وذكر نايجل تشابمان إن الأبحاث والاستطلاعات التي أجريت أظهرت وجود
طلب قوي على خدمة البث التلفزيوني باللغة العربية في الشرق الأوسط.
وقال: "إن الخدمة العالمية في بي بي سي تعد بالفعل أكثر المؤسسات
الإعلامية نجاحا وتمتعا بالثقة والاحترام في الشرق الأوسط وذلك استنادا
لخبرة طويلة في البث الإذاعي تمتد لأكثر من ستين عاما، إضافة للنجاح
الذي تحقق مؤخراً عبر الموقع العربي على شبكة الإنترنت".
وأشار إلى أن إنشاء الخدمة التلفزيونية الجديدة سيجعل بي بي سي
الوحيدة من بين المؤسسات الإعلامية الكبرى في الشرق الأوسط التي توفر
خدمات تلفزيونية وإذاعية وعبر الإنترنت.
وأضاف تشابمان أن التغييرات التي تقررت تعد أكبر عملية تحول في
تاريخ خدمة بي بي سي العالمية منذ بدئها قبل سبعين عاماً.
ومن المتوقع أن يؤدي إنشاء قناة التلفزيون العربية إلى خلق 148
وظيفة جديدة.
وستؤدي عملية إعادة الهيكلة إجمالا إلى فقدان 236 وظيفة وخلق 201
وظيفة جديدة.
يذكر أن الخدمة العالمية في بي بي سي تقدم بثها الإذاعي لمئة وتسعة
وأربعين مليون مستمع في الأسبوع الواحد، وأكثر من عشرين مليون مستخدم
على الإنترنت شهرياً. |