التيارات العراقية تحدد مواقفها استعدادا للانتخابات

توصل زعماء الاحزاب الشيعية الحاكمة في العراق لاتفاق في اللحظات الاخيرة لتسوية الخلافات بينهم واتفقوا على دخول الانتخابات التي ستجري يوم 15 ديسمبر كانون الاول كتلة واحدة حيث يواجهون تحديا من تكتل سني جديد.

وقال مسؤولون بالائتلاف العراقي الموحد الحاكم ان الائتلاف سيخوض الانتخابات بقائمة انتخابية واحدة بعد محادثات استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل نجحت في تسوية خلافات هددت بتفكك الائتلاف الذي تشكل لخوض أول انتخابات بالعراق بعد الحرب في يناير كانون الثاني الماضي.

ويوم الاربعاء شكلت ثلاثة احزاب بارزة من الاقلية العربية السنية ائتلافا لخوض الانتخابات وان كان من المرجح ان يخوض الانتخابات سياسيون سنة اخرون بصفة مستقلة.

كما وافق الحزبان الكرديان الرئيسيان اللذان انضما الى الائتلاف الشيعي في الحكومة المؤقتة على خوض الانتخابات في تذكرة مشتركة مرة اخرى رغم الخصومات القائمة منذ فترة طويلة.

وقال مكتب رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وهو شيعي علماني ان علاوي اعد قائمة موسعة في محاولة لاجتذاب اصوات العلمانيين من انحاء الجماعات الطائفية والعرقية. وسوف يكشف النقاب عن القائمة رسميا يوم السبت.

ويعد التحالف الذي تشكل يوم الاربعاء ويضم مؤتمر أهل العراق والحزب الاسلامي العراقي ومجلس الحوار الوطني أكثر المؤشرات وضوحا حتى الان على أن بعض السنة يتحولون الى صندوق الاقتراع بعد أن قاطعوا الانتخابات البرلمانية العراقية التي أجريت في يناير كانون الاول الماضي.

واشادت الحكومة العراقية وواشنطن بمشاركة مزيد من العرب السنة في استفتاء 15 اكتوبر تشرين الاول على الدستور وان كانت المناطق السنية صوتت بأغلبية ساحقة ضد الدستور الذي فشلت في اسقاطه بفارق ضئيل.

وبينما من المرجح ان يرحب المسؤولون الامريكيون والعراقيون بدخول مزيد من السنة الى الساحة السياسية بوصفه انتصارا للديمقراطية فمن غير الواضح ان كان هذا التحالف له أي تأثير على المسلحين السنة الذين يقاتلون الحكومة التي يقودها الشيعة والاكراد وقوات الاحتلال الامريكي.

وقال عباس البياتي عضو البرلمان عن الائتلاف العراقي الموحد لرويترز ان من بين التغييرات التي اتفق عليها أن تلعب الحركة التي يقودها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر دورا رسميا أكبر في الائتلاف.

وقال عضو بالائتلاف "الاحزاب وقعت الاتفاق الليلة الماضية ووزعت الحصص بالفعل طبقا لكل حزب وما سيحصل عليه."

ويشارك في الائتلاف ثلاث حركات شيعية رئيسية هي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي تشكل في المنفى بايران لمعارضة صدام حسين ويقوده عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري وحركة الصدر.

ورغم ان الصدر له ثلاثة حلفاء في الحكومة المؤقتة الحالية فان موقفه العلني ازاء الحكومة لم يكن واضحا. واشتبك مؤيدوه في جيش المهدي في الاشهر الاخيرة في الجنوب الشيعي في العراق مع قوات منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بزعامة الحكيم.

وفي يناير كانون الثاني قاطع السنة الانتخابات وحصل الائتلاف العراقي الموحد على اغلبية المقاعد في البرلمان بمباركة من اية الله العظمى على السيستاني الزعيم الروحي للغالبية الشيعة.

غير ان مساعدين للسيستاني اشاروا الى انه يرفض تأييد أي حزب معين في الانتخابات التي ستجري في ديسمبر كانون الاول القادم.

وقال مساعدوه "سماحة السيد السيستاني لم يعلن دعمه لاي لائحة حتى الان .. هذا ممكن ان يتغير لاحقا .. ويمكن ان لا يتغير .. سوف نرى."

وقال علي الدباغ عضو البرلمان عن الائتلاف الموحد ان "جماعة مقتدى الصدر دخلوا في هذه اللائحة بصورة واضحة." وأضاف أنه سيكون هناك اعلان رسمي خلال يوم الخميس.

وأمام الاحزاب والتحالفات مهلة حتى الجمعة لتسجيل أسمائها للانتخابات المقررة في 15 ديسمبر.

ورغم أن الصدر له ثلاثة حلفاء في الحكومة المؤقتة الحالية فان موقفه العلني إزاء الحكومة لم يكن واضحا. واشتبك مؤيدوه في جيش المهدي في الأشهر الأخيرة في الجنوب الشيعي في العراق مع قوات منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق بزعامة الحكيم.

وكانت توجد تكهنات بأن الائتلاف سيتفكك وان قوائم اسلامية منافسة تعارض حزب الدعوة وحركة الصدر من ناحية والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق من ناحية أخرى ربما ستخوض الانتخابات.

وبعد التصديق على الدستور هذا الشهر سيكون للبرلمان الجديد سلطات كاملة ومدة ولاية تستمر أربع سنوات.

كما وافق الحزبان الكرديان الرئيسيان اللذان انضما إلى الائتلاف الشيعي في الحكومة المؤقتة على خوض الانتخابات في تذكرة مشتركة مرة أخرى رغم الخصومات القائمة منذ فترة طويلة.

وقال الرجل الثاني في حزب الدعوة جواد المالكي لوكالة فرانس برس ان "الائتلاف العراقي الموحد" قرر خوض الانتخابات المقبلة "باللائحة السابقة ذاتها تقريبا". واضاف ان "الائتلاف سيسلم الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات".

وسيضم "الائتلاف حزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم وحزب الفضيلة بزعامة نديم عيسى الجابري وحزب الدعوة-تنظيم العراق برئاسة عبد الكريم العنزي وتجمع المستقلين برئاسة حسين الشهرستاني وحزب المؤتمر الوطني بزعامة احمد الجلبي".

كما يضم الائتلاف ايضا منظمة بدر الجناح العسكري للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية برئاسة هادي العامري.

يشار الى ان التيار الصدري سيكون ممثلا في لائحة الائتلاف بعدد من الشخصيات.

واضاف البياتي "سيكون هناك احزاب وشخصيات اخرى تمثل مكونات الاكراد الفيليين والتركمان والشبك ورؤساء عشائر من المحافظات الجنوبية".

واوضح "لقد تم توزيع الحصص وفق آلية عادلة تم التوافق حولها بشكل يضمن للجميع الحصول على نسب متقاربة على اساس ما يمثلونه من تيارات".

ونال الائتلاف العراقي الموحد 140 مقعدا من اصل 275 في انتخابات 30 كانون الثاني/يناير الماضي وضم بعض الشخصيات من السنة واخرى غير دينية اضافة الى الجلبي.

في غضون ذلك قال مصدر مطلع على مسار المفاوضات ان الجلبي رفض حضور اجتماعات الخميس رغم الاتصالات المتكررة معه بسبب رفضه عدد المقاعد المخصصة لحزبه مما استدعى قيام احد الشخصيات البارزة في الائتلاف بزيارته بغرض التفاهم على الحصص.

واكد المصدر رافضا ذكر اسمه ان "هناك جهودا تبذل فحواها تقليص عدد المرشحين من كل حزب او هيئة مشاركة في الائتلاف من اجل زيادة حصة الجلبي".

وكان مصدر في "الائتلاف العراقي الموحد" اكد في وقت سابق الخميس ان "هناك توجها عاما بأن يضم الائتلاف الاحزاب الدينية الشيعية اذا استمرت المفاوضات مع الجلبي تدور في حلقة مفرغة".

واضاف ان "احمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي وآخرين من الليبراليين لم يتوصلوا الى اتفاق مع الاحزاب الدينية لخوض الانتخابات".

وكان النائب فتاح الشيخ القيادي في التيار الصدري اكد ان "المحادثات ما تزال مستمرة بين التيار الصدري ولائحة الائتلاف لحسم موضوع الانضمام" مؤكدا انه "لم يتم التوصل الى اتفاق حتى الان".

وتابع "عرضنا عليهم شروطنا للانضمام" الا انه لم يوضح ماهية هذه الشروط.

الى ذلك اعلن مصدر في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان اخر مهلة لتقديم الطلبات النهائية للكيانات السياسية من افراد وائتلافات تنتهي الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي (13,00 تغ) بعد ظهر الجمعة.

وقال فريد ايار عضو مجلس المفوضين "تنتهي الجمعة فترة تسلم طلبات تشكيل الائتلافات وقوائم المرشحين وستجري القرعة الخاصة بارقام الكيانات السياسية في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر يليها مباشرة البدء بطبع اوراق الاقتراع".

واكد ان "اي تأجيل او طلب تأجيل امر غير ممكن اطلاقا لان ذلك سيستدعي تاجيل الانتخابات المحددة في 15 كانون اول/ديسمبر المقبل".

وتسلمت المفوضية "طلبات العديد من الائتلافات السياسية بالاضافة الى عدد كبير من قوائم المرشحين من 17 محافظة عدا الانبار التي يؤمل ان تصل قوائمها اليوم (الخميس) او غدا كما ذكرت كياناتها السياسية".

واعتبر ان "طباعة 19 نوعا من اوراق الاقتراع (18 للمحافظات وواحدة للخارج) وبحدود 21 مليون و500 الف نسخة وتوزيعها على الداخل والخارج ليس بالامر اليسير".

وقد اعلنت اكبر ثلاث هيئات للعرب السنة الاربعاء عزمها خوض الانتخابات التشريعية المقبلة في لائحة موحدة في حين فضلت هيئة علماء المسلمين عدم اتخاذ "قرار بما ستقوله للاخرين".

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 28/ تشرين الأول/2005 -  24/ رمضان/1426