بعضا من دلالات (  نعم  الدستور ) الخالدة

 مهند حبيب السماوي

لاريب إن  قبول مسودة الدستور الذي عرضت  على الجماهير العراقية في  الاستفتاء الذي جرى في يوم السبت المصادف 15/10/ 2005  له عده  دلالات عميقة ومعان ثرة  يمكن إن نستخلصها من هذا الفعل المدني والممارسة الحضارية  التي غابت عن هذا البلد منذ ولادته في القرن الماضي ,وهذه الدلالات  يمكن اجمالها بما يلي :

1-

ان الشعب العراق( برغم عهود الدكتاتورية التي عاشها) شعب متحضر قادر على ادراك ابعاد العمل الديمقراطي وممارستة ممارسة فعلية وتطبيقة على احسن وجه , ولا عجب في ذلك فهو سليل حضارة صاغت اول قانون تشريعي في العالم   قبل اكثر من الفين عام قبل ميلاد السيد المسيح عليه وعلى محمد واله الالاف التحيه والسلام.

2-

ان الانتخابات التي جرت في بداية هذا العام قد كانت ناجحه ومجدية وان من قاطعوها ورفضوها على خطأ واضح برغم استمرار التوتر الامني في بعض مناطق العراق لأن  الانتخابات هي من افرز هذا الدستور عبر اعضاء لجنة صياغة الدستور الذي اختيروا من قبل الجمعيه الوطنيه المنتخبة .

3-

إن الدستور المنتخب عراقي 1000% لان هولاء الذين صوتوا بنعم له لا يمكن ان يكونوا قد صوتوا على دستور صاغته اياد اجنبية لا تلبي الا طموحاتها  اذا من المستحيل ان تنطلي على الملايين الذين جازفوا بحياتهم من اجله خدعه كون الدستور ليس عراقي الاصل.

4-

اثبتت هذه النعم  عقلانية ووطنيه اعضاء الجمعية الذين انتخبهم الشعب اذ قدموا له دستورا حصل عليه التوافق الوطني مما يعني ان ثقه الشعب بهولاء الاعضاء لم تذهب ادراج الرياح بالرغم من التحفظ الذي نبديه تجاه اراء بعضهم.

5-

الهزيمة الساحقة والمخجلة للتكفيريين الارهابيين القتلة وفلول البعث المنهار وعدم قدرتهم على  تخويف العراقيين والنيل من عزيمتهم  وجعلهم يرفضوا العمليه برمتها اولايقبلوا هذا الدستور الذي يعد الوثيقه الديمقراطية الوحيدة في تاريخ العراق المعاصر.

6-

عدم وجود شعبية حقيقية للهيئات والاحزاب والشخصيات التي دعت الى الى رفضه وعدم التصويت بنعم عليه ومنهم هيئه علماء السنة ومجلس الحوارالوطني وموتمر اهل العراق وكثير من الاحزاب الاخرى التي كشفت ال(نعم) عن خواء امكانياتهم وفراغ جعبتهم وضحالة اتباعهم وفقر تفكيرهم وقصر نظرهم السياسي وعدم مشروعية مطالبهم وبعد المسافة بينهم وبين نبض الشارع العراقي بالرغم من كل تخرصاتهم وادعاءهم انهم يمثلون الشارع السني .

7-

شجاعة العراقيون الفائقة وجراتهم الخرافية وبسالتهم الاسطورية التي تجسدت بشكل لايدع مجالا للشك في هذا الاستفتاء والانتخابات التي سبقته اذ لم ترهبهم تهديدات الجماعات الارهابية الخارجة من كهوف الظلام والذين لا يعرفوا غير لغه الدم  ولا يتقنوا سوى فنون الارهاب والقتل الجماعي.

8-

علو كعب الحزب الاسلامي العراقي  وشعبيته الكبيرة  التي استطاعت ان توثر بالنسبة للشارع السني وعلى الهيئة السنية ومجلس الحوار وموتمر اهل العراق والذي ادى قبوله مسوده الدستور الى شرخ كلمة لا التي كانت تتطاير في الفضاء السني بتاثير احزابهم وشخصياتهم الذي حشدوا ضد الدستور.

9-

ان العملية السياسية في عراق اليوم الجديد تسير في طريقها الصحيح وعلى نحو ايجابي وبشكل فعال مخترقة حواجز الارهاب والاحتلال والمساومات التي تعلم البعض  اتقانها منذ ان كان عاملا في مطبخ النظام السابق.

10-

ان الشعب العراق يويد حكومته الحالية والعمل السياسي واليات الديمقراطيه التي تتعلق به وان رفض او انتقد  هذه الحكومة  او التي قبلها وعاب عليها بعضا من تصرفاتها التي تقوم بها.

11-

ان للمرجع الاعلى  السيد علي السيستاني دورا مهما بل محوريا في تقرير سياسات العراق الجديد  وان لخطابه العقلاني و فتواه الشرعية التي يصدرها دورا لايقل اهميه عن ادوار بقية اللاعبين العلنيين والمتخفيين تحت شتى الاسماء والمسميات.

12-

ان الشعب العراقي ليس مع العمل العسكري او مايسمى بالمقاومة المسلحه( ناهيك عن رفضه المطلق العنيف للارهابيين وافعالهم الدنيئه) حيث فضل المقاومه السلمية الراشدة التي يعدها الطريقة الانجع في معالجه الازمة التي يمر فيها العراق الحبيب.

13-

ان التوقعات التي كانت تشيرالى إن شعبية التيار الذي يقوده السيد مقتدى الصدر مبالغ فيها هي توقعات وتقديرات صحيحه اذ برغم تحفظه مع اتباعه على  مسوده  الدستور العراقي إلا إن ذلك لم يوثر على التصويت الذ ي انتهى لصالح  الموافقة عليه .

14-

ان الحزب الاسلامي العراق هو حزب حيادي موضوعي يمثل (خصوصا بعد مساهمته الفاعله في التصويت بنعم للدستور) احد ركائز المشروع السياسي العراقي ولا يمكن ابتداءا من الان فصاعدا ان يكون خارج هذا المشروع او بعيدا عنه وهو الذي ساهم في بنائه منذ ان شارك في مجلس الحكم الذي تشكل بعد سقوط الطاغية مباشره.

15-

ان الارهابيين العرب وازلام النظام السابق يغردون خارج السرب ويعيشون في زمن اخر بل وفي مكان اخر خلقته لهم عقولهم المريضه واحلامهم المستحيله واطيافهم المصطنعه وخيالاتهم الموهومه التي يتصوروا انهم من خلالها يستطيعون اعادة عقارب الساعه الى الوراء وتغيير قوانين التاريخ الذي تتحرك الان في عراق اليوم.

16-

ان على الولايات المتحده الامريكيه وبريطانيا وكل قوى التحالف الموجوده في العراق ان تحترم العراق شعبا وحكومة وان لاتستهين بالدم العراقي او تخرق لاي سبب كان السيادة العراقية التي تحاول الحكومة وشعبها الكريم استردادها شيئا فشيئا.

17-

الفشل الذريع المخزي الذي منيت به قناة الجزيرة القطرية والقنوات التي تبعتها وراهنت ضد الشعب العراقي,  حيث لم تحصد ما كانت تزرعه منذ بدا العمليه الديمقراطيه الاولى المتمثله في الانتخابات  حينما مارست كعادتها دورها القذر ورفعت قميص عثمان مساهمة في تاجيج العنف واثارة  الطائفيه بين ابناء العراق الحبيب فجاءت نعم الدستور لتبصق في وجهها وفي وجه كل القنوات العربيه الطائفيه التي رغبت في رفض الدستور وفشل المشروع السياسي في العراق.

18-

ان السنة في العراق هم اقلية بالنسبة للشيعة بحيث انهم لم يستطيعوا بكليتهم ان يحشدوا الاصوات ضد رفض الدستور العراقي مع ان هذا الامر لايلغي انهم شركاء للشيعة والاكراد في عراق اليوم وانه لايمكن لاي طائفة  حتى لو كانت ذا اغلبية ان تسيطر على القرار السياسي وان تستحوذ علية .

19-

ان لهيئه علماء السنة موقف متناقض ومزدوج من  القضايا السياسية بصورة عامة ومن الدستور العراقي بصورة خاصة, فبالرغم  من إنها منذ  البداية قد ادعت انها بمناى عن الدستور والعملية السياسية وأنها لن تدعو لا للتصويت ضده ولا له نراها بعد موافقه الحزب الاسلامي قد كشفت عن وجهها الحقيقي وازاحت قناعها الموضوع فطلبت منه  العدول عن رايه  الذي  بموجبه وافق على الدستور العراقي, وهذا يتناقض مع موقفها الاولي الذي اتخذته من الدستور العراقي.

20-

ان المد الطوفاني الديمقراطي قادم لامحالة اذ ستنطلق شرارته  بسرعه الصوت من العراق الجريح نحو المنطقه العربية باسرها وان القنبله الدستوريه ( ان صح الجمع بينهما)  التي صنعها العراق شعبا وحكومه بدمائه وصبره وصموده   سوف تتفجر وتتشظى اباديد الى حيث الغرف الخاصه لنوم حكام الرعب( عفوا العرب) التي تتعفن بروائح الدكتاتوريه والطغيان والاستبدادالفاشي...

حيث سيبنى العراق وسيتحرر قريبا رغما عن انف الارهابيون القتلة وأيتام النظام السابق وأمريكا التي( لا تلطم على الحسين وانما على قيمه الحسين )كما يقول المثل العراقي الشهير...                  

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 27/ تشرين الأول/2005 -  23/ رمضان/1426