
يقف المخترع سيوم جويتوم وهو أب لستة أبناء في ورشته يعرض مبتكراته
ويشرح افتتانه بالميكانيكا بينما ترعى بناته الصغيرات الماعز في الخارج.
وحتي الآن صنع جويتوم آلة لتصنيع البسكويت وماكينة لحام وماكينة
لتهذيب الحشائش من قطع اعيد تدويرها. ويدرس الآن مشروعا أكبر كثيرا
ربما تكون أهميته أعظم.
وحول جويتوم (38 عاما) طاقته الابداعية لمشكلة اختفاء الاشجار حول
كيرين مسقط رأسه وواحدة من أكثر مدن اريتريا جمالا حيث بدأت الغابات
تختفي ببطء.
ويعمل جويتوم على صنع موقد ضخم يعمل بالطاقة الشمسية معتمدا على طبق
خاص بالاقمار الصناعية ويعتقد ان بوسعه ان يقلص الى حد كبير حاجة
مواطنيه للحطب.
وفقدت نحو 95 بالمئة من غابات اريتريا خلال القرن الماضي بسبب
الجفاف وتنامي تعداد السكان وعلى نطاق اقل بسبب قطع عدد كبير من
الاشجار لحرمان المقاتلين من أماكن للاختباء.
وقال جويتوم وهو يقف على منحدر جاف "حين كنت شابا كنت أرى اشجارا
كبيرة وقديمة في الجبال وجندولا صغير أسفلها طوال العام".
ويضيف "الان جف النهر ولا توجد اشجار تقريبا. قطعت لاستخدامها كوقود
او لاغراض البناء.
وقطع الاشجار تهديد خطير للمجتمعات المعرضة للخطر في افريقيا. وذكر
تقرير دولي في وقت سابق من هذا العام ان التصحر الناجم الى حد كبير عن
قطع الاشجار يهدد بدفع ملايين لترك منازلهم.
ويعتقد جويتوم ان بمقدوره تغيير الامور.
وتابع جويتوم "تتحول بلادنا الى صحراء. اذا استخدمنا الطاقة الشمسية
ستصبح البيئة بخير. سينعم اطفالي بالصحة والسعادة وتتحسن احوالهم."
وتلقى المخترع بعض الدعم المالي من السفارة الهولندية ويأمل ان يكسب
تاييد جماعات اخرى حتى يصل موقده الذي يعمل بالطاقة الشمسية الى
المدارس ومنظمات عامة اخرى.
وقال "استخدم هذا الطبق القديم واحوله لموقد. تستخدم المدارس الحطب
في الطهي اذا حصلت على موقد يعمل بالطاقة الشمسية يمكن ان نوفر الخشب."
ويبلغ قطر الطبق متران ويمرر جويتوم يده على طبقة القصدير الرقيقة
التي تغطي الطبق ويشرح كيف يمكن تعديل الاتجاه والزاوية للطهي في
المكان الذي تسطع فيه الشمس.
وقال "نجرب مشروعا رائدا. اذا كان ناجحا سننتج المزيد (من المواقد
التي تعمل بالطاقة الشمسية."
والحاجة ام الاختراع في اريتريا حيث يحتاج تقريبا نحو ثلثي السكان
البالغ تعدادهم 3.6 مليون نسمة معونة غذائية كل عام. ومثل جويتوم تعلم
كثيرون الحصول على مايريدونه من البيئة القاسية المحيطة من اجل البقاء.
وفي اربريريبو في الجبال الواقعة خارج اسمرة يقطف الاطفال ثمار
اشجار من انواع الصبار لبيعها. وتنمو الثمار في المناخ القاسي وهي
مناسبة تماما لمناخ اريتريا المعرض للجفاف.
وربما الاهم ان هذه الثمار تنمو في الفترة من يونيو حزيران الى
اكتوبر تشرين الاول وهو موسم المجاعة اذ يكون محصول العام السابق نفد
ولن يجمع محصول الموسم التالي الا بعد عدة اشهر.
وتقول مارتا دريبا (15 عاما) وهي تقوم بقطف الثمار "نبيعها ونشترى
بالمال ملابس وأحذية ونشترى اقلاما وكراسات كما نساعد اهالينا."
ويعرف جويتوم المخترع هذه الحاجه للابتكار واستغلال كل ما هو متاح
لتحسين حياة المرء.
ويقول "حين لا تتوافر قطع غيار ينبغي ان تكون اكثر حذقا. تهتم اكثر
باجراء تعديلات."
وينطر جويتوم حوله ويرى معداته ومولدات قديمة ومحركات وقطع غيار
دراجات نارية متناثرة في ارضية ورشته ويتذكر كيف اكتسب ولعه
بالماكينات.
وتابع "اعتدت زيارة ورشة والدى يوميا ومساعدته" واصفا محاولاته
الاولى لاصلاح اجهزة راديو ومضخات مياه ويضيف "شيئا فشيئا زاد اهتمامي
بالعمل التقني."
كما تغذي انباء من العالم الخارجي طموحه وقال وهو يقود سيارته من
طراز لادا التي انتجت عام 1964 "سمعت انهم في اوروبا يستخدمون نوعا ما
من الغاز لتشغيل السيارات. أود ان احول سيارتي (لاستخدام هذا الغاز)." |