
قال القاضي الذي يرأس المحكمة في قضية صدام حسين يوم الخميس ان عضوا
عراقيا سابقا في المخابرات مريض الى حد خطير بالسرطان سوف يدلي بشهادته
من سريره في مستشفى ببغداد في محاكمة صدام.
قال القاضي رزكار امين لرويترز بعد يوم من تأجيله المحاكمة في يوم
افتتاحها الى 28 نوفمبر تشرين الثاني ان وضاح الشيخ أحد الشهود
الرئيسيين. وقال انه سيتم اخذ شهادته ربما في الاسبوع القادم.
واستبعد تأجيل سماع الشهادة حتى تعود المحكمة الى الانعقاد وقال انه
في المستشفى ومريض جدا بالسرطان لذا ينبغي الذهاب اليه.
وقال ان الشيخ محتجز وكان نشطا في مخابرات صدام في الدجيل البلدة
التي حاول فيها مسلحون شيعة اغتيال الرئيس في عام 1982.
وكان صدام وسبعة اخرين من اعضاء حزب البعث قد بدات محاكمتهم يوم
الاربعاء بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية بشأن ما تلا ذلك من قتل 148
رجلا من الدجيل وعقاب جماعي مزعوم لسكان البلدة الاخرين.
ومع انها اقل من الاتهامات الاخرى المتوقع ان يواجهها صدام في
محاكمات تالية بينها الابادة فان ممثلو الادعاء يعتقدون ان قضية الدجيل
يتوفر لهابعض من اقوى الادلة. وقالت مصادر وثيقة الصلة بالمحكمة ان
الشهود مستعدون للادلاء بالشهادة ضد صدام.
وقال امين ان الشيخ عمل بالمخابرات في الدجيل ويقول انه مستعد
للشهادة.
وقال امين ان احد الاسباب الهامة لتأجيل المحاكمة 40 يوما الذي امر
به يوم الاربعاء هو الحاجة الى اقناع الشهود الخائفين بالحضور الى
المحكمة. وطلب مجلس الدفاع ايضا تأجيلا لمدة ثلاثة شهور لاعداد قضيتهم.
قال امين يوم الاربعاء ان السبب الرئيسي لعدم حضور الشهود هو خوفهم
من انهم سيدلون بشهادتهم علنا وانه سيعمل على ايجاد حل لهذه المسألة من
اجل الجلسة القادمة.
وقالت مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن ضابط الاستخبارات وضاح
إسماعيل الشيخ، شغل منصبا رفيعا خلال الفترة التي وقعت فيها مذبحة
الدجيل عام 1982.
واوضحت المصادر أن الشيخ سيمثل الأحد في مركز اعتقال تحت سيطرة
القوات الأمريكية، حيث يحتجز قرب مطار بغداد الدولي، بسبب معاناته من
مرض السرطان.
وأن مثوله لا يعني إعادة انعقاد للمحاكمة، التي رفعت إلى 28 نوفمبر
/تشرين الثاني المقبل، بل مجرد جلسة استماع بسبب وضعه الصحي.
وأوضحت المصادر أنه في حال تعافي الشيخ من مرضه، قد يصبح عندها مدعى
عليه في قضايا أخرى تتعلق بمجزرة أخرى نفذت خلال حكم صدام.
وكان صدام حسين قد أكد الأربعاء براءته من التهم الموجهة إليه في
مذبحة الدجيل، أثناء محاكمته، وهو ما فعله المسؤولون السابقون في
النظام المخلوع.
بدورها الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس ابدت اهتماما كبيرا
بمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، حيث لم تخل صحيفة من صور
المحاكمة أو تعليق أو رسم كاريكاتير حولها.
ونقلت صحيفة الجارديان من بغداد عن محمد (35 عاما) الضابط السابق في
القوات الخاصة والذي كان مكلفا بحماية نجلى صدام حسين الراحلين "كان
يجب على صدام أن يقتل نفسه قبل أن تعتقله القوات الأمريكية، انه رجل
عسكري طوال حياته كان يجب عليه تجنب الوضع الذي هو فيه الآن."
وعارض حميد (20 عاما) في حديثه مع الصحيفة تلك الفكرة وقال "لا، يجب
ألا يفعل ذلك، فهو لم يفعل شيئا سيئا وقتله لنفسه كان من الممكن أن
يظهره أمام العالم وكأنه رجل شرير."
الحنين للماضي
ولكن تقول أم علاء وهي مدرسة سابقة إن هؤلاء الذين يشعرون للحنين
إلى ذكريات فترة حكم صدام حسين هم من تمكنوا من خفض رؤوسهم أمام النظام
السابق أو الذين تسولوا الفتات من نظام الطاغية.
وفي الوقت ذاته نشرت صحيفة الاندبندنت رسما كاريكاتيريا لقاعة
المحكمة حيث يجلس صدام حسين داخل قفص الاتهام وهو يرتدي حفاضة ويلفظ
"السكاتة" من فمه في وجه القاضي الذي هو نفسه (حسب ما يراه رسام
الكاريكاتير) دمية خشبية يحركها الرئيس الأمريكي جورج بوش.
أما صحيفة التايمز فنشرت كاريكاتيرا لصدام داخل القفص أيضا ولكن حبل
المشنقة ملتف حول رقبته ويد رجل تجذب الذراع لتنفيذ الحكم.
بينما نشرت صحيفة الديلي تليجراف كاريكاتيرا يظهر فيه الرئيس
الأمريكي جورج بوش يحمل في يديه دعامات دراجات الأطفال حيث يتابع هو
وزوجته بقلق شديد القضاء العراقي الذي يمثله احد القضاة ويركب الدراجة
ويهوي بها بسرعة فائقة في طريق شديد الانحدار.

 |