
كان روبن وارن في مطعم في بيرث بغرب استراليا في عشاء لا يحدث الا
مرة أو مرتين في العام مع زميله العالم باري مارشال عندما تلقيا مكالمة
هاتفية أنهما فازا بجائزة نوبل للطب.
ونقلت وكالة الانباء السويدية عن وارن (68 عاما) قوله "أذهلني النبأ."
وأضاف "عندما رن الهاتف لم أصدق أول الامر أن الخبر صحيح أو أن
المتحدث كان حقا من لجنة نوبل."
وتقاسم وارن ومارشال (54 عاما) جائزة نوبل عن اكتشافهما في عام 1982
بكتيريا هليكو بكتر بيلوري وهو ما أثبت لاول مرة أن بكتيريا هي السبب
في قرحات والتهاب المعدة.
وقال وارن انه ومارشال كانا على وشك البدء في تناول العشاء عندما
جاءت المكالمة. وأضاف "أصبح لدينا سبب حقيقي للاحتفال. فأنا وباري نعيش
في مكانين مختلفين ونلتقي مرة أو اثنتين كل عام."
وعن اكتشافهما الذي أحدث تغييرا أساسيا في علاج قرحات المعدة قال
وارن "كنت أعتقد أنه اكتشاف مثير. لكني لم أحسبه من نوع الاكتشافات
التي يحصل عنها أحد على جائزة نوبل."
وكان مارشال قال في حديث لتلفزيون هيئة الاذاعة الاسترالية في عام
2002 "لم يصدقنا أحد في البداية. كان الجميع يعتقدون أن التوتر هو سبب
القرحات."
وقال مارشال في حديث لصحيفة سيدني مورنينج هيرالد في اغسطس اب
الماضي "لم يصدق كثيرون ما قلناه. لكنهم لم يستطيعوا اسكاتنا."
وقد فاز الاستراليان باري مارشال وروبن وارن بجائزة نوبل للطب لعام
2005 لاكتشاف نوع من البكتريا يسبب التهاب وقرح المعدة.
وقالت جمعية نوبل في معهد كارولينسكا في ستوكهولم ان مارشال ووارن
حققا "كشفا كبيرا وغير متوقع" في عام 1982 عندما توصلا الى أن التهاب
المعدة وكذلك قرحة المعدة والاثني عشر والمعروفة باسم قرح الجهاز
الهضمي تحدث بسبب عدوى تنتج عن بكتيريا هليكوباكتر بيلوري.
وتتسبب هذه البكتريا في أكثر من 90 بالمئة من حالات قرحة الاثني عشر
وما يصل الى 80 بالمئة من حالات قرحة المعدة. ونحو ثلثي سكان العالم
مصابون بهذه البكتريا لكن أغلبهم لا يعانون من أي اعراض. وتزيد هذه
البكتريا من احتمالات الاصابة بسرطان المعدة وهو ثاني اكثر انواع
السرطان المسببة للوفاة.
وقالت الجمعية "بفضل الاكتشاف الرائد الذي توصل اليه مارشال ووارن
لم يعد مرض قرحة الجهاز الهضمي مزمنا أو حالة متكررة بل أصبح مرضا يمكن
الشفاء منه بجرعات ولفترة محدودة من المضادات الحيوية ومثبطات افرازات
الاحماض."
وقبل الاكتشاف كان التوتر والعوامل المرتبطة بأسلوب الحياة هي التي
تعتبر الاسباب الرئيسية للاصابة بقرح الجهاز الهضمي.
وأثبت العالمان "روبين وارين" و"باري مارشال" أن بكتيريا
"هيليكوباكتر بايلوري" تلعب دورا رئيسيا في التسبب بقرحة المعدة وقرحة
الأمعاء.
وبفضل جهد العالمين لم تعد قرحة المعدة مرضا يحتاج إلى علاج طويل
ويقعد المرضى عن ممارسة حياتهم الطبيعية، حيث بات بالإمكان الآن معالجة
هذه القرحة عبر علاج قصير الأمد يعتمد على المضادات الحيوية.
وحتى عام 1982 حينما تم اكتشاف بكتريا "هيليكوباكتر بايلوري" على يد
"مارشال ووارين"، كان يعتقد أن الضغوط وأسلوب الحياة هما السبب الرئيسي
في قرحتي المعدة والامعاء، ، لكن تم التأكيد الآن على أن البكتريا
مسؤولة عن أكثر من 90 بالمائة من قرحات الأمعاء، وكذلك عن 80 بالمائة
من قرحات المعدة.
كان د. وارين وهو اختصاصي في علم الأمراض من "بيرث" ، قد مهد السبيل
أمام هذا الإنجاز الطبي حين اكتشف وجود مجموعة صغيرة من البكتريا
تستوطن الجزء الأسفل من البطن وذلك لدى خمسين بالمائة من المرضى الذين
راجعوه على خلفية شكاوى من القرح.
كما كان الدكتور "وارين" هو الذي رصد الملاحظة المهمة بوجود حالات
التهابية على الدوام قرب المناطق التي توجد فيها البكتريا. وقد أبدى
الدكتور "مارشال" اهتمامه بالموضوع، حيث قام ببحث مطول لدراسة لعينات
أخذت من حوالي مائة مريض.
وبعد محاولات عديدة، تمكن الدكتور "مارشال" من رصد نوع غير مألوف من
البكتريا في معظم هذه العينات، ثم اكتشف هو والدكتور "وارين" أن هذه
البكتريا موجودة لدى غالبية المرضى الذين يعانون من قرحات في المعدة أو
في الأمعاء.
وعلى الرغم من أن قرحة المعدة يمكن أن تعالج بعقاقير حمضية، إلا
أنها غالبا ما تنتكس طالما أن البكتريا ما تزال ناشطة في البطن.
وأثبت الدكتوان "وراين" و"مارشال" أن مرضى القرحة لا يمكن معالجتهم
بشكل سليم إلا بطرد البكتريا من المعدة.
وقد أشادت لجنة نوبل بجهود العالمين الأستراليين لمثابرتهما
ورغبتهما القوية في مساعدة المرضى، وقالت اللجنة :" بواسطة تقنيات
متاحة بشكل عام ، قاما بجهد يستحق التقدير أثبت بشكل لا يدع مجالا للشك
بأن بكتريا "هيليكوباكتر بايلوري" تتسبب في هذا المرض.
ويعتقد أن هذه البكتيريا تؤدي إلى التسبب في القرحة من خلال حض
المعدة على إفراز المزيد من الأحماض، الأمر الذي يؤدي الى الأضرار
بأغشية المعدة والامعاء.
ولد وارن عام 1937 في اديليد وولد مارشال عام 1951 في كالجورلي.
وسيقتسمان الجائزة التي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونة (1.29 مليون
دولار) والتي بدأت في عام 1895 بوصية السويدي الفريد نوبل مخترع
الديناميت. |