السيد مصطفى نصر الله مدير مؤسسة نينوى في حوار شبكة النبأ: العقل العراقي مستهدف لانه يخيف ولا يخاف

  اجرى الحوار: هادي الربيعي

هناك خصوصية في معنى ان تكون عراقيا

·        يطير المرء بهمته كما يطير الطائر بجناحيه

·        فكرة تاسيس فرع للمؤسسة في العراق ناضجة

·        تدني الخدمات يعيق عمل اية مؤسسة لها برنامج طموح

  لعب مؤسسات الانتاج الفني دورا كبيرا في ايصال الفكر الشيعي بصورة متطورة تواكب حركة العصر وتفتح افقا واسعة في الخطاب مع الاخر وقد التقت شبكة النبا المعلوماتية بالسيد مصطفى نصر الله مدير مؤسسة نينوى للانتاج الفني لالقاء الضوء على طبيعة عمل هذه المؤسسات الثقافية وقد بدانا بسؤال السيد مصطفى عن طبيعة المؤسسة التي يديرها فقال:

ـ انطلاق قكرة نشوء المؤسسات التي يدعمها الامام الراحل الشيرازي قدس سره بدات من منطلق اهمية هذه المؤسسات في حياة الجماهير فتبلور فكرة تاسيس مؤسسة للانتاج الفني تعنى بالبرامج التلفزيونية والاذاعية لتغطية كافة المحطات التلفزيونية والاذاعية بهدف ايصال حقيقة ان فكر اهل البيت عليم السلام هو فكر حضاري وهكذا تاسست المؤسسة بطاقم صغير وبدات تتسع يوما بعد اخر حتى اصبح لها فروع وبالطبع تبلور لدي فكرة لفتح فرع في العراق لانني اعتبر العراق البلد الام والمفروض ان يكون المركز الرئيسي في العراق وارجو من الله تعالى ان يوفقني في تحقيق حلمي في نقل المركز الرئيسي الى العراق بعد تذليل الصعوبات باذن الله.

وتاسيس المؤسسة حديث العهد نسبيا فقد بدات سنة 2004.

·        والذي قدمتوه من اعمال من بداية التاسيس حتى اليوم؟

ـ قدمنا الكثير من البرامج التلفزيونية عرض قسم منها على قناة الانوار كما قدمنا مجموعة من البرامج على السيدي والكاسيت وطرحت في الاسواق ونشكر الله انها لاقت نجاحا مقبولا ومثل هذه البرامج لا توجه الى قناة فضائية او اذاعة وهذه البرامج تهدف الى خدمة فكر اهل البيت (عليهم السلام) وهي نابعة وتابعة لافكار اهل البيت(عليهم السلام) الحضارية.

* هل انجزتم اعمالا درامية تخدم فكر اهل البيت(عليهم السلام)؟

ـ فكرة خوض تجربة الدراما في عمل المؤسسة ما زال قائمة وقد مشينا خطوات كبيرة على تحقيق هذه الفكرة وحتى الان لم نقدم عملا دراميا متكاملا.

* السيد مصطفى... انتاج الاعمال الدرامية تحتاج الى امكانيات مالية كبيرة، وبعض الاعمال الدرامية تكلف مبالغ خيالية فكيف ستوفرون مثل هذه الامكانيات؟

ـ الفكرة قائمة لان لانتاج عمل درامي لمحطات معينة وهذا يتطلب الدخول في عمل مشترك مع اخرين فامكانيات المءسسة وحدها غير قادرة على انتاج اعمال تتطلب مبالغ كبيرة جدا ويكون هذا بالاتفاق مع شركة ثانية او مؤسسة ثانية وبعون الله تعالى نامل ان تتطور امكانياتنا بما يتيح لنا ان نقدم اعمالا مستقلة خاصة بالمؤسسة.

* هل من ضوء على تجربة الغربة التي عانيتها؟

ـ انا واحد من العراقيين الذين عانوا من ظلم النظام البائد واشترك معهم في مجموعة من التفاصيل واختلف نعهم ايضا في مجموعة من التفاصيل واوكد لك انني ومنذ عبرت الحدود الى المنافي وطوال السنين والعراق لم يفارق مخيلتي لحظة واحدة كان همي الدائم هو العراق وفي فترة الغربة لم ابتعد كثيرا فسكنت في الجوار لاكون على اقرب مسافة ممكنة منه ايمانا مني بان النظام لم يدوم ابدا وانه قد اوشك على السقوط وفعلا انعم الله تعالى علينا بزواله فعدنا الى الوطن وليس لدي ما اضيفه على المعاناة فالعراقيون جمعيا هم معاناة متواصلة والعراقي اينما كان يستطيع ان يشق طريقه وقد لاحظت في تجربتي ان العراقيين قادرون على شق طريقهم في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات.

وكان حالي شان حال العراقيين جمعيا في تجاوز المصاعب لتحقيق انجاز يبرر معنى وجودنا وغربتنا وكان هدفي ان يكون كل ما انجزته لخدمة العراق فالعراق يظل بلد الانبياء والائمة الطاهرين واعتقد ان هناك خصوصية في معنى ان تكون عراقيا واعتقد ان هذه الخصوصية قد منحها الله تعالى للعراقيين على وجه الخصوص ومن يقرا تاريخ العراق ويتابع تطورات الاحداث عبر المراحل التاريخية المتعاقبة سوف يلاحظ بالتاكيد هذه الخصوصية.

·        علمت ان اهتماماتكم كبيرة بالكومبيوتر والانترنيت وانكم تملكون اختصاصا في هذا الميدان فهل من ضوء على ذلك؟

ـ على ضوء قول امير المؤمنين علي ابن ابي طالب(عليه السلام) يطير المرء بهمته كما يطير الطائر بجناحيه والهمة هي العامل الاساسي في تحقيق اي نجاح يسعى اليه الانسان في الحياة وانظلاقا من هذا المبدا اكملت دراساتي في الخارج ومع مرور الوقت تطورت لدينا افكار لتاسيس مواقع للانترنيت في ظروف بالغة الصعوبة وكان الاعلام الاسلامي والاعلام الشيعي على وجه الخصوص لا يمتلك مثل هذه المواقع ونحمد الله تعالى اننا اسسنا بعض المواقع التي انطلقت لتحقيق بعض من طموحاتنا في الحياة وكانت هذه المواقع بذرة لتاسيس مواقع اخرى ويمكن القول اننا قد قطعنا شوطا لا باس به في مجال الانترنيت ثم تطور ذلك الى الانتاج التلفزيوني وانتاج البرامج ونقوم بالاشراف المباشر على بعض المواقع ونشرك من منطلق التعاون مع مواقع اخرى واول هذه المواقع هو موقع الشيرازي قدي سره الذي يعنى بتراث وشخصية السيد محمد الشيرازي وبعدها فتحنا موقع شبكة المستقبل وهو منتدى حواري على الانترنيت ثم تفرعت مواقع اخرى مثل موقع الكلمة الطيبة وموقع لاجوبة المسائل الشرعية وهذه هي المواقع الاساسية التي نعمل فيها ونشارك ايضا في مواقع اخرى من منطلق التعاون مثل موقع الاربعة عشر معصوم وموقع مجلة النبا وغيرها.

* ماذا اعددت للعمل في العراق؟

ـ تستطيع ان تقول ان زيارتي للعراق هي زيارة استشكافية ومع كل الاوضاع التي يمر بها العراق ارى ان الظروف مواتية للعمل في العراق وافكر جديا في ان اقدم لبلدي كل ما استطيع وتبلورت لدي فكرة فرع للمؤسسة في العراق تمهيدا لتحقيق حلمي الكبير في نقل المركز الرئيسي والمؤسسة في المحصلة هي مؤسسة عراقية خالصة سواء كانت في العراق او في اي مكان اخر ونحن جاهزون للتعاون مع القنوات الاعلامية التي تمضي لخدمة فكر اهل البيت عليهم السلام اينما كانت ويظل طموحي كما اشرت ان تكون المؤسسة في احضان الام وانت كاعلامي تدرك تماما ان المرحلة الحالية تشهد تدني الخدمات في مجالات كثيرة وهذا يعيق عمل اية مؤسسة لها برامج عملها الطموح ولو كانت الخدمات بالمستوى المطلوب لفكرت في نقل المؤسسة الى العراق في اسرع فرصة وهذه المشكلة الاكبر.

* هل تفكرون في فتح فروع للمؤسسة في الوطن العربي؟

ـ الطموح ايضا موجود وافتتاح فروع اخرى فكرة موجودة ايضا وقد ناقش مجلس ادارة المؤسسة هذا الموضوع حتى انه قرر بعض اليات العمل حول هذا الموضوع وقد يكون اتساع المؤسسة مرهونا باوضاع العراق وانا في حقيقة الامر متفائل باوضاع العراق رغم كل ما يحدث فيه وليس من المنطقي ان تتحسن امور بلد عاش معاناة كبيرة تحت رحمة دكتاتور دموي بين ليلة وضحاها وما يحدث الان هو مرحلة انتقال طبيعية وايماني عميق بان المستقبل سيكون في صالح العراقيين وانا من المؤمنين تماما بصلابة العراقي في مواجهة الصعاب فلو حدث ما حدث في العراق لاي بلد اخر لتعرض للابادة وفشل النظام الدتاتوري رغم كل ما يملك من اجهزة قمعية وقنوات علنية وسرية وما وصل الي من انتهاك لحرمة المقدسات الارضية والسماوية دليل اكيد على ذلك ونهوض العراق بصلابته المعروفة يبشرنا بمستقبل واعد انشاء الله.

* هل العقل العراقي مستهدف؟

ـ لاشك ان العقل العراقي مستهدف لان العقل العراقي يخيف ولا يخاف وبقدر ما تكون هناك اغتيالات لعقل العراقي فان هناك ولادات متجددة لهذا العقل واية قوة في العالم لا يمكن ان توقف هذه الولادات المتجددة ولا خوف على العقل العراقي مهما حدث واود ان اشير الى ان عدد كبيرا من المءسسات المهمة في العالم تديرها عقول عراقية كبيرة اثبتت قدراتها في جميع مجالات الحياة .

* ما الذي تقترحه لعبور هذ المرحلة المعقدة في تاريخ العراق المعاصر؟

ـ اهم ما احب ان اركز عليه هو ان يبقى الاعلام حرا كسلطة رابعة ذات تاثير فاعل في الحياة السياسية وقد يكون احد اسباب مصائب الشعب العراقي خلال المرحلة الدكتاتورية انه لم يملك اعلاما فهو لايملك البوابة التي ينطلق منها الى العالم لطرح ماعاناه وارجو من الله تعالى ان يساعدني لان اساهم في جعل الاعلام حرا كسلطة رابعة فاعلة في الحياة شانه شان اي اعلام حر في العالم لا يخضع لهيمنة السلطة الحاكمة ولا يخضع لشريحة خاصة او مؤسسة خاصة والاعلام من وجة نظري هو سلطة مستقلة ولها الحرية القانونية كباقي السلطات ويجب ان يكفل الدستور الجديد هذه السلطة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الأثنين 3 / تشرين الأول/2005 -  28/ شعبان/1426