جدال امريكي داخلي حول الحرب والدستور والارهاب والانسحاب من العراق

أظهر استطلاع للرأي نشر يوم الخميس أن الحرب في العراق جعلت الامريكيين يتشككون في جدوى استخدام القوة العسكرية كوسيلة لنشر الديمقراطية.

وقال 72 في المئة ممن استطلعت اراؤهم ان الحرب جعلتهم اقل ثقة بخصوص استخدام القوة العسكرية "لإرساء الديمقراطية" مقارنة بعشرين في المئة فقط قالوا انها جعلتهم اكثر ثقة بخصوص ذلك.

وكشف الاستطلاع أيضا عن أن ثلاثة من بين كل أربعة أمريكيين يعتقدون أن الاطاحة بالحكومة العراقية ومحاولة اقامة نظام ديمقراطي مكانها ليست سببا كافيا لخوض الحرب هناك. ولم يتطرق الاستطلاع الى قضية أسلحة الدمار الشامل بالعراق.

وقال ستيفن كول مدير برنامج المواقف من السياسة الدولية وهو مجموعة بحثية مرتبطة بجامعة ماريلاند "يبدو أن أغلب الامريكيين غير مقتنعين برأي الرئيس جورج بوش... أن النهوض بالديمقراطية وسيلة حاسمة لمحاربة الارهاب وجعل العالم أكثر امنا."

وأجرت المجموعة الاستطلاع بالاشتراك مع مجلس شيكاجو للعلاقات الخارجية. وشمل الاستطلاع 808 أشخاص واجري في الفترة من 15 الى 21 سبتمبر ايلول ويحتمل هامش خطأ يتراوح ما بين 3.4 واربع نقاط مئوية بالزيادة أو النقصان.

وأظهر الاستطلاع أيضا أن 64 في المئة من المشاركين به مستعدون الان للقبول بدستور عراقي لا يفي كلية بالمعايير الديمقراطية.

وقال 57 في المئة منهم انه اذا صوت العراقيون بالموافقة على الدستور الجديد خلال الاستفتاء المقبل فينبغي للولايات المتحدة أن تفترض أن اقرار الديمقراطية قد تحقق وتبدأ في سحب قواتها.

بدورهم قال ضباط كبار بالجيش الامريكي ان عدد وحدات الامن العراقية القادرة على القتال بدون مساعدة من القوات الامريكية تراجع وان كانوا اشاروا الى ان هذه ليست خطوة للوراء.

وفي جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ قال الجنرال جورج كاسي أكبر قائد امريكي في العراق ان اعادة عدد كبير من القوات الامريكية في العراق الى الوطن في العام الكبير سيعتمد على التطورات السياسية خلال الشهرين ونصف الشهر القادمين. وللولايات المتحدة في الوقت الراهن قوات قوامها 149000 في العراق.

وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان تدريب قوات الامن العراقية التي يبلغ قوامها نحو 192000 جندي لكي تصبح قادرة على الدفاع عن بلدها شرط مسبق للانسحاب النهائي للقوات الامريكية.

وقال كاسي والجنرال جون أبي زيد أكبر قائد امريكي في الشرق الاوسط لاعضاء مجلس الشيوخ ان كتيبة واحدة فقط من بين 120 كتيبة من قوات الجيش والشرطة العراقية التي تلقت تدريبا امريكيا قادرة على العمل بدون القوات الامريكية.

وكان البنتاجون قد قال في يوليو تموز ان عددها ثلاث كتائب.

وقالت سوزان كولينز العضوة الجمهورية في مجلس الشيوخ وهي تصف هذا الامر بأنه غير مشجع "هذا يسهم في فقدان ثقة الرأي العام في الكيفية التي تسير بها الحرب وما اذا كانت هذه الاستراتيجية مناسبة وما اذا كانت تنفذ بطريقة صحيحة وما اذا كنا نحقق تقدما أم لا."

وقال كاسي انه سيكون من الخطأ ان ينظر الى ذلك على انه "خطوة الى الوراء" لكنه اضاف "نحن نعترف بأن القوات المسلحة العراقية لن يكون لها قدرة مستقلة لبعض الوقت لانها ليس لها قاعدة مؤسسية لدعمها."

وقال السناتور الجمهوري جون ماكين للجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية ان الحرب لم تسر على النحو الجيد الذي قال البنتاجون انها ستسير عليه.

وقال مايرز الذي كان يتحدث قبل يوم من تقاعده من منصبه "لا اعتقد ان هذه اللجنة أو الرأي العام الامريكي سمعني على الاطلاق وانا اقول ان الامور تسير سيرا حسنا في العراق." واضاف "انه صراع صعب."

وتراجع تأييد الراي العام للحرب المستمرة من عامين ونصف العام في استطلاعات الرأي بجانب التأييد الذي يحظى به الرئيس الامريكي جورج بوش.

ويتساءل بعض المشرعين الامريكيين عن المدة التي ستمضيها القوات الامريكية في العراق كما ان الجلسة التي عقدت يوم الخميس تأتي بعد اقل من اسبوع من مظاهرة احتجاج ضد الحرب جرت في واشنطن مطلع الاسبوع الماضي وشارك فيها مئة الف شخص على الاقل.

وتوقع كاسي في مارس اذار ويوليو تموز اجراء خفض كبير في القوات الامريكية في الربيع والصيف القادمين قال مسؤولون بالبنتاجون انه يعني بين 20 الف و30 الف جندي. وفي تصريحات للصحفيين يوم الاربعاء ألقى كاسي بشكوك على هذا الامر قائلا ان العراق يمر بفترة من الشكوك المتزايدة التي تجعل "من السابق لاوانه" قول ما اذا كان يمكن اعادة القوات الى الوطن.

وابلغ كاسي اللجنة ان امكانية اجراء تخفيضات بالقوات في عام 2006 لاتزال قائمة.

وقال البنتاجون انه منذ الغزو في مارس اذار عام 2003 قتل 1924 عسكريا امريكيا وجرح 14755 في القتال.

وقال كاسي "الخمسة والسبعون يوما القادمة ستكون حاسمة" في تقرير مصير مثل هذه التخفيضات.

ويصوت العراقيون على مشروع دستور جديد في استفتاء يجرى في الخامس عشر من اكتوبر تشرين الاول واذا اجازوه فسوف يتم انتخاب حكومة جديدة في الخامس عشر من ديسمبر كانون الاول.

وامتنع كاسي وهو يدلي بأقواله امام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب عن تحديد جدول زمني لتسليم المسؤوليات الامنية من الولايات المتحدة والقوات الاجنبية الى العراقيين.

واوضح كاسي ان المعدل المتوسط لفترة اخماد التمردات المسلحة بالقرن العشرين بلغ تسعة اعوام.

وقال كاسي "ولا يوجد سبب يجعلنا نعتقد ان التمرد في العراق سيستغرق فترة زمنية اقل للتعامل معه" وذلك رغم انه لم يقل ان القوات الامريكية ستبقى بالعراق كل هذه الفترة.

ويصوت العراقيون على مشروع دستور جديد في استفتاء يجرى في الخامس عشر من اكتوبر تشرين الاول واذا اجازوه فسوف يتم انتخاب حكومة جديدة في الخامس عشر من ديسمبر كانون الاول.

وتعكس مسودة الدستور الى حد كبير وجهات نظر الغالبية الشيعية والاكراد اللذين يهيمنان على الحكومة العراقية المدعومة من واشنطن اكثر مما هو عليه الامر بالنسبة للعرب السنة الاقلية التي كانت تهيمن على مقاليد البلاد خلال تولي الرئيس المخلوع صدام حسين.

ويمثل العرب السنة المورد الرئيسي للمشاركين في التمرد المسلح بالعراق.

وأوضح كاسي ان المعدل المتوسط لفترة اخماد التمردات المسلحة بالقرن العشرين بلغ تسعة اعوام.

وقال كاسي "ولا يوجد سبب يجعلنا نعتقد ان التمرد في العراق سيستغرق فترة زمنية اقل للتعامل معه" وذلك رغم انه لم يقل ان القوات الامريكية ستبقى بالعراق كل هذه الفترة.

وتحتفظ الولايات المتحدة بقوات يبلغ عددها 149 الف جندي في العراق منذ الغزو كما بلغ عدد القتلى من الجنود الامريكيين حتى الان 1924 اضافة الى 14755 مصابا في العمليات العسكرية حسبما ذكرته وزارة الدفاع الامريكية.

وتبدو ارقام القتلى من الجنود الامريكيين ضئيلة مقارنة بالخسائر البشرية في صفوف العراقيين.

وتقول حكومة بوش التي تعتبر ان الحرب في العراق تأتي ضمن حربها المعلنة على الارهاب ان سحب القوات الان سوف يشجع اعداء الولايات المتحدة.

وقال مايرز يوم الخميس انه اذا انسحبت الولايات المتحدة الان من العراق فان هجوما اخر مماثلا لما حدث في 11 من سبتمبر 2001 "سيكون امرا وشيك الحدوث."

وعبر السناتور الديمقراطي ادوارد كنيدي عن قلقه من اختراق المتمردين لقوات الامن العراقية.

ورد وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد قائلا "انها مشكلة تواجهها قوات الشرطة في كل مدينة رئيسية في بلادنا ان يخترق المجرمون ويتقدمون للالتحاق بقوات الشرطة."

شبكة النبأ المعلوماتية -السبت 1 / تشرين الأول/2005 -  26 / شعبان/1426