ذوبان الجليد قبل موعده في الاسكا والاعاصير تؤكد ضرورة تعلم البشر التعامل مع التغير في المناخ

اكد الباحث والخبير الالماني في شؤون البيئة هانس فون شتورش ضرورة تعلم البشر كيفية التعامل مع التغير المناخي من اجل الحد من الاضرار والخسائر التي تنجم عن الفيضانات والاعاصير وغيرها من الكوارث الطبيعية.

وقال شتورش في مقابلة اجرتها معه محطة التلفزيون الالمانية شبه الرسمية (ار دي ايه) انه لا يمكن بصورة مطلقة وقف التغير المناخي مشيرا في الوقت نفسه الى ان الكوارث الطبيعية التي طرات مؤخرا مثل اعصاري (ريتا) و(كاترينا) تعتبر ظواهر واحداث طبيعية عادية ولكن الامر الحاسم هو كيفية تعامل البشر مع الكوارث الطبيعية.

واضاف انه منذ وقوع الاعصارين المذكورين ظهرت ايضا اعاصير استوائية عدة مشيرا الى ان هذه الاعاصير لم تحدث فقط في الفترة الحالية بل انها حدثت وتحدث وستحدث مستقبلا ومن جيل الى اخر.

ونبه الى انه لا ينبغي ارجاع كل تغير في الطقس الى التغير في المناخ فحسب بل ان هناك صلة وثيقة بين التغيرات في الظروف المناخية وبين الاستعدادات الاجتماعية لذلك.

واستعرض الخبير الالماني مثالا لذلك وهو انخفاض الكوارث الطبيعية في الهند ليس بسبب قلة او وقف التغيرات في المناخ بل بسبب استعداد البشر ومواجهتهم لتلك الكوارث باساليب واستعدادات افضل من ذي قبل.

من جهة اخرى حذرت دراسة جديدة من ان ذوبان الجليد في منطقة القطب الشمالي في ولاية الاسكا الامريكية بات يحدث في وقت مبكر عما هو معتاد مما يسرع بالتغير المناخي في المنطقة ويساعد على مرورها بواحد من اكثر فصول الصيف دفئا خلال 400 عام.

وقال تيري شابن وهو استاذ للبيئة في جامعة الاسكا فيربانكس ان الذوبان المبكر للجليد الذي يحدث نتيجة لزيادة حرارة الجو هو من "العوامل الايجابية" التي تؤدي الى زيادة درجات حرارة الشمال البعيد.

وقال شابن "ان كل واحد من هذه التغيرات يبدو انه يؤدي الى تغيرات اخرى مما يعني حدوث المزيد من التغير المناخي."

وقامت مؤسسة العلوم الوطنية بتمويل الدراسة التي نشرت في موقع دورية (ساينس اكسبرس) على الانترنت. واكتشفت الدراسة ان ذوبان الجليد يحدث كل عشر سنوات قبل موعده بيومين ونصف اليوم تقريبا معرضا الارض التي كان يغطيها الجليد لحرارة الشمس في وقت مبكر عن موعدها خلال الموسم.

وتؤدي الحرارة التي تمتصها الارض الى خروج طاقة الى الغلاف الجوي بمقدار ثلاثة وات لكل متر مربع كل عشر سنوات وهو تغير يؤدي الى زيادة درجة حرارة الغلاف الجوي في المنطقة بل ويؤدي الى زيادة درجة حرارة الكرة الارضية.

واكتشفت الدراسة ان درجة حرارة الصيف سوف ترتفع بمقدار من مثلي الى سبعة امثال اذا استمرت الاشجار والادغال في انتقالها شمالا.

وقال ماثيو ستم الذي شارك مع شابن في اجراء الدراسة انه في الوقت الحالي فان المنطقة الخالية من الاشجارالتي تقع بين المنطقة المتجمدة وخط الاشجار في المنطقة المتجمدة الشمالية مازالت خالية نسبيا من الحياة النباتية بالرغم من ان نباتات بدأت تستعمر المزيد من المناطق الشمالية.

واضاف "ولكن عندما نبذل المزيد من الجهد فاننا نكتشف ان ارتفاع درجات الحرارة الذي يحدث بالفعل سببه نقص مدة الشتاء.

"ولكننا نعلم بالفعل ان التغير في الحياة النباتية يحدث بالفعل مما قد يؤدي الى ان يصبح اكثر من مجرد رد فعل."

وقال شابن ان ذوبان الجليد قبل موعده قد يؤدي الى اثار خطيرة على القطب الشمالي.

وتابع قائلا "اي نوع من الانشطة البيئية او البشرية التي تتطلب وجود ثلج او اجواء جوية خالية من الثلوج سوف تتأثر بهذا."

وتضبط حيوانات غزال الرنة وهو نوع من الايائل موجود في شمال امريكا موعد عودتها كي تصل الى ساحل القطب الشمالي في الوقت الذي يبدأ فيه الجليد في الذوبان وتخرج النباتات الصغيرة من الارض.

وقال انه لو ذاب الجليد مبكرا عن موعده فان الرنة سوف تواجه نباتات قوية كما ان جسور الجليد التي تستخدمها الحيوانات في عبور الانهار لن تكون موجودة في الوقت الذي تصل فيه الرنة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 27 / ايلول/2005 -22 / شعبان/1426