مؤرخ أميركي يرى انتشار الديمقراطية سيجعل العالم أكثر أماناً وأن الديمقراطية والإسلام ليسا متنافرين

 أدار الكاتب والمؤرخ وعالم الثقافات الكلاسيكية في معهد هوفر التابع لجامعة ستانفورد، فكتور دايفز هانسن، دفة حوار على الإنترنت في 21 أيلول/سبتمبر لمناقشة موضوع انتشار الحرية والديمقراطية وكيف يمكن لذلك أن يجعل العالم مكاناً أكثر أمانا.

وقال إن الولايات المتحدة واجهت، في اليوم التالي لهجمات 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية، قرارات صعبة كانت نتيجة سنين من التساهل إزاء الحكومات غير الديمقراطية.

ومضى إلى القول إن ما يتم في الوقت الحاضر هو أن "هناك تغيرات إيجابية تجري حالياً في مصر وليبيا؛ وقد مضى صدام (حسين) وطالبان إلى غير رجعة، وتحارب حكومتان منتخبتان في أفغانستان والعراق الإرهابيين. وقد أصبح السوريون خارج لبنان، وتوقف الدكتور خان عن تصرفاته الغريبة في المجال النووي. (وكان يشير بذلك إلى عبد القدير خان، العالم النووي الباكستاني، الذي اعترف في العام 2004 بتزويد كل من إيران وليبيا وكوريا الشمالية بالتكنولوجيا النووية.)

وجاءت تعليقات هانسن مطابقة لما كانت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، قد صرحت به في خطاب سياسي رئيسي ألقته في القاهرة في شهر حزيران/يونيو، إذ قالت "لقد سعى بلدي، الولايات المتحدة، طوال ستين عاماً، إلى تحقيق الاستقرار على حساب الديمقراطية في هذه المنطقة هنا في الشرق الأوسط—ولم نحقق أياً منهما. أما الآن، فإننا ننتهج سبيلاً آخر. إننا ندعم طموحات جميع الشعوب الديمقراطية.

وقد شاركت في الحوار الذي ترأسه هانسن، وهو مؤلف حوالى 170 مقالاً ومراجعة كتاب وافتتاحية صحفية حول التاريخ الإغريقي والزراعي والعسكري والثقافة المعاصرة، مجموعة متباينة من الأشخاص من تركمانستان والسودان وقازخستان والمغرب وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة وفرنسا والنيجر وأوزبكستان والولايات المتحدة.

وقال هانسن إن الولايات المتحدة لا تحاول تعزيز "نظام أو آخر من الأنظمة الديمقراطية، وهناك الكثير منها، وإنما مجرد الفكرة العامة الخاصة بالتصويت الشرعي والمحاكم المستقلة وحرية التعبير والبنية التحتية لنظام الحكم الدستوري."

وأشار إلى أن إقامة "الديمقراطية أسهل في الدول المزدهرة ذات السكان المتعلمين، إلا أنها ليست مستحيلة في المجتمعات الناشئة، وقد تكون في الواقع عنصراً حفازاً للتحسن المادي نفسه."

وأضاف المؤرخ الأميركي أن "الديمقراطية ليست فقط حكم الأغلبية من خلال التصويت، وإنما هي نظام كامل- (نظام من) حرية التعبير وحقوق الملكية وصيانة حقوق الأقلية والانفتاح الاقتصادي وسيطرة المدنيين على المؤسسة العسكرية. وإلا لكانت لدينا "ديمقراطية" عندما يقوم أحد الطغاة بتزوير الانتخابات ببساطة وادعاء الشرعية."

وقال هانسن لمشارك في الحوار من قازخستان، أعرب عن قلقه بشأن الانتخابات الرئاسية القادمة هناك، "آمل أن نكون حازمين في جهودنا لدعم عملية التحرير وأن ننشط حلفاءنا للقيام بنفس الشيء."

وأشار إلى أن الديمقراطية والإسلام ليسا متنافرين، وإلى أنه قد يكون من الممكن لتركيا أن تكون نموذجاً يحتذيه العراق في المستقبل- "ديمقراطية ذات مسحة إسلامية قوية."

ومضى إلى القول: "أعتقد أن الولايات المتحدة تحاول جلب نظريات الحرية الغربية إلى الشرق الأوسط بطرق غير حكومية مختلفة،" مضيفاً أن الولايات المتحدة تحاول التشجيع على الحرية دون إملاء الكيفية التي يجب أن يتم فيها حلول الحرية، وتقول بأن الحرية "طبيعية للعالم العربي كما هي طبيعية لكل إنسان."

وأعرب عن اعتقاده بأنه يجب على أميركا أن تواصل "دعمها لتطلعات أولئك الذين يعيشون في ظل أنظمة استبدادية إلى الديمقراطية."

وقال هانسن إن "العراق يخرج ببطء حالياً من كابوس استمر 30 عاما. ويجب علينا أن نبقى هناك طالما رغبت أغلبية السكان والبرلمان المنتخب في بقائنا لحماية الديمقراطية الحديثة الظهور."

وهانسن هو بحاثة في معهد هوفر، وأستاذ زميل في كلية هيلزدايل في مشغان لشهر أيلول/سبتمبر. ويتناول كتابه القادم "حرب لا ككل الحروب"، الحرب البيلوبونيسية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الأحد 26 / ايلول/2005 -20 / شعبان/1426