آفة التحرش الجنسي بالأطفال وسُبل الوقاية منها

مهما تكن الأسباب التي تؤدي للعنف الجنسي ضد الأطفال من غياب الرقابة من الأهل وغياب الحوار والإطلاع على الأسرار، والتعري أمام الطفل، ورؤية مناظر فاضحة بالتلفاز ومقاهي الانترنيت، وأحاديث الرفاق أو غيرهم وقراءة بعض الكتب التي تتعرض لهذا الأمر، إلا أن لها آثاراً جسمية وروحية خطيرة على الطفل كالاضطرابات والأعراض الغريبة والصداع والشرود والتبول اللاإرادي وكذلك مشكلات دراسية كالانخفاض في المستوى الدراسي والانعزال والانطواء والانسحاب بعيداً عن الأسرة والأصدقاء والنشاطات، اضطرابات في النوم والكوابيس إيذاء الذات ومحاولة الانتحار وقد يصاب الطفل بأمراض عقلية او جسمية، وتنعدم ثقته بالآخرين وبنفسه ويغير اتجاهاتهم وقناعاتهم وقد يؤدي بهم الى حياة الانحراف والإدمان.

والمستهدفون من الأطفال: هم ما بين سنة ونصف الى الخمس سنوات في وقت تغيب فيه رقابة الأهل والأقرباء المحيطين بهم، والغريب كما يقوله علماء النفس أن هذا العنف غالباً ما يحدث على يد أقرب الناس الى الأطفال! أو ممن يقدمون لهم الرعاية (السائق – الخادم – جوار الأطفال) أما الأطفال الـ(5 – 12) عاماً فما فوق غالباً ما يتعرضون للعنف الجنسي ممن يختلطون بهم من (أصدقاء – أبناء الجيران – الغرباء).

والأطفال الذين يودعون مؤسسات الأحداث الإصلاحية، والمشرودون في الشوارع، باعتبارهم هدفاً سهلاً بسبب فقرهم وصغر سنهم وجهلهم بحقوقهم (وقد أظهرت بعض الأبحاث والتجارب في أغلب دول العالم أن واحداً من كل أربعة أطفال يتعرض للعدوان الجنسي والأطفال في سن العاشرة هم أكثر عرضة من غيرهم لهذا العنف).

أما عن كيفية حماية الأبناء فينصح علماء النفس: بتوعية الأطفال منذ الصغر وبشكل صريح بعيداً عن الابتذال والتطرف في الصراحة وتكون التوعية حسب عمر الطفل، ومبسطة جداً مع الصغار وبتوضيح أكبر مع الكبار.. وعدم السماح للأطفال أن يناموا في فراش واحد، ومراقبتهم اثناء اللعب خاصة عندما يختلون بأنفسهم، وألا نسمح للأطفال الصغار باللعب مع الكبار.

التثقيف الموجه والمعلومة الصحيحة بجو الصداقة، ومنحه الثقة.. ضرورة تعليمه أن يروي للوالدين كل ما يصادفه خاصة من الغريب (الذي يتعرض له) وتعويده على أن يسرد لعائلته كل ما يحصل معه. ملاحظة الطفل دون إشعاره بالرقابة، حماية الطفل من مشاهدة القنوات الفضائية او مجلات غير مناسبة تثقيف أطفالنا جنسياً بما يتلائم مع أعمارهم بشكل تلقائي يبدأ بتعريفه على كل شيء عن جسده وتعويده احترام هذا الجسد وبأنه شكل جميل وعليه الحرص على أجزاء جسده وعدم السماح لغيره من الاقتراب منها.. وبضرورة وجود مسافة بينه وبين الآخرين لا يجوز تجاوزها..

أما أبناء عمر (6 – 12) توعيتهم للوقاية بتوسيع الشرح بعلمية وتنبيهه أن عليه المقاومة والاستعانة في حالة تعرض لهذا الموقف.. ولن يتم هذا إلا بجو من الصراحة والثقة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 22 / ايلول/2005 -17/ شعبان/1426