حرب العراق وبزوغ الاغلبية الشيعية ادى الى بروز التشدد لدى سعوديين

  أظهرت نتائج دراسة استندت الى تقارير للمخابرات السعودية ان مئات المقاتلين السعوديين الذين انضموا للمسلحين في العراق لم تكن تبدو عليهم علامات واضحة على التشدد قبيل الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين على يد الولايات المتحدة وحلفائها.

وقالت الدراسة التي أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن والتي حصلت رويترز على نسخة منها يوم الاحد ان السعوديين يشكلون نحو 350 من المُسلحين الأجانب البالغ عددهم 3000 مُسلح في العراق أي أقل مما كان يفترضه العديد من المسؤولين.

وقالت الدراسة "بالغ المحللون ومسئولو الحكومة في الولايات المتحدة والعراق في حجم العناصر الأجنبية في التمرد العراقي خاصة ما يتعلق بالمجموعة السعودية."

وقالت الدراسة ان المسلحين غير العراقيين يشكلون أقل من عشرة في المئة من المسلحين وربما أقل.

وكان الباعث الذي حرك معظم هؤلاء الاشخاص هو "الاستياء من فكرة احتلال دولة غير عربية لأرض عربية."

والدراسة التي أجراها انتوني كوردسمان المحلل المتخصص في شؤون الشرق الاوسط ومستشار الامن السعودي نواف عبيد قد توفر المزيد من الحجج للمنتقدين الذين يقولون ان الغزو الامريكي للعراق في عام 2003 تسبب في جذب متطوعين جدد لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن بدلا من إضعاف التنظيم.

وقالت الدراسة ان المملكة العربية السعودية استجوبت عشرات المتشددين السعوديين الذين عادوا من العراق أو الذين أُلقي القبض عليهم عند الحدود.

وقالت الدراسة ان "عدد الاشخاص الذين أكدوا انهم لم يكونوا من المتشددين قبيل الحرب على العراق كان من أهم النقاط."

وقالت الدراسة ان "الغالبية العظمى من المتشددين السعوديين الذين دخلوا العراق لم يكونوا من المتعاطفين مع الارهابيين قبل الحرب وانهم أصبحوا من المتشددين نتيجة للغزو الذي قامت به الولايات المتحدة وحلفاؤها."

وقالت الدراسة انه تأكيدا لادعاءاتهم فان 85 في المئة من الذين تم استجوابهم لم يكونوا على أي قائمة تضم متشددين معروفين.

وينحدر معظم هؤلاء الاشخاص من غرب وجنوب أو وسط المملكة العربية السعودية وهم غالبا من عائلات الطبقة المتوسطة التي تنتمي لقبائل محافظة معروفة.

وقالت الدراسة ان العديد منهم تلقوا تعليما جيدا وتقلدوا وظائف وجميعهم من المسلمين السنة. وكان بزوغ الاغلبية الشيعية في العراق قد ازعج الاغلبية السنية في المملكة العربية السعودية.

ويمثل المقاتلون الأجانب عنصرا واحدا فقط من التمرد الدموي المستمر منذ عامين في العراق حيث قتل اكثر من 200 عراقي خلال الاسبوع الماضي وحده.

ويوم الجمعة أُلقي القبض على رجل سعودي يضع حزاما ناسفا في أعقاب قيام انتحاري بتفجير نفسه في بغداد.

ويضع محللون آخرون تقديرات أعلى بالنسبة للمتشددين السعوديين في العراق قائلين ان الرسائل التي تنشر على مواقع اسلامية على الانترنت تشير الى انهم ينفذون معظم الهجمات الانتحارية التي يقوم بها أجانب وان عدة آلاف من السعوديين ربما توجهوا الى العراق.

لكن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قال ان تلك الاعداد ربما يكون مبالغا فيها لان المتشددين السعوديين لا يحظون باهتمام كبير من ناحية التغطية الاعلامية ومن ناحية انهم متطوعون يجلبون أموالا معهم.

وتكافح المملكة العربية السعودية عنفا داخليا من قبل أنصار أسامة بن لادن السعودي المولد وهى مسألة تخضع للتمحيص منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة التي كان أغلب منفذيها من السعوديين.

ويتهم منتقدون الحكومة بغض البصر عن المتشددين طالما كانت أهدافهم خارج المملكة العربية السعودية.

لكن المركز قال ان الاجراءات التي اتخذتها السعودية لاغلاق الحدود مع العراق واعتقالها لأئمة ممن يحرضون على الجهاد ساعد في تقليص أعداد المقاتلين السعوديين وآخرين من الذين يتوجهون الى العراق.

وقالت الدراسة ان المجموعة الاكبر من المقاتلين الأجانب تتألف حسب تقديراتها من نحو 600 مقاتل جزائري.

وقالت ان نحو 550 سوريا و500 يمني و450 سودانيا و400 مصري و350 سعوديا و150 مقاتلا من دول أخرى قد عبروا الى داخل الأراضي العراقية للمشاركة في القتال ضد قوات التحالف.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 20 / ايلول/2005 -15/ شعبان/1426