النرويج افضل مكان للعيش في العالم تتجه يسارا

اعترف رئيس الوزراء النروجي الديموقراطي المسيحي كيل ماغني بونديفيك بهزيمته امام المعارضة اليسارية في الانتخابات النيابية التي اجريت الاثنين ما يفسح المجال امام تحالف بقيادة منافسه العمالي ينس شتولتنبرغ لتولي السلطة.

وقال بونديفيك في تصريح للتلفزيون "سياسيا اشعر بالخيبة لأن الحكومة لم تحصل على التفويض للاستمرار".

ومع حصوله على حوالي 48 بالمئة من الاصوات فاز الحزب العمالي مع حليفيه اليسار الاشتراكي والحزب الوسطي ب 88 مقعدا من اصل 169 مقعدا في البرلمان كما افادت المعلومات النهائية تقريبا للحكومة.

واكد شتولتنبرغ الذي اقام حملته الانتخابية على اعادة اطلاق نظام الدولة الحاضنة في هذه الدولة الاسكندنافية الغنية ثالث اكبر مصدر للنفط في العالم "لقد وعدنا الشعب بالحصول على اغلبية واضحة وهذا ما سنعطيه". واضاف "سنحتفل قليلا بهذا (الانتصار)".

وما عدا حصول مفاجأة في اخر لحظة فان التحالف الذي يميزه اللونان الاحمر والاخضر يبدو متأكدا من تمكنه من تشكيل حكومة تحظى باغلبية برلمانية في سابقة في النروج لم تشهدها منذ 20 عاما.

وسيستعيد شتولتنبرغ الخبير الاقتصادي (46 عاما) على رأس تحالف يساري منصب رئيس الوزراء الذي شغله لفترة قصيرة بين 2000 و2001.

وتشير توقعات رسمية الى حصول الحكومة المتخلية وحليفها بشكل غير رسمي حزب التقدم على 81 مقعدا في البرلمان.

وبعد فرز 98,3% من الاصوات حصلت المعارضة اليسارية التي يرأسها العمالي ينس شتولتنبرغ على اكثرية مطلقة من 88 مقعدا.

ويبدو ان الحزب العمالي بزعامة ينس شتولتنبرغ وحليفيه واثقين من تشكيل حكومة تتمتع بأكثرية نيابية.

وباستثناء الليبراليين فان نتائج احزاب وسط اليمين (محافظون وديمقراطيون مسيحيون وليبراليون) شهدت تراجعا مقارنة باقتراع سنة 2001 في حين فرض حزب التقدم (يميني شعبوي) نفسه كثاني اكبر تشكيل سياسي في البلاد بحصوله بمفرده على 37 مقعدا.

ويفترض ان يقوم بونديفيك (58 عاما) اليوم الثلاثاء بعد اربع سنوات في الحكم باعلام الملك هارالد باستقالته التي لن تكون فعلية الا في منتصف تشرين الاول/اكتوبر مع عقد البرلمان دورة الخريف وتقديم الحكومة مشروعها لميزانية عام 2006.

ونجح اليسار في اعقاب اقتراع شهد تنافسا شديدا في فرض نفسه من خلال وعود بتقسيم "اكثر عدلا" للثروة.

ووعد تحالف اليسار النروجي المعارض للتخفيضات الضريبية التي منحها اليمين بمزيد من الانفاق على التعليم والصحة وعلاج كبار السن مع التعهد بالانضباط في المجال الضريبي.

وفشل بونديفيك في تخويف الناخبين من "التجريبية" المغامرة لليسار في الوقت الذي تؤكد فيه الامم المتحدة كما يقول منذ خمس سنوات ان النروج تعد افضل مكان يستطاب فيه العيش في العالم.

وراى الفنان فرانز شميدت (36 عاما) بعد ان صوت لليسار الاجتاعي الاثنين في اوسلو "الاقتصاد يسير بشكل جيد لاسباب اخرى غير سياسية في الغالب مثل ارتفاع اسعار النفط الذي لا علاقة له بلون الحكومة".

وبحسب احصائيات رسمية فان عدد الفقراء زاد بحوالي 25 بالمئة بين عامي 2001 و2003 في مملكة النروج.

وسيكون على الحزب العمالي الذي سيهيمن على التشكيل الوزاري القادم التعامل مع متطلبات متناقضة احيانا لحلفائه في السلطة.

ويرى احد هؤلاء الحلفاء اليسار الاشتراكي المعارض تقليديا لانضمام بلاده للحلف الاطلسي (النروج عضو في الحلف) وللاتحاد الاوروبي (النروج ليست عضوا في الاتحاد الاوروبي) في برنامجه ان الولايات المتحدة تشكل "التهديد الاساسي للسلم العالمي" الامر الذي لا يشاطرهم اياه العماليون.

ويعارض اليسار الاشتراكي ايضا اقامة محطات حرارية للغاز التي يعتبرها ملوثة للبيئة واستكشاف النفط في مياه بحر البارنت (اقصى الشمال) الامران اللذان لا يتفق فيهما ايضا معه الحزب العمالي.

وأعلن الائتلاف النرويجي الذي ضم "الحمر والخضر" بقيادة رئيس الوزراء السابق ينس شتولتنبرج الذي هزم حكومة يمين الوسط في الانتخابات عزمه على انفاق مزيد من عائدات النفط على برامج الرعاية الاجتماعية.

وقال الزعيم العمالي يوم الثلاثاء في حديث تلفزيوني ردا على سؤال حول أولويات حكومته "الوظائف والمدارس وتوفير الرعاية لكبار السن." لكن ينبغي عليه اولا أن يتوصل الى أرض مشتركة مع حلفائه في حزبي اليسار الاشتراكي والوسط.

وسيظل رئيس الوزراء النرويجي المنتهية ولايته كييل ماجني بونديفيك (58 عاما) يمارس مهامه حتى انعقاد البرلمان في منتصف اكتوبر تشرين الاول.

وسئل بونديفيك عن سبب تخلي الناخبين يوم الاثنين عن حكومته رغم انها تنادي بخفض الضرائب ورغم ان الدراسات التي اجرتها الامم المتحدة وضعت النرويج كافضل مكان في العالم يمكن ان يعيش فيه الانسان منذ توليه السلطة في عام 2001. ورد بونديفيك الذي تتشكل حكومته من ثلاثة احزاب هي حزب الشعب المسيحي وحزب المحافظين وحزب الاحرار "ليست لدينا اجابة مناسبة."

وقال شتولتنبرج ان برنامج بونديفيك لخفض الضرائب يتعارض مع مبدأ المساواة في النرويج.

وفاز ائتلاف بونديفيك وحزب التقدم حليفه غير الرسمي المناهض للمهاجرين بواحد وثمانين مقعدا.

وتتمتع النرويج بفائض من النقد بفضل كونها ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية وروسيا.

وقال شتولتنبرج وهو رجل اقتصاد ان العقبة الاولى التي تواجه ائتلافه الجديد ستكون قضية الاستخدام المحلي للغاز الطبيعي الموجود قبالة سواحل النرويج.

ويريد شتولتنبرج بناء محطات تعمل بالغاز لتنمية الاقتصاد في المناطق الساحلية لكن الاشتراكيين والوسطيين الذين يرتكنون الى قاعدة من الناخبين من أنصار البيئة يقولون انهم سيثيرون مسألة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ورفض شتولتنبرج الحديث عن كيفية توزيع الحقائب الوزارية أو عما يمكن ان يحدث في حال عدم التوصل الى حل وسط. ويقيد الدستور النرويجي اجراء الانتخابات بمرة واحدة كل أربع سنوات.

ويقول شتولتنبرج ان حزب العمال سيزيد الضرائب بنسبة طفيفة لتعود الى مستوياتها عام 2004 وانه لن يستمر في عملية الانفاق ببذخ لعائدات النفط التي يمكن أن تضر بالاقتصاد.

ويريد حزب العمال انضمام النرويج الى الاتحاد الاوروبي لكن شتولتنبرج قال انه لن يثير القضية في وقت قريب طالما أن اغلب النرويجيين يعارضون ذلك.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 14 / ايلول/2005 -9/ شعبان/1426