s

 
 

سياسة مكافحة التمييز تسهل على مسلمي امريكا الاندماج في المجتمع

يعتقد إحسان الخطيب، وهو محام من ولاية مشيغان له نشاطات كثيرة في مجال الحقوق المدنية، أن سياسة الحكومة الأميركية المتصفة بالتسامح والتقبل هي المسؤولة إلى حد كبير عن اندماج العرب الأميركيين والمسلمين الأميركيين الناجح في المجتمع الأميركي.

وقد أشار الخطيب، في دردشة على الإنترنت في 7 أيلول/سبتمبر، إلى أن هاتين المجموعتين من السكان الأميركيين هما فئتان ناجحتان اقتصادياً ومستوى التعليم والدخل فيهما يفوق المعدل القومي، رغم أن نصف أفرادهما وُلدوا خارج الولايات المتحدة.

كما أشار الخطيب، وهو رئيس مكتب اللجنة الأميركية-العربية لمكافحة التمييز في ديترويت، إلى أن "مكافحة التمييز سياسة أميركية حكومية. وتشجع الحكومة بنشاط على الشمول والاحتواء. وفي حين أن هناك تمييزاً، إلا أنه ليس منتشراً على نطاق واسع ولا هو جزء من النظام ككل. إن التمييز يتعارض مع عقيدة هذا البلد."

وقال الخطيب إن مدينة دترويت والمنطقة المحيطة بها تضم أكبر تجمع من العرب-الأميركيين في الولايات المتحدة، وفي مقدمهم اللبنانيون. كما يقطن المنطقة الكثير من العراقيين واليمنيين. وبين المدن الأخرى التي تقطن فيها أعداد كبيرة من العرب-الأميركيين كل من لوس آنجلوس ونيويورك وشيكاغو.

ولفت الخطيب إلى ما يعتبره تبايناً كبيراً بين وضع المسلمين الاقتصادي في الولايات المتحدة ووضعهم في أوروبا.

وقال: "إن الصورة كئيبة في أوروبا. ونسبة المسلمين بين العرب الأوروبيين كبيرة، وأوضاعهم الاقتصادية والتعليمية أسوأ من أوضاع باقي أفراد المجتمع."

واعتبر تقبل المسلمين في المجتمع الأكبر مفتاح المساعدة في تحسين وضعهم الاجتماعي في أوروبا.

وقال بهذا الشأن: "على أوروبا أن تفهم أنك عندما تفتح أبوابك للعمال الضيوف، يفد بشر (إلى بلدك). ويسير التقبل والاندماج يداً بيد."

وأضاف: "ستظل هناك مشاكل، طالما ظل المسلمون يُعتبرون ضيوفاً وطالما ظلت الدول الأوروبية تنظر إلى نفسها على أنها ليست دولاً مقصد مهاجرين."

وقارن ذلك بالوضع في الولايات المتحدة حيث قال إن هناك قوانين تحظر التمييز، "ويتم التأكيد على التعددية. والتمييز في مجال التوظيف مكلف جداً لأصحاب الأعمال في الولايات المتحدة."

وقال الخطيب إن النقاش الدائر حول الحجاب مثال جيد على الاختلافات في عملية دمج المسلمين في المجتمع في أوروبا والولايات المتحدة.

وروى أن "ناشالا هيرن، وهي صبية في الحادية عشرة من العمر تدرس في الصف السادس في مدرسة "أكاديمية بِن فرانكلن العلمية" في أوكلاهوما، فُصلت مؤقتاً مرتين لارتدائها الحجاب. ففعلت ما يفعله كل أميركي يغبن حقه: رفعت دعوى. وقد انضمت وزارة العدل إلى الدعوى إلى جانب ناشالا واتهمت دائرة مَسكوغي المدرسية بخرق البند المتعلق بالحماية المتساوية الوارد في التعديل الرابع عشر للدستور الأميركي. وهذا مغاير تماماً للسياسة الفرنسية."

وأشار الخطيب إلى أن التعديل الأول في الدستور الأميركي ينص على أنه لا يجوز حظر ممارسة الدين، و"ارتداء الحجاب ممارسة للدين."

وحين سئل الخطيب عن الكيفية التي يتمكن من خلالها المسلمون من المحافظة على هويتهم في بلد كبير جداً ومتغير جداً كالولايات المتحدة، أجاب بالقول إن "القاعدة هي تقبل الآخر. والامتثال للقوانين هو المعيار للقبول. فإن كان بإمكان (المسيحيين من طائفة) الآمش واليهود اللوبافتش الازدهار في الولايات المتحدة، ينبغي ألا تكون هناك مشكلة بالنسبة للمسلمين."

وأضاف المسؤول في اللجنة الأميركية-العربية لمكافحة التمييز أنه حدث في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر، 2001، الإرهابية أن وقع "عدد من أعمال التعصب الأعمى، إلا أنه وقع عدد أكبر بكثير من الأعمال التي أظهر فيها الأميركيون من غير العرب وغير المسلمين اللطف تجاه المسلمين والعرب الأميركيين."

وقال إنه "وقعت حوادث تمييز عديدة ضد النساء اللاتي يرتدين لباساً يظهر أنهن مسلمات. وقد قاسى عدد منهن من الإهانات والتحديق بهن. ولكن ذلك لم يكن رد فعل 99 بالمئة من السكان. إن التسامح والتقبل هو سياسة هذا البلد وهي سياسة تلقى تقبلاً واسع النطاق بوصفها الطريقة الأميركية."

وأشار الخطيب إلى أن ما حدث بعد 11 أيلول/سبتمبر هو أن "الحكومة بعثت رسائل واضحة بأن المسلمين الأميركيين هم أميركيون ولن يُسمح بإساءة معاملتهم. وقام الرئيس بوش بزيارة المركز الإسلامي في منطقة واشنطن (العاصمة) وقال إن من يرغبون في إساءة معاملة المسلمين الأميركيين لا يمثلون أميركا."

وأضاف أنه رغم أن هناك بعض الأفراد المتعصبين في كل مجتمع، إلا أن "أفراد الشعب الأميركي يزدرون التعصب الأعمى، وحتى الأفراد المتعصبين تعصباً أعمى لا يرغبون في اعتبارهم غير متسامحين."

وأوضح الخطيب أن مدينة دترويت اجتذبت الكثير من المهاجرين المسلمين بسبب توفر فرص العمل في صناعة السيارات. وقال إن المطاف انتهى بالكثير من المهاجرين من جنوب لبنان الذين هاجروا هرباً من الحرب في لبنان في منطقة دترويت أيضا."

وخلص إلى القول، "نحن في بيتنا في أميركا."

هذا ويشغل الخطيب أيضاً منصب مدير الخدمات القانونية في منظمة غير ربحية هي "الحياة للإغاثة والتنمية" (لايف فور رِليف آند ديفيلوبمنت). وتقوم المنظمة حالياً بالمساعدة في تقديم الغوث لمنكوبي الإعصار كاترينا. وقد تعهدت منظمة لايف بالاشتراك مع عدد من المنظمات الإسلامية بتقديم عشرة ملايين دولار من المساعدات.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 11 / ايلول/2005 - 6/ شعبان/1426