المرجع الشيرازي: العراق الجريح مورد لكثير من الإرهاصات والمشاكل لكنه في الوقت نفسه مرفوع الرأس في التاريخ

 قال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي ان الشعب العراقي المظلوم عانى أشد المحن وأقسى المآسي ومرّت عليه حقبة سوداء قلّ نظيرها في التاريخ لكنه لم يترك إيمانه واعتقاده بأهل البيت سلام الله عليهم وظل متمسّكاً بولائه وحبّه لهم في كل مظاهر حياته، وفي السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء. واضاف ان هذا الشعب برجاله ونسائه، وشيوخه وأطفاله، يتدفق بالملايين إلى زيارة أهل البيت سلام الله عليهم.فإذا كان العراق الجريح وشعبه المظلوم مورداً لكثير من الإرهاصات والمشاكل، لكنه في الوقت نفسه مرفوع الرأس في التاريخ وفي هذا اليوم ومستقبلاً. كل ذلك ببركة ولائه وتمسّكه بأهل البيت سلام الله عليهم.

جاء ذلك خلال استقباله في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة وفد مؤسسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الثقافية القادمين من مختلف مدن ومحافظات العراق، حيث ألقى فيهم كلمة قيمة استهلّها بقول الله عزّوجلّ: «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين».

 

وقال سماحته: ورد في أحاديث أهل البيت سلام الله عليهم في تأويل هذه الآية الكريمة أنها في مقدمات ظهور سيدنا ومولانا بقية الله الأعظم المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف وصلوات الله وسلامه عليه.فقد جاء عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (الصادق) سلام الله عليه: «لابدّ أن يكون قدّام القائم سنة، تجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد، من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات فإن ذلك في كتاب الله لبيّن، ثم تلا هذه الآية: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ».

كما أن هذا الشهر الشريف شهر شعبان المعظم الذي يتشعب منه وفيه الخير له تعلّق خاص بالإمام الحسين سلام الله عليه وبولده صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه الشريف. ففي هذا الشهر الكريم ولادتهما سلام الله عليهما، وفي منتصفه زيارة مخصوصة لسيد الشهداء سلام الله عليه.

وقال سماحته: لقد حكم الإمام علي سلام الله عليه رقعة كبيرة من العالم وكان العراق والكوفة مركز حكومته وسيحكم العالم سيدنا ومولانا بقية الله الأعظم عجّل الله تعالى فرجه الشريف وسيكون العراق وفي الكوفة نفسها مركز حكومته وسيكون هذا الشرف من نصيب المؤمنين وشيعة أهل البيت سلام الله عليهم في العراق،فهم الذين يكون لهم البلاء، وبالنتيجة سيكون لهم النصر بإذن الله تعالى كما في قوله سبحانه: «وبشر الصابرين».

وأضاف: قبل أربعة عشر قرناً حيث كانت الحكومات في قمة الاستبداد والدكتاتورية والظلم حكم الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه وأتاح الحرية بكافة أبعادها للجميع، حتى لأعدائه وحتى على خلاف ما كان يأمر به ويصدره من حكم. ولم يكن للحرية التي منحها الإمام أي شبيه أو نظير، لا في حكومات زمانه ولا في التي حكمت دول العالم من بعده وإلى يومنا هذا.

كما إن المسلمين الذين عاشوا في ظل حكومته سلام الله عليه حتى الأقليات والكفّار قد رفلوا بالهناء والسعادة والرفاه والسلام. والكل كانوا عنده سواسية في العطاء وحفظ الحقوق والعيش بكرامة. بخلاف ما نجده اليوم من تمييز وظلم وتضييع للحقوق حتى في أرقى وأغنى دول العالم التي تدّعي المدنية والتحضّر والتطوّر.

وبعد أن ذكر سماحته شواهد من سيرة الإمام وطريقة حكمه سلام الله عليه أردف: لقد ورد في أحاديث صحيحة ومتعددة أن سيدنا ومولانا المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف عندما يظهر يسير بسيرة جدّه أمير المؤمنين سلام الله عليه، وسيعود العالم كلّه تحت ظل حكومته إلى الخير والرفاه والنعمة في جميع الأبعاد، عبر دفاعه عجّل الله تعالى فرجه الشريف عن الأمة والمظلومين والمضطهدين في أرجاء المعمورة.

وحول العراق قال دام ظله: لقد عانى الشعب العراقي المظلوم أشد المحن وأقسى المآسي ومرّت عليه حقبة سوداء قلّ نظيرها في التاريخ لكنه لم يترك إيمانه واعتقاده بأهل البيت سلام الله عليهم وظل متمسّكاً بولائه وحبّه لهم في كل مظاهر حياته، وفي السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء. كما ترى اليوم وبعدما انقشع الظلام وزال الكابوس أن هذا الشعب برجاله ونسائه، وشيوخه وأطفاله، يتدفق بالملايين إلى زيارة أهل البيت سلام الله عليهم.فإذا كان العراق الجريح وشعبه المظلوم مورداً لكثير من الإرهاصات والمشاكل، لكنه في الوقت نفسه مرفوع الرأس في التاريخ وفي هذا اليوم ومستقبلاً. كل ذلك ببركة ولائه وتمسّكه بأهل البيت سلام الله عليهم.

وقال سماحته: إن الحادثة المؤسفة التي حدثت في يوم ذكرى استشهاد الإمام الكاظم سلام الله عليه في مدينة الكاظمية المقدسة بالرغم من أنها مؤلمة جداً لكنها في الوقت نفسه هي من طرق المجد، ومن الطرق التي أنبأ الله سبحانه عن مثلها في قوله عزّ من قائل: «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين».

وأكد دام ظله: يتحتم اليوم على الشعب العراقي المظلوم والأبي والفخور والمرفوع الرأس بأهل البيت سلام الله عليهم، بطبقاته كافة أن يلتزموا بأمرين مهمين جداً هما:

الأول: التحلّي بالصبر، فالمحنة هي في طريقها إلى الزوال، وصحيح أن الصبر أوّله مرّ ولكن آخره حلو، وهو ما نراه قريباً إن شاء الله تعالى بفضل أهل البيت سلام الله عليهم.

الثاني: تفويت الفرصة على الأعداء. وذلك بتثقيف الأمة العراقية بثقافة أهل البيت وبسيرتهم وممارساتهم قولاً وعملاً. فثقافة أهل البيت هي البلسم والعلاج وهي التي من أجلها قدّم الإمام الحسين سلام الله عليه مهجته الكريمة لينقذ عباد الله من التيه والضلال كما قال الإمام الصادق سلام الله عليه: «وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة».وثقافة أهل البيت هي التي قال عنها الإمام الرضا سلام الله عليه: «فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا».

وشدّد سماحته قائلاً: اذا استوعبت الأمة الإسلامية لاسيما في العراق ثقافة أهل البيت سلام الله عليهم فستكون في قمة الشموخ والعظمة، وتسير يوماً بعد يوم نحو الأفضل والأحسن، وستكون لها حياة مرفهة واقتصاد سليم وحرية للجميع. وكلما تثقّف العراقيون بهذه الثقافة زادوا قرباً من أهل البيت سلام الله عليهم وزاد استعدادهم لاستقبال سيدنا ومولانا بقية الله الأعظم سلام الله عليه والذي نسأل الله تعالى أن يكون ظهوره قريباً عاجلاً بحوله تعالى وقوته.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 12 / ايلول/2005 - 7/ شعبان/1426