
ضرب الاعصار كاترينا بعنف في التاسع والعشرين من آب/اغسطس ثلاث
ولايات في جنوب الولايات المتحدة واوقع اضرارا ضخمة دفعت المعلقين الى
وصفه بانه اكبر كارثة طبيعية في تاريخ البلاد. وفي ما يلي ملخص لحصيلة
هذا الاعصار بالارقام:
1- حصيلة الضحايا البشرية:
- الحصيلة الوحيدة الرسمية التي قدمت حتى الان تشير الى سقوط 134
قتيلا في ولاية ميسيسيبي و13 قتيلا في فلوريدا ولويزيانا. واحصي 14
قتيلا في مركز المؤتمرات في نيو اورلينز الذي جمع فيه عدد من ضحايا
الاعصار ما يرفع المجموع الى 161 قتيلا حسب حصيلة وكالة فرانس برس. الا
ان السناتور الجمهوري ديفيد فيتر اعلن ان الاعصار كاترينا قد يكون اوقع
اكثر من عشرة الاف قتيل في لويزيانا وحدها.
- يبلغ عدد المشردين اكثر من 200 الف شخص ويقول الصليب الاحمر انه
امن ايواء نحو مئة الف شخص. وتقول الوكالة الفدرالية المكلفة اعمال
الاغاثة الطارئة من جهتها انها امنت مأوى ل76 الف شخص في 275 مركزا. في
حين تقول السلطات في ولاية تكساس انها استقبلت 73 الف مشرد في مراكز
خاصة.
- قد يصل عدد المشردين في ولاية لويزيانا وحدها الى اكثر من مليون
شخص.
2- حصيلة الاضرار الاقتصادية:
- ضرب الاعصار كاترينا منطقة تبلغ مساحتها نحو 235 الف كلم مربع اي
ما يوازي مساحة رومانيا ونصف مساحة فرنسا. وامتدت الاضرار بطول ما بين
40 الى 50 كلم على شواطىء ولاية ميسيسيبي في حين غمرت المياه 80 بالمئة
من مدينة نيو اورلينز.
- ادى الاعصار الى اقفال 711 منصة او بئر نفطية في خليج المكسيك.
وبعد خمسة ايام على مروره في جنوب الولايات المتحدة فان 88,53 بالمئة
من انتاج النفط الخام في منطقة خليج المكسيك توقف وهو يمثل ربع الانتاج
العام للبلاد.
- قد تتجاوز قيمة الاضرار المئة مليار دولار وربما تصل الى 35 مليار
دولار حسب شركات التأمين بناء على معلومات شركة "ريسك مناجمنت سولوشنز"
المتخصصة. اما وقف العمل فيعني 100 مليون دولار يوميا من الربح الفائت.
- والولايات الثلاث التي ضربها الاعصار (لويزيانا وميسيسيبي
والاباما) تمثل ثلاثة بالمئة من الناتج الداخلي الخام في الولايات
المتحدة حسب الاقتصادي ايثان هاريس من شركة "لهمان براذرز".
- وفي ولاية ميسيسيبي يعتبر تدمير العديد من الكازينوهات خسارة
كبيرة حيث ان 13 الف شخص يعملون في كازينوهات مدينة بيلوكسي وحدها. كما
ستتأثر بالطبع الحركة السياحية في ولاية لويزيانا التي كانت تستقبل
سنويا نحو عشرة ملايين سائح.
3- اعمال الاغاثة واعادة الاعمار:
- قدم الاميركيون في اطار تبرعات خاصة اكثر من 150 مليون دولار
لضحايا الاعصار.
- خصص الكونغرس مبلغا طارئا بقيمة 10,5 مليار دولار لمساعدة
المنكوبين.
- يمكن ان يستغرق سحب وتجفيف المياه من نيو اورلينز وحدها ما بين 36
و80 يوما حسب الجيش الاميركي.
وروى اشخاص غادروا منازلهم بسبب الاعصار كاترينا قصصا مروعة عن
الاغتصاب والقتل والحراس الذين يسارعون باطلاق النار في مركزين بنيو
اورليانز اقيما ليكونا ملاذين ولكنهما اصبحا مكانين للعنف والارهاب.
واغلقت الشرطة والحرس الوطني يوم السبت المركزين وهما ساحة
السوبردوم ومركز المؤتمرات بالمدينة ولكنهم اوقفوا اللاجئين في الحرارة
الشديدة في الخارج لكي يمنعوهم من الخروج من المدينة.
وقامت طائرات الهليكوبتر والحافلات بعملية اجلاء جماعية لنقل الاف
الاشخاص الذين انتظروا في صفوف منتظمة في حرارة خانقة خارج مركز
المؤتمرات الذي غمرته مياه الفيضانات.
ووصف اللاجئون الذين كانوا ينتظرون لكي يتم نقلهم الى الملاعب
الرياضية والملاذات الاخرى الكبيرة في تكساس وشمال لويزيانا كيف اصبح
مركز الموتمرات والسوبردوم اماكن خارجة عن القانون يكتنفهما القتل
والاغتصاب.
وروى العديد من سكان ذلك المكان الذي اصبح بمثابة مدينة عشوائية
حادثتين بشعتين قام فيها المكلفون بتأمين الناس بقتلهم بدلا من
حمايتهم.
وقال شهود انه في واحدة من الحادثتين مر ضابط شرطة من نيو اورليانز
بسيارته على شاب ثم اطلق عليه النار وفي حادث اخر قتل جنود الحرس
الوطني بالرصاص رجلا يطلب المساعدة.
ورفضت الشرطة ان تناقش او تؤكد ايا من الحادثتين. وقال اللفتنانت
كولونيل بيت شنيدر المتحدث باسم الحرس الوطني "لم اسمع اي معلومات عن
اطلاق اسلحة."
وقال ستيف بانكا "قتلوا شابا هنا ليلة امس..تعرضت شابة للاغتصاب
والطعن..وصلت صرخاتها الى هذا الرجل ولذا ركض الى الشارع لكي يحصل على
مساعدة من القوات. ولكي يحاول ايقاف شاحنة تابعة لهم قفز على زجاجها
الامامي واطلقوا عليه النار وقتلوه."
وروى واد باتيست (48 عاما) حادث مرعب اخر.
وقال باتيست "ليلة امس في الساعة الثامنة مساء اطلقوا النار على صبي
في السادسة عشر من عمره. كان يعبر الشارع. داسوه بالسارة..شرطة نيو
اورليانز فعلت ذلك ثم خرجوا من السيارة واطلقوا عليه النار في الرأس."
وظل جسد الشاب ممددا في الطريق الى جانب مدخل مركز المؤتمرات صباح
السبت ومغطى ببطانية سوداء والى جانبه دم متخثر. وعلى مسافة منه جلست
اسرته في حالة من الصدمة.
اما الناس الذين حاولوا الخروج من المدينة فكانوا يجبرون على العودة
بقوة السلاح وهو امر تقول القوات انه من اجل مصلحتهم. وقال جندي "انه
امر محزن ولكن الى اين تعتقد انهم يمكن ان يصلوا."
وقالت وفونيت جريس جوردان التي لديها خمسة اطفال هنا اصغرهم عمره
ستة اسابيع فقط "انهم يجعلوننا نعيش هنا كالحيوانات..نحصل فقط على
وجبتين وليس هناك ادوية والان هناك الاف الاشخاص يتبرزون في الشوارع.
هذا خطأ..هذه هي الولايات المتحدة الامريكية."
وقال جندي بالحرس الوطني طلب عدم الكشف عن هويته خشية ان يعاقب من
الضابط الذي يقود وحدته معلقا على الافتقار الى الرعاية الصحية بالمركز
"انهم (ادارة بوش) يهتمون بالعراق وافغانستان اكثر مما يهتمون هنا". |