كاترينا اعصار موت ودمار جديد يجتاح امريكا

تكشّفت أبعاد كارثة واسعة النطاق في ساحل خليج المكسيك يوم الثلاثاء بعد ان اجتاحه الاعصار كاترينا وقتل ما لا يقل عن 50 شخصا في ولاية مسيسبي واغرقت السيول المنتجعات والاراضي المنخفضة في مدينة نيو اورليانز.

ومن المتوقع ان ترتفع أعداد القتلى مع تمشيط فرق الانقاذ ووصولها للمناطق المنكوبة التي ضربها الاعصار يوم الاثنين.

وألحق الاعصار القاتل أضرارا وصلت الى حد الكارثة بطول الساحل بعد ان ضرب ولاية لويزيانا برياح بلغت سرعتها 224 كيلومترا في الساعة ثم اجتاح مسيسبي والاباما وغرب فلوريدا.

وخلف الاعصار وراءه العديد من المباني المهدمة والزوارق والسيارات المدمرة واقتلع الاشجار وأغرق المدن بالسيول.

وقد يثبت ان الاعصار كاترينا هو اكثر الاعاصير تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة اذ كلف شركات التأمين ما يصل الى 26 مليار دولار حسبما قال محللو المخاطر.

وفي ولاية مسيسبي قال المسؤولون للصحف ان 50 على الاقل لقوا حتفهم في الولاية.

وحدثت معظم هذه الوفيات في الاغلب حين اجتاحت امواج المد الشواطئ ودخلت في عمق اليابسة لمسافة كيلومتر ونصف.

وقال هيلي باربر حاكم ولاية مسيسبي "الولاية تعرضت لضربة كبيرة على السواحل."

وجرف الاعصار الزوارق الى الطريق الساحلي الرئيسي واجتاح نوادي القمار المطلة على الساحل. واغلقت لجنة نوادي القمار في مسيسبي 17 ناديا ويواجه القطاع خسائر في الايرادات بالملايين كل يوم.

والاضرار على ساحل مسيسبي هائلة اذ دمر الاعصار العديد من معالم بلاكسي. وبحلول الليل تحولت جلفبورت الى حالة من الفوضى العارمة وتناثرت في كل الانحاء الالواح المعدنية والاشجار المقتلعة.

وقال باربر ان الاعصار "حل على مسيسبي بأطنان من الحجارة. انها عاصفة رهيبة." واضاف ان المباني التي تحملت الاعصار كاميل عام 1969 برياحه التي بلغت سرعتها 320 كيلومترا في الساعة وتسبب في مقتل 256 انهارت أمام كاترينا.

وسئل عن أقصى ما يخشاه فرد قائلا "ان يكون هناك العديد من القتلى."

كما ضرب الاعصار كاترينا بشدة نيو اورليانز وهي مدينة تقع تحت مستوى البحر كانت تخشى منذ وقت طويل ان يلحق بها دمار مأساوي من اعصار شديد. لكنها افلتت من هذا المصير المأسوي في اللحظة الاخيرة حين حول الاعصار سيوله الجارفة نحو مسيسبي.

وأعلن مسؤولون ان نحو 20 من مباني نيو أورليانز انهارت او هي عرضة للانهيار.

وفي المدينة المعروفة بانها مهد موسيقى الجاز تطايرات الانقاض في الهواء وانتزعت الرياح نوافذ المباني العالية واطاحت بسقف الصالة العملاقة المغطاة لكرة القدم الامريكية التي لجأ اليها عشرة الاف شخص عندما أمرت السلطات باخلاء المدينة.

لكن سرعة الرياح هبطت عندما وصل الاعصار الى السواحل عند الفجر وحول مساره شرقا مما حمى المدينة من أضرار أكبر اذ تماسكت نظم حواجز المياه في نهر المسيسبي وبحيرة بونتشارترين.

ولم يعلن رسميا عن حدوث وفيات في لويزيانا لكن راي ناجين رئيس بلدية نيو اورليانز قال ان الجثث تطفو على سطح المياه التي غمرت معظم المدينة.

وقال للتلفزيون "قلبي مثقل الليلة. ليس عندي انباء طيبة.

"مدينة نيو اورليانز في حالة دمار. 80 في المئة من مدينتنا على الارجح غمرتها المياه. منسوب المياه وصل في بعض الاماكن الى ستة امتار. لا يزال عدد كبير من السكان فوق اسطح المنازل. المياه غمرت مطاري المدينة."

وانجرفت منصة حفر نفطية في خليج موبيل بولاية الاباما واصطدمت بجسر. كما انجرف حفاران نفطيان على الاقل في خليج المكسيك حيث عصف الاعصار كاترينا وهو أحد أقوى الاعاصير المسجلة بحقول النفط والغاز البحرية.

وصرحت كاثلين بلانكو حاكمة ولاية لويزيانا بان فرق الانقاذ انتشلت المئات من فوق اسطح المباني ومن المياه. وتقطعت السبل بالمئات عندما حل الليل.

وحثت بلانكو السكان على البقاء في الاماكن التي لجأوا اليها بعد ان غمرت الطرق المياه وأغلقتها الاشجار وخطوط الكهرباء التي اقتلعتها الرياح وانقطعت خدمة الهاتف.

وقالت بلانكو "العودة للمنزل أمر محفوف بالخطر."

وذكرت شركات المرافق ان الاعصار قطع الكهرباء عن نحو 1.3 مليون شخص في لويزيانا ومسيسبي والاباما وفلوريدا.

وبحلول الساعة العاشرة مساء (0300 بتوقيت جرينتش) خفت حدة الاعصار ليتحول الى عاصفة مدارية مركزها فوق شمال شرق مسيسبي بالقرب من حدود ولاية الاباما متجها الى الشمال والشمال الشرقي. ومع الامطار الغزيرة ورياح سرعتها 97 كيلومترا في الساعة تراجعت شدته الى أدنى من مستوى الاعصار.

وكان تحول مسار الاعصار شرقا بعيدا عن نيو اورليانز في اللحظة الاخيرة قد القى الضوء على المأساة التي شهدها السياح على ساحل ولاية مسيسبي حيث غمرت المياه مئات الامتار من اليابسة.

وقال مسؤولون في ألاباما أن اثنين قتلا في طريق غمرته المياه.

وأعلن الرئيس الامريكي جورج بوش ان لويزيانا ومسيسبي منطقة كوارث مما يتيح لهما الحصول على مساعدات من الحكومة الاتحادية.

وانفكت منصة حفر نفطية من مراسيها في خليج موبايل بولاية الاباما واصطدمت بجسر. وانطلق حفاران نفطيان اثنان على الاقل من وثاقهما في خليج المكسيك حيث عصف كاترينا بحقول النفط والغاز البحرية.

وقد يتضح ان الاعصار كاترينا اشد العواصف ضررا في تاريخ الولايات المتحدة اذ كلف شركات التأمين ما يصل الى 26 مليار دولار حسبما قال محللو المخاطر.

وفي مدينة نيو اورليانز القت الرياح الهادرة بالانقاض في الهواء واطاحت بالنوافذ في الفنادق العالية ومزقت سقف صالة لويزيانا سوبردوم العملاقة المغطاة للالعاب الرياضية التي لجأ اليها 10 الاف شخص هربا من العاصفة الخطيرة.

قالت كاثلين بلانكو محافظ لويزيانا في مؤتمر صحفي ان اللاجئين نقلوا الى اماكن جافة في الاستاد لكن لا يوجد خطر وشيك.

واتخذ الاعصار كاترينا مساره بخليج المكسيك واوقفت شركات النفط الانتاج من الكثير من المنصات البحرية التي تنتج ربع انتاج البترول والغاز الامريكي.

وقفزت اسعار النفط الخام الامريكي في العقود الاجلة خمسة دولارات تقريبا في بداية التعاملات لتصل الى ذروتها عند 70.8 دولار للبرميل. وغذى ارتفاع اسعار النفط الاسواق المالية الاخرى فاضر بالاسهم والدولار نتيجة مخاوف من ان يتراجع النمو الاقتصادي لكنه عزز من الاوعية الاستثمارية المأمونة مثل السندات الحكومية والذهب.

وكتب على لافتة ضخمة بخط اليد عبارة "نرجو ان تصلوا من اجل نيو اورليانز" التي يبدو انها تلخص المخاوف التي اطبقت على المدينة المعروفة بجوها الاحتفالى وحياتها الرخية.

وقال راي ناجين رئيس بلدية المدينة في برنامج "توداي شو" بمحطة تلفزيون (ان.بي.سي) أن هناك بالفعل مياه فيضان كثيرة في المدينة المنخفضة عن مستوى سطح البحر.

وتنبأ خبراء الطقس بان الالاف من المنازل يمكن ان تتعرض للدمار او التلف ويصبح مليون شخص بلا مأوى اذا اصبح ارتفاع الامواج الناتج عن العاصفة اعلى مما تستطيع الحواجز التصدي له.

وقال مسؤولو خدمات الطوارئ ان ما يقدر بمليون شخص غادروا المنطقة قبل قدوم العاصفة التي كانت لفترة من الفئة الخامسة المخيفة بسرعة رياح تصل الى 282 كيلومترا في الساعة لكن الكثيرين اختاروا ان يحاولوا اجتيازها.

وضربت العاصفة البر الساحلي بقوة اعصار من الفئة الرابعة بمقياس سافير سيمسون المؤلف من خمس درجات.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 31/ اب/2005 -25/ رجب/1426