ندوة تناقش وضع المرأة المسلمة الأميركية في المجتمع الأميركي

ذكرت مجموعة من السيدات الأميركيات المسلمات إن الإسلام عقيدة تعزز مكانة النساء على عكس ما يشيع في وسائل الإعلام الأميركية من مفاهيم فالمرأة المسلمة لا تشعر بالتمييز ضدها أو بأنها غير مقبولة في إطار تقاليد عقيدتها.

جاء ذلك في ندوة عقدت بواشنطن يوم 11 آب/أغسطس، قدمت الندوة بريشاس رشيدة محمد مؤسسة ورئيسة تحرير مطبوعة تسمى صحيفة الإسلام في أميركا، وهي الجيل الثالث من أسرة أفريقية أميركية مسلمة. وقالت إن مجرد عقد مثل هذه الندوة إنما هو في حد ذاته دليل على حرية المرأة المسلمة في الولايات المتحدة.

وأبرزت السيدة رشيدة الخطوط العريضة لتاريخ النساء الشهيرات في الإسلام منذ نزول الوحي بالقرآن قبل أكثر من 1400 عام، منوهة بأن بعض أولئك النساء كن من الزعماء السياسيين وأخريات قاتلن كجنديات جنبا إلى جنب مع الرجال.

وأشارت إلى أن في الولايات المتحدة حركة لتوعية المسلمين بتراثهم وثقافتهم بدأت بالأخت كلارا محمد، زوجة مؤسس جماعة أمة الإسلام أليجا محمد. فالأخت كلارا أسست شبكة من المدارس لتعليم المسلمين الأميركيين الأفارقة (السود) ابتداء من الثلاثينات من القرن العشرين.

أما جيهان الجندي، وهي مسلمة أميركية مصرية المولد، ومديرة لمركز تعليمي يعرف باسم تبادل الوعي الثقافي ببلدة ماكلين في ولاية فيرجينيا فقد قالت إن هناك فصلا بين الإسلام كما كان يمارسه النبي محمد قبل 1400 عام وما يمارس ويفسر في دول إسلامية مختلفة.

وقالت جيهان الجندي "إن الإسلام كعقيدة وكثقافة في دول بعينها قد يكون مختلفا تماما بسبب العادات والتقاليد المحلية والقوانين الوضعية." وأضافت أن التقارير الإخبارية عما يمارس من قهر ضد النساء في الدول الإسلامية قد تكون له علاقة بالعادات والتقاليد والثقافة السائدة في تلك الدولة.

وأشارت جيهان الجندي إلى أن "فكرة أنني لا بد أن أكون مقهورة ومضطهدة لأنني امرأة أميركية مسلمة فكرة سخيفة. فإنا حرة في أن أفعل ما أشاء . وإنني أعمل بمهنة تختلف تماما عن مهنة زوجي ، وكلانا سعيد بمهنته." وأكدت جيهان الجندي على أنه من المهم بالنسبة للأميركيين المسلمين أن تكون لهم "حرية الاختيار" بالنسبة لـ"منظومة القيم" التي يلتزمون بها في حياتهم، ومع ذلك تتحقق لهم المساواة كشركاء في المجتمع الأميركي.

وعائشة مصطفى وهي أميركية أفريقية اختارت اعتناق الإسلام، وهي رئيسة تحرير مجلة قومية أسبوعية مقرها في شيكاغو اسمها صحيفة المسلم (مسلم جورنال)، قالت إن المطبوعات ذات الطابع الإسلامي فعلت الكثير من أجل مساعدة المسلمين الأميركيين في اكتشاف طريقة مختلفة في التعبير، لكنها متساوية مع غيرها من المطبوعات في التيار الرئيسي السائد بالمجتمع الأميركي.

وقالت عائشة مصطفي "إن مجلة عزيزة قد فعلت بي ما فعلته مجلة (إيبوني) بالمرأة الأميركية الأفريقية (غير المسلمة). لقد منحتني فرصة للتعبير. ويذكر أن مجلة عزيزة مجلة فصلية تصدر في طبعة أنيقة ملونة وهي تخاطب المرأة المسلمة، تأسست المجلة في العام 2000 ومقرها في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا.

وتشتهرعائشة مصطفى بأنها ناشطة بين الطائفة الأفريقية المسلمة بالولايات المتحدة، وقد ذكرت الحاضرين في الندوة بأن السيدة هاجر، الزوجة الثانية للنبي إبراهيم وأم اسماعيل الذي يقال إن العرب انحدروا من نسله، كانت امرأة سوداء.

وقالت عائشة مصطفى إنه على عكس الاعتقاد السائد بأن المرأة تشغل مكانة ثانوية تأتي فيها بعد الرجال في المجتمع الإسلامي، فإن النبي محمد كان له رأي مخالف لذلك تماما. وهذا مثبت بالدليل في اثنين من الأحاديث النبوية المعروفة: أولهما "الجنة تحت أقدام الأمهات." والثاني "لا يكون لأحدكم ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا دخل الجنة."

ومتحدثة أخرى في الندوة هي زكية ماهاسا، وهي أفريقية أميركية اعتنقت الإسلام، وتعمل قاضية في إحدى محاكم الأحداث بمدينة بولتيمور بوية ميريلاند. قالت إن تحولها إلى الإسلام كانت بمثابة ميلاد متجدد بالنسبة لها لأنه من المفترض أن يستسلم كل البشر لإرادة الله.

وأشارت إلى أنها حينما اعتنقت الإسلام وبدأت ارتداء الزي الإسلامي للمرأة المسلمة، كان والدها يخشى من أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بمهنتها. لكن، كما تقول فإن ذلك لم يحدث. بل على العكس أخذ الناس يبدون الاحترام تجاهها بسبب تفردها وتمسكها بجذور عقيدتها.

وقالت زكية ماهاسا "إن القانون السائد في الولايات المتحدة يتضمن تمجيد الصفات التي مجدها الإسلام مثل العدالة والرحمة والشفقة. إن اختياري لمهنتي يتمشى مع الإسلام."

ثم خلصت زكية ماهاسا إلى القول إنه بعد الهجمات الإرهابية في 11 أيلول/سبتمبر أصبح من المهم على كل مسلم أن يصبح "سفيرا للإسلام، لأن هذا هو أسوأ وقت للانزواء والابتعاد عن الأضواء."

المصدر: نشرة واشنطن

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد21/ اب/2005 -15/ رجب/1426